يقول كافكا “بمجرّد أن اكتُبَ لكِ ، يهدأ عقلي”
-ولكنّي أَقول بمجرّد أن اكتبَ عنك يهدأ عقلي.
أشياءَ كثيرة تتكدس داخلي محاولةً الإنسلاخ عن ماهيتها، ذكريات تودّ أن تنسلّ إلى خارج لحمي البشريّ إلى عوالم افتراضيّة لا تموت، نُحصي عبرها أعمارًا سعيدة لا يخدشها الحَنين والفقد الأعظّم،
أعمارٌ بيضاء تشتهي الإنعتاق من سلسلة الفَناء الأرضي فتثبتُ استحقاقها بالإستثناء السماويّ والشاعرية القُصوى.
أخبرتني ذات مساء أنَ داخلك يشبه الثُّقبَ الأسوَد، لم أفهم وقتها انّ ما فيك يُعذّب مهجتك ويُتلِفُ دماغك،لم أعلم حينها أنّك وُلِدتَ من رحمِ الألم، لم أطأ نيرانك المستعرة ولم أُدرِك بأنّي أُعيرك طوقي الذهنيّ وداعًا قبلَ الرّحيل الأبديّ.
-تمنيتُ لو قرأت حزنك في لوحة فان جوخ أو معزوفة بتهوفن العاشرة،
– اعذرني، لم أكُن مُستعدّة لغيمتك الماطِرَة تلك ، وددتُ أن أقود الجنون فينا حدّ الهذيان ، بعيدًا عن الأفق…
– وها أنا ذا أقف أمام خسارتي الكُبرى، أعزّي أوراقي في غيابك الطّويل،
– أمشّط الأبجديّة بحثًا عن حروف قد تربضُ على السطور مرتاحةً لحضورك الغائب،
ها أنا ذا مجددًا
أواجه صباحي الأبيض.