مقالات

أمزجة المسؤول الردية … بقلم : د. عائشة الخواجا الرازم

الحكومة لا يهمها امتناع المواطن عن النيكوتين القاتل …
الحكومة تدفع الشعب لعدم تطبيق قانون منع التدخين حينما يجلس المسؤول الكبير تحت شاخصة ممنوع التدخين ويخرق القانون ويدخن…
المسؤول لا يوحي للشعب بالتدخين والاستهتار بالقانون فقط …المسؤول يشكل من شخصيته التنفيذية أنموذجا لاستمرار خرق القوانين وتسخيفها عمليا …
وخرق قانون منع التدخين في فم وفعل المسؤول ينسحب معه خرق جميع القوانين ، حيث يمثل واضع القانون أكبر( مستظرط) للعدالة والقوانين الوضعية والسماوية ..
أما رفع أسعار السجائر فالهدف منه حلب الشعب وسرقة دماغه ودمائه ..
ولا يمكن للحكومة أن تكون نواياها هي المساهمة بمنع التدخين ابدا
..إن منع التدخين يكون بالتزام القضاة والمحاكم وقصر العدل والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية و…..،المؤسسات جميعها ..
وهؤلاء هم الطابور الأول المتقدم بقوة وعلنا وبجرأة فاضحة للاستخفاف بقانون منع التدخين (وهلم جرا ) بكل القوانين …
فماذا تقول بمسؤول تنفيذي يسمى رئيس وزراء ، يجلس على منصة الحديث ، تحت لافتة قانونية تفصيلية تمنع التدخين تحت طائلة المسؤولية والعقوبة ، ويدخن على الملأ والضيوف والمراجعين المحليين والأجانب. يجلسون بكل احترام لشخص دولته والمكيفات شغالة…
هل يعلم أنه يجعل من وطنه وقوانين وطنه ونفسه (مضحكة ) ومهزأة وشخصية يزدريها الضيف الأجنبي (ويزبهل ) لحجم تفاهة القانون في مفهوم المسؤول عندنا؟؟؟؟
رئيس وزراء سابق صدر قانون منع التدخين في عهده …وتم توزيع القانون على شكل شواهد وشواخص ولافتات وآرمات كلفت الدولة خمسة ملايين دينار بشهادة وزير الصناعة والتجارة آنذاك ( طبعا المبلغ فيه احتيال وفساد مخز يشبه احتيال العطاءات المتكررة (لعيون القط ) التي تزرعها البلديات وأمانة عمان كل فترة بعد تحطمها وتحطيمها للمركبات والإطارات ) ثم يتم إزالتها ويعد شهرين يعاد تجديد وتلزيم عطاء ( Cat Eyes ) ..
..المهم بعد توزيع هذه الكنوز المؤطرة على مؤسسات الدولة كاملة … صدف أن جلس رئيس الوزراء الذي وقع قانون منع التدخين ودفع من الخزينة ملايين ثمن شواخص ولوائح عقوبات وآرمات وتهديدات ..
جلس في مؤتمر في مركز الحسين الثقافي المكيف المغلق الأبواب وكانت شاخصة ممنوع التدخين وراءه وأمامه مباشرة ( شاخصتان ) …
فجأة تناول علبة سجائره وحاول قدح ولاعته ( مش رونسون ) الله يرحم صلاح رونسون ، لكن فجأة نط بديل رونسون وحاول إشعال سيجارة دولته وهي تتململ في فمه ..لكن يبدو أن تلاعب هواء المكيف عطل العملية أمام جميع الحضور ، فتحداها دولة الرئيس وتحدى مستر رونسون الجديد . وراح يزدرد السيجارة وينفث الدخان في قاعة ( ابوه والذين خلفوه… ) أليس هو الحاكم الوالي واللامنتخب وصاحب ولاية المزاج ؟؟
فاعترضت سيدة معروفة من الحضور كانت تجلس في الصف الأول وتضع على فمها منديل اتقاء لرياح رئيس الوزراء المحشش…وقالت بأسلوب هاديء راق :
حبذا دولتك أن تنظر إلى شاخصة التحذير من التدخين …
هل تعلمون ماذا أجاب رئيس الوزراء ذاك .

