عالم المراة

موعد مع الحب

همسة نت .أ.اسماءالياس

الرحيل لا يبدأ عندما نترك وراءنا كل شيء. بل عندما نتخلى عن من أعطونا الحياة، ووهبونا السعادة، هذا أصعب من الرحيل.
تطورت العلاقات بين سهى وباسم، وأصبحت محبتهم مدار حديث أهل البلدة التي تُعد من أصغر البلدات من حيث تعداد السكان، تلك البلدة القابعة على تلة تحيطها الجبال العالية، والأشجار الباسقة، كثيراً ما كنت أذهب هناك وأجلس بالساعات متأملة الطبيعة، سارحة بهذا الكون العجيب، كانت تأتي عليَّ لحظات أنسى فيها نفسي لا أشعر إلا والشمس قد مالت للمغيب،
ذات يوم بينما كنت بطريقي للبيت صادفت شاباً يسير بمحاذاة النهر ومعه كلب وقطة يتنزهان معاً، توقفت عن السير نظرت نحوه تأملته وعندما أردت متابعة الطريق لمحني من بعيد نادى عليَّ بالاسم:
– الست أنت الانسة سهى فؤاد؟
– نعم أنا هي بشحمها ولحمها.
– كنت أتمنى أن التقي بك. ما أجمل الصدف التي هي “خير من الف ميعاد”. أنتِ إنسانة قل مثيلاتها، لقد سمعت عنك كثيراً، فقد قالوا عنك إنسانة متواضعة مسؤولة محبوبة عند كل من عرفك.
– أشكرك على هذه المجاملة اللطيفة.
– لكن هذه ليست مجاملة هذه حقيقة وأقولها من قلبي.
– لقد أخجلتم تواضعي.
– أعرفك على نفسي. أنا باسم أعمل محاضراً في الجامعة أعلم الحذر على الطرقات أنت تعلمين بلا شك بأن حوادث الطرق كثيرة هذه الأيام، وكل يوم نسمع عن حادث قاتل يروح ضحيتها شباب في مقتبل العمر.
– نعم لقد صدقت حوادث الطرق تقلقنا جميعاً، والأصعب منها بأن شبابنا لا يتعلمون متهورون لا تهمهم سلامتهم ولا سلامة غيرهم، لأن الشارع ليس لشخص واحد، بل هو ملكٌ الجميع ويجب أن نتعلم احترام الطريق، من احترم الطريق حافظ على سلامته وسلامة غيره.
– نعم كلامك صحيح.
– ماذا نفعل حتى نقلل حوادث الطرق؟ وبأي الوسائل يجب معالجة هذه الحوادث القاتلة التي لا تفرق بين صغير وكبير؟
– يجب على البلديات والمؤسسات التابعة للدولة أن يقوموا بنشاطات توعوية محاضرات يقوم من خلالها خبراء بإلقاء الضوء على المسببات الأساسية التي تؤدي لتلك الحوادث القاتلة.
– هذا ما يجب فعله. ما رأيك بأن نكون نحن المبادرين لهذا المشروع. ربما استطعنا على الأقل تقليل حوادث الطرق التي أصبحت تضج بها وسائل التواصل الاجتماعي.
مر شهر على هذا اللقاء، وكل واحد منهما انشغل بأموره الحياتية. لكن عقل سهى لم ينسَ بقيت تفكر بالطريقة المثلى حتى تكون البداية، وما أجمل أن تكون البداية قوية واثقة خطواتها. لهذا بدأت على ترتيب موعد مع مختصين بهذا المجال، وعندما اتفقت مع عدة شخصيات مختصة بمعالجة حوادث الطرق قامت بالاتصال بباسم الذي كان بذلك الوقت مشغولاً بتحضير نفسه للسفر للولايات المتحدة نيويورك فقد دعيَّ حتى يلقي محاضرة عن تأثير حوادث الطرق بحياتنا اليومية.
لكن سهى لم تتوقف عند هذا الحد قبل أن يسافر باسل ذهبت لكي تودعه، على أمل اللقاء عند عودته من السفر.
سافر باسل لكنه كان يتواصل مع سهى عبر وسائل الاتصال “الزوم” بذلك الوقت بدأت سهى بتنفيذ مشروعها التوعوي من نشر اعلانات ودعايات ملأت بها الشوارع والحارات، أقاموا عدة محاضرات حضر جمهورٌ غفير وكل محاضرة كانت تنجح نجاحاً منقطع النظير حتى بدأنا نقطف ثمار مجهودنا وتعبنا لم يضع بل جلب الفائدة.
عاد باسل من السفر استقبلته سهى بابتسامة المنتصر على الوباء الذي حصد الكثير من الأرواح.
لم يتوقف عمل الثنائي باسل وسهى عند هذا الحد بل بقيا مستمرين في عملهما وفي نشر الوعي لدي الشباب المراهق.
تطورت علاقتهما وأصبح الحب يربط بينهما.
أقول لكل مراهق وشاب تمهلوا على الطريق، لا تتسرعوا أحبوا أنفسكم وأحبوا الحياة، لأن الحياة جميلة يجب أن نستقبلها دائماً بالحب والرضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق