مقالات

في السنة الجديدة … نتوسم النجاة ولا نضيع المجاديف … بقلم : د. عائشة الخواجا الرازم

الليلة نحرص كلنا على تمثيل دور المندمج مع أهل الكرة الأرضية قاطبة ، فنمثل أننا جزء من البشرية المحتفلة المجتمعة المتفقة على قطع جسر السنوات المعلق الشاهق فوق اليم ، وأننا مع جموع البشر نمضي مهرولين لبلوغ نقطة الهدف المنشود مثل باقي الأمم ، فكما يهرعون لقطع الجسر نحو جديد الشواطئ يتلمسون الأمن والأمان ، ويبحثون عن الأصداف والمطروح أمام أعين البشر من أعماق اليم ،ويتوسمون النجاة وعدم تكرار إضاعة المجاديف في عرض البحر حينما اشتد الهول وتلاطمت الأمواج على البشر في عام مضى واندثر ، نجد أن البشر غيرنا يعتلون على ظهورهم قوارب ملفوفة للنجاة وأسطوانات أوكسجين وحقائب ممتلئة بالأجندات والخرائط والعدسات ، بينما نحن نتلفع بزعانف أقدامنا المتلاطمة بين البشر نتعرقل ونتعوق ونعيق البشر المهرولين في نفس المجموعات معنا أو بالأحرى الذين اصطحبونا معهم ! فيمنحوننا بعض سترات النجاة حيث يكتشفون أن بعض عبارات من الدعاء على وريقات متناثرة مع بعض الأفراد وزجاجات خالية من القطران محشوة في أمتعتنا ليجودوا علينا بسترات النجاة التي لا تكفي للمهرولين منا على جسر النجاة المتأرجح الشاهق الطويل !!! وكأنهم يدركون أننا لن نقطع معهم الجسر أبداَ ..
على دعاء ورجاء نتوكأ الليلة في بداية الهرولة مع البشر لنقطع جسر السنة من عام البحور ، نمضي مع البشر بسيقان ورؤوس وعيون ، دون وقوف أي مارد متوحش يوغر في تخويفنا ويهش علينا كما يهش الراعي الشرس على قطعان الغزلان ، ودون وقوف أي حائل بيننا وبين المهرولين فوق جسر السنة المتنهي بإقامة زمن محدود وحدود وتوقيت !!!
يهرول البشر ولا يلوون على الإلتفات وراءهم فهم يعرفون ما يحملونه جيداً وما دونوه عن البحر المتلاطم ، يحسبون حساب الثواني ونحن نتجبد ونتمغط في المسير نركل بعض الحجارة بأرجلنا وبعض الحصى نتسلى بركلها فتصيب الطوابير المهرولة الجادة !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق