من أينَ يأخذك الحنينُ الى منازلِ شهرزاد
قل لي.. وأركض حافياً
حتى اقيمَ لك البلادَ على البلاد
ثلجٌ على بردى..
يمر من الجليلِ وأنت بي
خيطٌ تعلَّقَ في شرايين الفؤاد
لا الوردُ كان أقلَّ حين لمستَه
كان الاقلُ هو الوقوفِ على منازل شهرزاد…
كنا نودِّعُ بعض موتانا
ونلهثُ في الوصولِ لعل قهوَتنا
تردُّ الروحَ من تعب الصعودِ الى السماء
كان النبيذُ الكرمليُّ هو الطريقُ الى السماء
وهو الصلاة ونشوة الراح التي سكنت مدائحنا
فعلقَها النشيدُ على جدارِ فسيفساء
كنا ملائكةَ الوقوفٍ امام حيرتنا
وشكلَ الروحِ في المرآة
رائحة الغمام
ولمسةَ الرؤيا ونرجسة النقاء
ماذا تبدل ايها الوطنُ الجميل
عليكَ من نار الصباحِ سلامُه
وعليك من نار المساءْ
قل لي .. واركض حافياً
كيف اجترحتَ حناك معجزةَ البقاء!؟
ثلجٌ على بردى.. يمرُّ من الجليلِ والتَ بي
ثلجٌ تساقط منذ اعوامٍ على بيروتَ
لم يدرك بأن الارضَ في كنعانَ بعضُ سنابلٍ
حطَّ الحمامُ بها..
(وأصبحنا سبايا نحنُ في هذا الزمانِ الرخوِ
أسلمنا الغزاةَ الى أهالينا
فما كدنا نعضُّ الارضَ حتى انقضَّ حامينا
على الاعراسِ والذكرى
فوزعنا أغانينا على الحراسِ
من ملكٍ على عرشٍ
سبايا نحنُ في هذا الزمانِ الرخوِ
لم نعثر على شَبَهٍ نهائيٍّ سوى دمنا
ولم نعثر على شيءٍ يدل على هويتنا
سوى دمنا الذي يتسلَّقُ الجدرانَ
ننشدُ خلسةً…
بيروتُ من اين الطريقُ الى نوافذِ قرطبه
كنعانُ من اين الطريق الى نوافذِ قرطبه
في كل نافذٍ ارى بحراً
وأبصرُ مرفأً
وأحج من حيفا الى عكا
وأسألُ ظاهر العمر
من أينَ تأخذك الطريقُ الى الفنار
مطرٌ هنا.. مطرٌ هناك ولم تزلْ
ذاتُ الطريقِ اليه من حيفا الى قصرِ الخمارْ..