ثقافه وفكر حر

عندما إلتقيا—–؟؟؟

بقلم د-شفيق التلولي’11068300_814305995311889_4145297492205378950_n

راما يبوسية تغزل بصنارتها أسمى آيات الكلمات، من بين جبلين انطلقت تشق البراري بعدما أخبرها بأنه بالقرب، فاجأها بقدومه إلى المدينة لترى البحر في عينيه يموج يعانق الجبل، يا لسوء حظ هذا البحار؛ تأخر هائما في شوراع المدينة الموحشة، يبحث عن الدفء في عيون الناس، أين يجده؟ وقد اقترب الجليد من قلوبهم وبات قاب قوسين، ما أقسى مدن البرد في بﻻد الغربة واﻻغتراب! كادت تعود أدراجها لوﻻ المساء البارد الذي أمسك بكتفيه؛ فأرسله شالها إلى حيث نزله، يا الله أي رسالة تلك التي راقصت قلبه خافقا من فرط الفرح! هاتفها فإذ بها ما زالت على مقربة من المدينة، حطت في المكان الذي ازدحم بالنزﻻء يتوسطهم مدفأة ذات لهب، أخذا مقعدا في ركن من البهو، يجاورهما شجرة عيد الميﻻد، وناذل قدم لهما القهوة على وجه السرعة؛ ﻻ وقت لديها فﻻبد أن تنطلق بعيدا إلى الرامات الجاثية فوق المدينة الباردة تمتطي شواطئ البحر البعيد القريب، بحر تلعثم وتخبطت أمواجه؛ صاحبه لا يجيد حديث الليل، ربما قرأه في عينيها ذات سهد، لكنه صمت ليس طويﻻ حتى انطلقت اﻷفئدة تهتف حبا على أريكة الوجد التي غادراها بعدما مر الوقت سريعا، تدرجا إلى الباب، ركبت سيارتها، أخذه سحر عطرها، أشارت إلى المقعد؛ جلس بجوارها، تشابكت اﻷيادي وحط العناق في لحظة وداع، سرت أنفاسها بأنفاسه، وخصﻻت شعرها تتهدل فوق كتفيه الباردتين، لفته بذراعيها الوثيرتين، وقبلة سادت المكان، شقت عن قلبين محبين منذ ما قبل حديث هذا الليل، غادرها ومضت، أشاحت إليه بشالها حتى تﻻشت عن ناظريه، عاد وقلبه معلقا بها لعله يعود بعدما يجيد حديث الليل وعناق المدينة.

مقالات ذات صلة

إغلاق