فلسطين تراث وحضاره
المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة الناصرة
أ.د. حنا عيسى – امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
|
كنائس الناصرة:
كنيسة البشارة للاتين “البازليكا“: بنيت هذه الكنيسة في 15/10/1630 على أنقاض كنيسة قديمة فوق موقع بيت مريم العذراء والمغارة. كان للمغارة التي توجد داخل الكنيسة ثلاثة أبواب متقاربة. تقسم الكنيسة إلى ثلاثة أقسام، ومدخل الكنيسة في وسطها، وبعد التقدم إلى الداخل يظهر باب المغارة وفوقه صورة المسيح وعلى الجوانب بيتا درج كلاهما من إثني عشر درجة يوصلان إلى سطح المغارة والهيكل الكبير حيث التماثيل والصور. طول الكنيسة 21.5 متر وعرضها 15.25 متر.
كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس: تقع هذه الكنيسة فوق النبع الموجود داخل المغارة الذي كانت تستقي منه مريم العذراء، والذي لا يزال قائماً حتى الآن داخل هذه الكنيسة التي تعرف أيضاً بكنيسة الملاك جبرائيل حيث بُشرت مريم العذراء بولادتها يسوع المسيح.تقسم الكنيسة إلى قسمين: مبنى الصلاة المركزي من القرن الثامن عشر، والقسم القديم الذي بقي بحالة جيدة من القرن الثاني عشر والذي يمكن الوصول إليه من خلال معبر مقوس مرصوف من الداخل ببلاط عثماني. نجد في القبو منبرا مرتفعا وخلفه المنبع الذي تتدفق منه مياه العين من فوق الكنيسة، عبر الكنيسة إلى السبيل الذي يقع في دوار مريم، المشهور أيضا باسم “بئر مريم”. كتبت على الجدران عبارة تتحدث عن البشارة والعين. في المكان الذي يبدأ فيه الرواق نجد بئر ماء مرتفع لتسهيل استعماله على الحجاج الذين يأخذون المياه المقدسة منه. توجد فوق المذبح لوحة للبشارة.
في طابق الكنيسة السفلي توجد مغاور تعود إلى القرن الأول وتشكل جزءاً من القرية القديمة، فيها جرن مع رموز لسر العماد ترقى إلى عهد الجماعة المسيحية الأول وسبع درجات ترمز إلى مواهب الروح القدس، وبركة مرصوفة بالفسيفساء عليها رموز لستة أجواق الملائكة، والحجر في وسط البركة يرمز إلى المسيح، وعلى جدران البركة قناة صغيرة ترمز إلى نهر الأردن.
كنيسة المجمع: تسمى أيضاً كنيسة الروم الملكيين (الكاثوليك)، تقع في قلب السوق وتوصل إليها ساحة صغيرة بين المحلات والحوانيت. تعود قداسة هذا الكنيسة إلى كون يسوع قد تعلم وصلى هناك. كما انه ألقى خطبته الشهيرة يوم السبت والتي أعلن فيها أمام أبناء قريته اليهود بأنه المسيح. وقد أغاظت هذه الخطبة المصلين فجرّوا يسوع جراًإلى جبل القفزة من أجل إلقائه من هناك، لكنه اختفى من الجبل.
كنيسة القديس يوسف: بنيت على المكان الذي كانت فيه منجرة يوسف – زوج مريم. قضى يسوع المسيح في هذه الكنيسة حياته الخفية. حوّل اليهود المتنصرين هذا المكان إلى كنيسة منذ الأيام الأولى.
في عام 1600 اشترى الفرنسيسكان كل البيوت العربية في الناصرة، وأعادوا بناء الكنيسة، ثم رمموها عام 1914 وهي تقع في باحة بازيليكا البشارة. في القبو (الطابق السفلي للكنيسة) يمكن رؤية بئر مياه قديمة، لوحات فسيفسائية، مغر ومخازن للغلال من بقايا الناصرة القديمة في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد. إحدى المغر استعملت، حسبما تروي التقاليد، كمحل عمل ليوسف النجار.
كنيسة البلاطة: كنيسة قديمة تابعة للرهبان الفرنسيسكان، تقع في وسط المدينة وهي لا تستقبل الجمهور اليوم. ابتداءاً من القرن السابع عشر واظب الحجاج على زيارة هذا المكان بسبب صخرة حجرية كبيرة اعتبروها المائدة التي تناول عليها يسوع وتلاميذه الطعام. (جدير بالذكر أن هناك صخرة حجرية أخرى للمائدة المشهورة موجودة في كنيسة القديس بطرس على ساحل بحيرة طبريا).
تم ترميم تلك المائدة المصنوعة من الحجر الجيري طوال السنوات بسبب عادة المؤمنين المسيحيين أن يأخذوا منها قطعا تذكارية وأن ينقشوا أسماءهم عليها.
