اخبار العالم العربي
التفكير_الناقد طلاب السعودية يتدربون على التفلسف
هاشتاغ #التفكير_الناقد يتصدر الترند على تويتر في السعودية حيث يهدف إلى الحد من تسرّب الأفكار المتطرفة والمشبوهة التي كانت تضخّها دعايات الجماعات الأيديولوجية.
الرياض- أثارت صورة متداولة على تويتر لأحد الدروس من مادة “التفكير الناقد” التي أقرتها وزارة التعليم السعودية للصف الثالث المتوسط بعنوان “أفهم وأحلل”، والذي يطرح عددا من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات تحليلية ناقدة، جدلا واسعا على الموقع.
وكانت أبرز الأسئلة المطروحة في الدرس”من أنا؟ هل أنا بالفعل هو أنا؟ ما الذي يجعلني أفكر في ذاتي أو هويتي على هذا النحو؟ ما الذي يجعلني أعتقد أنني أنا؟ هل أنا هذا الجسد الذي هو جسدي؟ هل أنا أفعالي وكل ما تعلمته طوال حياتي؟ هل أنا عقلي؟ أفكاري؟ شخصيتي؟ هل كنت سأكون نفس الشخص إذا عشت في جسد مختلف؟ هل أنا بالفعل نفس الشخص الذي أفكر فيه؟”.
وحظيت الصورة بإعجاب وتفاعل واسعيْن من جانب المغردين الذين أشادوا بالمادة، كونها تعتبر إثراءً لعقول الطلاب وتدريبا على التفكير الفلسفي في وقت أقام فيه البعض “مناحات” واعتبروا الأسئلة “طريقا للكفر والشذوذ”.
ولطالما وقف “علماء الشريعة” في السعودية موقفا متشدّدا من الفلسفة قبل انسحابهم من المجال العام واعتزالهم التغريد أو تحويل حساباتهم إلى الإعلانات ونشر الأدعية. وتتباين طرق نقدهم ومراتبُ تشددهم في الحكم، وإن تساوت في إنكار الفلسفة ورفضها. فإلى جانب النهي المجرد عن تعلم الفلسفة (المسماة أيضا “علوم الأوائل”) في كلام الفقهاء، وجمعها في سلة واحدة مع السحر والشعوذة، فإن علماء الشريعة يؤكدون أنها تؤدي إلى الإلحاد. وتصدر هاشتاغ #التفكير_الناقد الترند على تويتر في السعودية.
وكانت وزارة التعليم كشفت عن إطلاق 34 منهجًا جديدًا من بينها مادة “التفكير الناقد” وصياغات جديدة لقرابة 90 كتابًا قائمًا. وقال أحد المغردين الذي يعرّف نفسه بأنه بروفيسور في التربية بجامعة الملك سعود:
وقال حساب:
fhd_o00o@
“ما الذي يجعلني أعتقد أنني أنا؟”، “هل أنا بالفعل هو أنا؟”، “هل أنا هذا الجسد الذي هو جسدي؟”. هذا الجنون والخبل من مادة “التفكير الناقد” في المناهج التعليمية لبلاد التوحيد والسنة!
لطالما وقف “علماء الشريعة” في السعودية موقفا متشدّدا من الفلسفة قبل انسحابهم من المجال العام واعتزالهم التغريد أو تحويل حساباتهم إلى الإعلانات ونشر الأدعية
ويهدف تضمين مادة “التفكير الناقد” في المنهج الدراسي السعودي إلى تخفيف الأثر السلبي لآلية التعليم التلقيني، كما يهدف إلى الحد من تسرّب الأفكار المتطرفة والمشبوهة التي كانت تضخّها دعايات الجماعات الأيديولوجية وتؤسس عليها مشاريع الخراب.
ومن المتوقع أن تساعد مادة “التفكير الناقد” طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية على اتخاذ القرارات الصحيحة في أقصر مدة وعدم الخوف والقلق، ومن أهم خصائصها وضع أكثر من حل للمشكلة المطروحة واختيار الأفضل والأنسب بالاستعانة بعدة استراتيجيات مقررة لحل هذه المشكلة.
وأعلن أكاديميون سعوديون العام الماضي عن تأسيس أول جمعية فلسفية مرخصة في تاريخ البلاد على تويتر. وتُعد الجمعية نقلة نوعية في تأصيل الفعل الثقافي التنويري في السعودية، إثر إهمال دراسة الفلسفة في الجامعات والمدارس لعقود طويلة.
وتعالت على تويتر في السنوات القليلة الماضية أصوات مطالبة بـ”تغيير فلسفة التعليم”، مؤكدة أن المناهج خرّجت إرهابيين ومن الواجب حماية الأجيال المقبلة. وانتقد مغردون حصص التربية الدينية التي تقوم على التلقين وتغييب العقل وإخراج نسخ طبق الأصل. وأثنى مغردون على المنهج التعليمي الجديد. وقالت مغردة:
فيما سخر حساب من فارغي العقول وكتب:
abjed88@
مادة “التفكير الناقد” الجديدة، مبادئ فلسفية عتيدة. فارغو العقول اتخذوا هذه الصفحة مادة للتنكيت وإظهار غباءهم بوقاحة.
واعتبر أكاديمي:
@Mohd_Fadhel
إذا كان المعلم مطلعًا على الفلسفة فسيدير نقاشات ممتعة مع الطلاب، وسينبهر بأدائهم وأفكارهم. نعم “أنت لست جسدا به روح. أنت روح تسكن جسدًا”. دعوا الشباب يمارسوا التفلسف و#التفكير_الناقد.