الرئيسية

العنوان ابن الصحراء يتحدي الجهل مصيبة

الاعلامي التونسي المعز بن رجب

🔴 لقاء خاص جدا:

التقيت اليوم في المكتبة الوطنية السيد علي بن حمد أصيل منطقة دوز من ولاية قبلي، رجل لم يحصل على شهادة الباكالوريا لعدة أسباب، رجل بهاتف جوال تقليدي وبلا فايس بوك ولا إيماييل ولا واتساب ولا أنستغرام _ وهذا ما عبته وعليه ووعد بتجاوزه قريبا_ رجل خارق وعظيم بكل ما في الكلمة من معنى.

هذا الرجل من عائلة بسيطة ومتواضعة كغالبية التونسيين، لكن في الرجل ما نفتقده في عامة التونسيين للأسف وخاصة في السنوات الأخيرة. هذا الرجل حوّل جزء من صحراء دوز الطاردة للبشر والجالبة لكل أنواع الزواحف وذوات السموم إلى جنة غناء على وجه البسيطة. لقد شاهدت كل ذلك في فيلم وثائقي أعده الرجل صحبة بعض أصدقاءه من المرازيق أصيلي قبلي؛ الفيلم مدته 45 دقيقة يصور حكاية تحويل الصحراء إلى جنة طوال خمس سنوات حيث انطلق الرجل في تسييج القطعة الصحراوية التي حولها إلى فردوس بتاريخ 31 مارس 2015 وانتهى إلى تذوق أولى ثمارها بتاريخ 31 مارس 2020.

خمس سنوات من صراع الإنسان مع الطبيعة منذ الخطوة الأولى إلى لحظة القطاف مرورا بالتسييج والتهيئة والحفر والغراسة والسقي والقص والشذب وغيرها من المراحل التي تتخلها جملة من المعيقات والصعوبات والمواجهات مع العقارب والأفاعي والحيوانات السائبة والقوارض والجرذان وصولا للقطاف… قمة في الإرادة ومواجهة المصاعب وقهرها وعراك الحياة ومغالبتها لشاب تونسي نجح في تطويع الطبيعة وهزمها ونجح في ما فشلت فيه عشرات الحكومات ووثق كل ذلك العمل في شريط وثائقي تتخلله كلمات وقصائد شعر وفق سيناريو مواكب لتطور كل مرحلة ولخصّه في كراسات صغيرة ( أنظر الصورة الثانية المصاحبةللمنشور) باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية.

أقسم أن السيد علي بن حمد أربكني ففصاحته وهو الذي لا يحمل شهادة الباكالوريا لم أجدها عند أشهر الدكاترة والنقاد الذي أجالسهم باستمرار وأشهد أن ما وجدته في كلماته لم أجده في أطنان الكتب التي قرأتها منذ نعومتي أظافري إلى اليوم وأن طريقة اختياره وحبكته للسيناريو لم أرها في ما شاهدت من أعمال وثائقية وأنا الحاصل على شهادة في كتابة السيناريو … هذا الرجل بعث في نفسي أملا كاد يموت في ظل حالة اليأس العامة التي تعيشها تونس وفي ظل تفشي التواكل والبخل والخمول وثقافة تدبير الرأس والترافيك.

ودّعت هذا الرجل وقد قمت بإجراء بعض الإتصالات مع بعض الأصدقاء الصحفيين والاعلاميين الذين وعدوا بمساعدته على التعريف بمعجزته التي حققها في ظل دولة تدير ظهرها للناجحين من شبابها وتمنح فرص تصدر الواجهة للتفه والسذج والحمقى والمأجورين والسوقة.
شكرا صديقي الجديد المبدع سيكون لك شأن والأيام القادمة ستؤكد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق