ما عاد الطير يرف في أجواء الوصل، وما عاد طوافه في التصافي يستبقيني
قد ضاق صدري والعناء يمزق شمله، والسراة يجمعون رحلهم على ذاريات غياب يشقيني
أين منهم حياة اتسع نسقها تسقي مرابعها كؤوس طيب من ملازم حنين
رحماك إلهي وهذا القلب ألف سنينه العجاف، أن يأتيك الموت ضاربا النوى بفجيعة الأنين
أغراب صرنا والغربان تأتي أسرابا بئس حضورها ونعيقها يجفل سحابي ويذويني
لست انسى جلال مواقف ولست اعترف على نواصي الأشهاد اعتلالي وهوان أنيني
فديتك نفسي.. إن غاب طيفك فلست انت تغيب عن خاطري ولن يفارق هواك شراييني
يبقيك الوعد بالجوار فليس للقلب أن يضجر والجفا يعارك مدا ما كان يوما يسليني
فديتك روحي لو أن بروحي شفاء روحك فليس بعدك الحياة تعنيني
ربي إني قد آذيت قلبي حين أغلقت عليه انفاس الحياة وحين جففت فيه الحنين
فما أحمق القرار بئس ما انتوى وحد الجفا يحز روحي ويدمي شرايبني
ربي إني قد أسلمت إليك منتجعي لأقف على بابك والقلب ضاج يسألك رحمة من متين
إني قد آنست يوما شب فيه ذات معترك لوث الفضاء واغلق الأنفاس على حساسيني
لا ترحل عني ولا تحفر نقوش الغياب على شواهق العذاب وكفاك أسر السنين
