منوعات
“وسط مخاوف من لعنة غريبة”.. مزاعم تربط وفاة سبعة أشخاص باكتشاف جثة قديمة ومريبة!
تزعم تقارير “كُشف عنها” أن سبعة أشخاص لقوا مصرعهم بعد اكتشاف جثة عمرها 5300 عام، ما أثار مخاوف من أن الجثة لعنت وتسببت بمقتل “ضحاياها”.
وعثر السائحان الألمانيان، هيلموت وإريكا سيمون، على جثة عمرها 5300 عام في عطلة التنزه أوائل التسعينيات. وافترضا، بالنظر إلى ارتفاع المكان الذي وجدا فيه الجثة، أنه متسلق جبال أو متزلج متوفى مؤخرا. ولم يعرفا أنهما حققا اكتشافا تاريخيا. واكتُشفت مومياء Ötzi the Iceman، كما أصبح معروفا فيما بعد، في Ötztal Alps، مباشرة على الحدود بين النمسا وإيطاليا على ارتفاع أكثر من 3200 متر.
وكان جلده ما يزال يغطي عظامه، وذراعه اليسرى ملتوية تحت جسده. وكشف التأريخ الكربوني في وقت لاحق أن جثة Ötzi عمرها على الأقل 5300 عام.
وباستخدام عينات الأنسجة، قُدر أنه مات بين عامي 3239 و3105 قبل الميلاد. وحوفظ على جسده وكمية كبيرة من المعدات العملية بشكل جيد.
وأظهر التحليل الشامل لجسد Ötzi، إلى جانب الأشعة السينية والأشعة المقطعية، أن رأس سهم استقر في كتفه عندما مات.
واقترح بول غوستنر، أحد المتخصصين المشاركين في دراسة Ötzi، أنه ربما مات بسبب فقدان الدم.
وأضاف: “من المستحيل معرفة ما إذا كان قُتل بالخطأ أم في الحرب أم لسبب آخر. ولا يسعنا إلا أن نقول إنه لم يكن انتحارا”.
ومع ذلك، كان هناك شيء أكثر إزعاجا يحدث خلف الكواليس. وبعد الاكتشاف في عام 1991، بدأت التكهنات بتلقي لعنة Ötzi.
وتدور اللعنة المزعومة حول وفاة العديد من الأشخاص المتورطين في اكتشاف جثة Ötzi، وتحليلها لاحقا.
وكان راينر هين، عالم الطب الشرعي من جامعة Innsbruck، الرجل الذي وضع رفات Ötzi المجمد في كيس الجثة. وتوفي بشكل مأساوي في حادث سيارة مميت أثناء سفره إلى مؤتمر، حيث كان يخطط للحديث عن Ötzi، بعد عام واحد فقط من اكتشاف رجل الثلج.
وقُتل كورت فريتز، الذي نظم نقل رفات Ötzi، في انهيار جليدي عام 1993، بعد عامين من اكتشاف Ötzi. وكان العضو الوحيد في مجموعة البعثة الذي توفي أثناء الانهيار الجليدي.
واختفى هيلموت سيمون، في جبال الألب في أكتوبر 2004. واكتشف هو وزوجته Ötzi قبل 13 عاما. واستغرق الباحثون ثمانية أيام للعثور على جثته بسبب الظروف الثلجية.
وقاد ديتر وارنيك، فريق بحث للعثور على سيمون عندما اختفى، لكنه لم يشارك في الحفريات أو فرق البحث في Ötzi. وأصيب بنوبة قلبية قاتلة بعد ساعات فقط من جنازة سيمون.
ثم في العام التالي، توفي كونارد سبيندلر، خبير Ötzi الرائد في العالم، من مضاعفات التصلب المتعدد.
وأفادت “إندبندنت” في عام 2005، بعد فترة وجيزة من وفاته، بأنه كان على علم باللعنة المزعومة، وقال: “أعتقد أنه هراء. كل هذا دعاية إعلامية. الشيء التالي الذي ستقوله، سأكون التالي”.
وحوّل راينر هولز، الرجل الذي صور إخراج Ötzi من قبره الجبلي، لقطاته إلى فيلم وثائقي. ومات بسبب ورم في المخ بعد فترة ليست طويلة من الانتهاء من الفيلم.
وحصلت الضحية السابعة المزعومة، الدكتور توم لوي، على تقدير دولي لعمله على Ötzi، بعد أن وجد دماء أربعة أشخاص مختلفين على متعلقاته.
وقام الدكتور لوي بإضفاء الطابع الإنساني على Ötzi، ما منحه شخصية ولحظات أخيرة. وعثر عليه ميتا في منزله في بريسبان في نوفمبر 2005.
وخلص تشريح الجثة إلى أنه توفي لأسباب طبيعية أو حادث، أو كليهما.
ولم يناقش لوي وزملاؤه اللعنة مطلقا. وقال مصدر من جامعة كوينزلاند عن اللعنة في ذلك الوقت: “إنهم يشعرون أنها تقلل من شأن موته، ولا تنصف حياته وعمله. كان أكاديميا لامعا، وهكذا يريد زملاؤه أن يتذكره”.
وشارك مئات الأشخاص في استعادة جثة Ötzi وتحليلها لاحقا. ووفاة نسبة صغيرة فقط من هؤلاء، وفقا لتقرير مؤرشف من متحف جنوب تيرول للآثار، ليس له أهمية إحصائية تذكر.
ولا تزال جثة Ötzi وممتلكاته معروضة في متحف جنوب تيرول في بولزانو بإيطاليا.
ويفيد موقع المتحف أن حوالي 300000 زائر يسافرون كل عام لرؤية المومياء، المحفوظة في غرفة باردة مخصصة عند درجة حرارة ثابتة تبلغ -21.2 درجة مئوية.
المصدر: إكسبريس