والذي أصدر قانون منع التدخين ؟؟؟
قال مقهقها وهو يشعل سيجارة جديدة ويبقي السيجارة ملعلعة في يده :
حطي في الخرج…لما يولع المزاج تنطفيء القوانين … بلا قانون منع تدخين بلا تحذير… هي جاية من هالسيجارة يا دكتورة …. ؟
هل تعلمون ماذا حدث في القاعة ؟
لقد صفق له أغلب الحضور من العربان ، ودار همس ولمز بين الحضور الأجانب المذهولين لما يرون …وضحكات وبعض كلمات تعاتب الدكتورة التي أزعلت دولته واعترضت على ( مخمخته ومزاجه وإسقاطه لقانون وقعه بيده ودفع ثمنه خمسة ملايين من الخزينة الأردنية ) …
اعترض طريق الدكتورة بعض المؤازرين لأفكارها وحضورها …وعادت غير راغبة بإحداث بلبلة وليتها لم ترجع … فورا ابتسم لها دولته معتذرا وقال وليته لم يقل :
اعذريني أختي أم حسين ، أما السيجارة يا صديقتي النرفوزة فهي أعز عندي من منسف … وهي حياتي .
فصفق المنافقون ببلاهة …
هل كان من المتوقع أن يصفق الحضور ببراعة وبلاهة عمياء لخرق القانون لو كان جواب رئيس حكومة المملكة الأردنية الهاشمية غير ذلك ؟؟؟
لو قال مثلا : معك حق دكتورة … إني اعتذر ..نعم القانون قانون ولقد نسيت وكلي أسف…وأنا على استعداد لتحمل مسؤولية مخالفتي هذه …؟
أتعلمون حجم المسؤولية التي يمكن أن يتدرب عليها ويتشربها الشعب من خلال الحضور العلمي والمثقف والنخبوي هذا ؟؟
الحقيقة أن هذه العبارات كان ممكن ان تسهم بإلزام الفريق المصفق لمخالفة الرئيس باحترام القانون بعد المغادرة وهلال المحاضرة ، وأن يخجل الحضور وتتعرق جباههم استحياء من فرفشتهم ضد القوانين… وتصفيقهم للمخالفات …ومن من ؟ من واضع القانون والممول من خزينة دولته لإنجاح وترويج القانون .
طبعا … أعظم سعادة يصاب بها المسؤول في الأردن حينما يرى بأم عينه كيف يعبث المواطن بالقانون ويخالف وينشر الفوضى ويفرقع ويطلق النار في الأعراس، ويزرع وطنه بالنفايات شمالا ويمينا ويسرة ومركزا… ويحطم ويدوس الأموال العامة ويحتقر أصحاب الرأي السديد … و…و….الله يعلم ماذا …
…على كل حال ، فقد غادرت الدكتورة بعد لقاعة المؤتمر … وقد حلت مكانها مهزلة استغرب لها كما سمعت فيما بعد ، بأن المدخنين في القاعة المكيفة والنظيفة والمغلقة الأبواب قد آجروا بالتدخين واستمر المؤتمر ليومين متتاليين مثل أنموذج الرئيس وزبانيته خارقي القوانين ، مظللا بضباب من السموم تحت وفوق شواخص القانون الذي أحرقه رئيس وزراء الأردن وأحرق معه خمسة ملايين دينار كانت لإنجاح القانون ، أحرق كل ذلك بولاعته الشخصية على رؤوس الأشهاد .وبمزاجه !!!
..نعم أحرقه وهو يضحك…
هكذا تحرق وتخرق القوانين بولاعات المسؤولين وأمزجتهم الردية …!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق