التكنولوجيا
لأورانوس، الكوكب السابع
قدم العلماء الخريطة الأكثر تفصيلا حتى الآن لأورانوس، الكوكب السابع بعدا عن الشمس، بشفقه القطبي الغامض ومجاله المغناطيسي الغريب.
وأجرى العلماء في جامعة ليستر هذه الخريطة خلال حملة استمرت ثلاثة أيام وقع بثها مباشرة ليتابعها العالم بأسره.
واستخدم العلماء الملاحظات للكوكب من مرفق تلسكوب الأشعة تحت الحمراء التابع لناسا (IRTF) في هاواي، للنظر إلى العملاق الجليدي الغريب.
وقام المشروع برسم خرائط للكوكب في جزء الأشعة تحت الحمراء من طيف الضوء، بما في ذلك الشفق القطبي على قطبي الكوكب.
ويُظهر مقطع فيديو مذهل يعتمد على بيانات التلسكوب الشفق القطبي اللامع، عرضا ضوئيا طبيعيا مذهلا تسببه الشمس.
ويبلغ عرض أورانوس، المعروف باسم “العملاق الجليدي”، 31 ألف ميل (50 ألف كيلومتر) ويدور حول 1.6 مليار ميل (2.6 مليار كيلومتر) من الأرض.
وقالت إيما توماس، طالبة الدكتوراة في جامعة ليستر، والتي قادت عمليات الرصد: “كان الشفق القطبي لأورانوس لغزا طويل الأمد منذ أول اكتشاف لانبعاثات الأشعة تحت الحمراء القريبة في عام 1993. لكن في السنوات الأربع الماضية بدأنا في اتخاذ الخطوات الأولى في فهم الشفق القطبي الغريب والرائع الذي نراه في أورانوس”.
والشفق القطبي، عروض ضوئية مذهلة تُرى ليلا على كواكب مختلفة، وسببها الشمس. وعلى الأرض والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون، تتفاعل الرياح الشمسية (الجسيمات المشحونة المتدفقة من الشمس) مع الحقول المغناطيسية الكوكبية لتكوين الشفق القطبي في القطبين الشمالي والجنوبي.
وفي غضون ذلك، يأتي الشفق القطبي على كوكب المريخ والزهرة من تفاعل الرياح الشمسية مع الغلاف الجوي.
وعلى الأرض، يمكن رؤية الشفق القطبي بالقرب من قطبي نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.
ويُعرف العرض الضوئي في شمال الأرض باسم الأضواء الشمالية أو الشفق القطبي الجنوبي (Aurora Borealis)، وفي الجنوب يُسمى الشفق القطبي الجنوبي (Aurora Australis).
لكن الشفق القطبي على أورانوس يتصرف بشكل مختلف تماما عن تلك الموجودة على الأرض، وذلك ببساطة لأنه مختلف تماما عن كوكبنا.
هابل يمنح العلماء رؤية غير مسبوقة لـ”الساعات الأولى” من موت نجم
وعلى سبيل المثال، يكون المحور الذي يدور حوله أورانوس عموديا تقريبا على الشمس. وهذا يعني أن الكوكب يدور بشكل أساسي حول الشمس على جانبه فيما تكون أقطابه في مواجهة النجم بشكل مباشر تقريبا لمدة ربع عام الكوكب، والذي يستمر لمدة 84 عاما على الأرض.
وبينما يميل محور الأرض نحو 23 درجة، يميل أورانوس نحو 98 درجة، ما يعطي الانطباع بأن الكوكب يدور على جانبه.
وعلاوة على ذلك، لا تتوافق الأقطاب المغناطيسية لأورانوس مع أقطابه الجغرافية، كما هو الحال على الأرض أو المشتري أو زحل، ولكنها مائلة بمقدار 60 درجة عنها. ونتيجة لذلك، لا يضيء الشفق القطبي لأورانوس السماء فوق القطبين الجغرافيين للكوكب ولكن في أماكن غريبة جدا.
وقالت إيما توماس لـ ProfoundSpace.org: “الشفق القطبي الشمالي يمتد في الواقع من نصف الكرة الشمالي باتجاه خط الاستواء، بل ويغطس بعيدا في نصف الكرة الجنوبي. وإذا كنت تريد رسم خريطة للشفق القطبي، فلا يمكنك مجرد إلقاء نظرة على الجزء العلوي من الكوكب، بل عليك النظر عبر سطحه بالكامل”.
ولتصوير سطح أورانوس بالكامل، قسّم العلماء ملاحظاتهم إلى ثلاث نوافذ مدة كل منها ثماني ساعات موزعة على ثلاثة أيام. وكان عليهم تحديد وقت كل نافذة مراقبة لتتناسب مع فترة دوران أورانوس البالغة 17 ساعة.
وبمجرد دمج البيانات، كانت النتيجة هي الخريطة الأكثر تفصيلا لسطح الكوكب البعيد في جزء الأشعة تحت الحمراء من الطيف.
وما يزال الفريق يقوم بجمع النتائج التي توصلوا إليها، والتي من المحتمل أن يقع نشرها في ورقة بحثية في المستقبل.
المصدر: ديلي ميل