اقلام حرة

دادة أم عمر … لن أتجَمّل ………………………. بقلم: ماجدة سمارة

دادة أم عمر … لن أتجَمّل ………………………. بقلم: ماجدة سمارة
ما بين دادة أم عمر … ودادة أم محمد ، لن أتجَمّل !!.
قد تكونين يا تاريخاً اتكأ على هيكله.. أنا ، هي ، هنَّ … فاقبلي أحياناً أن تكون أنا … أنا ؛ لأننا ما بين السيدة والمَسُودة قد اشتركنا .
ثم إني متعبة ؛ فاعلمي أن مدن عينيَّ وحاراتها قد غصّت بشتى ساكنيها حتى تدحرجوا نحو سلاسل ذاك الأنف ، وزوايا تينك الشفتين .

أم عمر ، أيتها الطاغية !! رفقاً بكهولتك ؛ فقد استُنزفتِ حتى انتفخت منك العروق ، وازرقّت الأوردة ، وتلونت ضعفاً …
كيف اجتمعت فيك صفتان … جبروت طاغية … ورقة عذبة . سؤالٌ تجاذبني حدَّ الأرق .
قد رأيتك مراراً تُغلِّفين جراحك بضمادة ما اتسعت لتغطي مساحة تلك الجراح فظلَّ بعضُ وجعك مكشوفاً ينزف …

لن أُجَمِّل؛ فلماذا التأرجُحُ على عرش حقوقك الظّاعنة ! فما أتقنتِ فنَّ فتحِِِ المغاليق ، وما أتقنتِ فنّ أصول الرجوع . _ ولا شكَ أنكِ في حضرة الصراع العظيم بين ما لكِ، وما عليكِ قد خسرتِ الكثير لتكسبي القليل من ميزاتٍ زائفة … لقد قضيتِ عمراً في ضيافةِ تلكَ الحقوق المسافرة حتى تأكدتِ أنّ ما امتلكتِهِ منها ما كان إلا لتستمر الحياة .
أحياناً كثيرة كنتُ أحتاجُ أن أقيم بينها ، وأن أغادر واقعي لأحصي ما حصلتُ عليه منها فأدرك أننا جميعاً قد تدحرجنا بحمولتنا تلك التي سنَّها الله تعالى لنا في كتابه العزيز حتى خيًّمت ظلال تلك الواجبات التي أُغرِقنا بها فأُنسيناها .

كنتُ قد قرأتُ مراراً : إن ما يحدث ، ما كان إلا لإصرارنا على الحصول عليه … وأيقنتُ أيضاً أن بعض الأمور الجلل لا تنتظرُ مهلاً .
واليوم ، وأنتِ المرأة التي فتحت عينيها على ما في بواطِنِها من وميض ، أكان يلزَمُكِ اجتيازُ حُقَبٍ للخروجِ من متاهةِ إعلان البداية، وأنتِ فقط التي تحملين أسرار نجاحاتك ؟! أم أننا هكذا عُوِِّدْنا ،
حتى انجازاتنا باتت تمرُ على عجل دون أضواء احتفالات ، أو حتى أصوات مفرقعات حيثُ ثَمّةَ تفخيمٍ لنواقص أمور ، وثَمّةَ تقزيمٍ لعظائمها …

لا تنسحبي ، أما حلُمنا جميعاً بِصَكِّ حقِ الصنيع ، وبإقامةِ موالِد الاعترافِ بما لَنا …
أما سئمنا ذاكَ السؤال الذي يحمل في طَيّاتِهِ دائماً الأمر .
لا تنسحبي ، ولنؤسِس مُدُنَ الفكر ِ والإبداع والإنجاز ،
عُذراً حقوقي : ما عُدتُ أقوى على التظاهر . فلقد رحلتِ وتركتِنا لنُقيمَ عرشَنا على نَهْب الكلماتِ السّاذجة تلهو بِنا ، وتبعدُنا عن حواسِم الأمور. …….
من وحيِ ما قرأت على صفحةِ إحدى طالباتي : (( نحنُ في مجتمعٍ يمْقُتُ النساء ، مليئٍ بالتخلُف والرّجعية … تبَّاً للتحجُّر الفِكري وعدواه )) .

فلا أعلم يا صغيرتي ؛ قد تكونينَ أيقظتِ سُباتَ فكري المنغلق على حقائقَ التقطتها عدساتُ عينيّ المُحدّبةِ مقلوبة .
مــــاجــدة سمــارة

مقالات ذات صلة

إغلاق