كنيسة يسوع الشاب (السالزيان): تلقب بلؤلؤة الناصرة، تقع على أعلى قمة في غرب المدينة ويمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة تشكل نقطة بداية لرحلة مشي على الأقدام تنزل إلى السوق ومركز المدينة. الكنيسة، التي دُشنت في عام 1923، بنيت بأسلوب رومانسكي (أسلوب في التصميم المعماري من القرن الثاني عشر كانت بدايته في فرنسا) مع ساحة أعمدة واسعة حسب نموذج لكنيسة في فرنسا.
على سطح الكنيسة تمثال رائع ليسوع الشاب، الفضاء الهائل للبازيليكا، وإمكانيات السمع والزجاج الملون المدهش الذي يخلق عرضا ضوئيا زاهي الألوان يضفي أجواء مقدسة مثيرة وتجعل من الكنيسة موقعاً مفضلا لإقامة الحفلات المقدسة. لوحة يسوع الشاب، المعلقة فوق المذبح، وهو يتمشى في تلال الناصرة، تزيد من الشعور بالقداسة.
كنيسة القديس انطون (الموارنة أو المارونية): تقع في حي اللاتين بجوار “منزا كريستي”، وقد انتهى بناؤها عام 1774 بعد الحصول على موافقة الشيخ ظاهر العمر الزيداني وأطلق عليها اسم القديس انطونيوس. قرب الكنيسة تلة يبلغ ارتفاعها حوالي 6-7 أمتار وهناك من يقول ان يهود الناصرة أرادوا إلقاء يسوع منها بالذات. مؤخراً، بنيت كنيسة مارونية جديدة لكن أبناء الطائفة يواصلون الاعتناء بهذه الكنيسة.
الكنيسة المارونية الجديدة: تقع بجوار دير يسوع الشاب، بنيت مؤخراً من أجل تلبية احتياجات العبادة لدى أبناء الطائفة المارونية في الناصرة. المارونيون هم كاثوليك يطلق عليهم اسم مارون الذي تنقل في المنطقة، وقدم المواعظ للسكان وجمع حوله طائفة من المؤمنين.
الطائفة المارونية في الناصرة موجودة منذ أيام فخر الدين المعني الثاني من عام 1620، لكن مقر البطريرك الماروني يوجد في لبنان.
كنيسة يسوع الأنجيلية: معروفة أيضًا باسم “كنيسة يسوع” أو “كنيسة المخلص”. في عام 1861 زار الناصرة بحارون بريطانيون، وعندما لم يجدوا فيها كنيسة توجهوا إلى رئيس الكنيسة الإنجيلية في إنجلترا للتذمر وطالبوه بإقامة كنيسة. بعد ذلك بعام واحد، في عيد الفصح عام 1862 زار الناصرة الأمير إدوارد أمير ويلز وتبرع لبناء الكنيسة، فقامت “الشركة التبشيرية الكنسية” ببنائها وتم تدشينها عام 1871. الكاهن السويسري جوزف تسيلر، الذي خدم الرعية طوال حوالي عشرين عاماً بذل قصارى الجهود لتنفيذ هذا المشروع. بنيت الكنيسة بأسلوب غوتي جديد حسب تخطيط المهندس السويسري شتدلر.
كنيسة سيدة الرجفة ودير كلاريس: من المرجح أن هذه الكنيسة هي نفس الكنيسة التي كانت قائمة في القرن الثاني عشر وهي ملك للراهبات البندكتيات. بنيت كنيسة “سيدة الرجفة” الأولى، كما يبدو، في الفترة الصليبية، في المدخل الجنوبي للمدينة على تلة تسمى “جبل الخوف” أو “تلة الزلزال” أو “دير البنات”. وقد دمرت الكنيسة في القرن التاسع عشر فبنى الفرنسيسكان كنيسة جديدة في المكان عام 1876. يقع قرب الكنيسة دير كلاريس المسمى أيضا “نوتردام دي لابراوة”.
صار هذا الموقع مقدسا، لأنه كما تروي التقاليد، عندما علمت مريم بأن سكان القرية سيلقون ابنها يسوع من فوق الجبل إلى الهاوية سارعت إليه وعند الوصول إلى هذه التلة أصابها خوف شديد.
كنيسة قصر المطران (سيدة الرجفة الأرثوذكسية):
مُقابل كنيسة “سيدة الرجفة”، على قمة الجبل في القسم الجنوبي الشرقي لمدينة الناصرة، أقام الأرثوذكسيون كنيسة صغيرة. في هذا المكان، كما تروي التقاليد، وقع حدث “سيدة الرجفة”. تم ترميم الكنيسة وهي اليوم مفتوحة امام المصلين والزوار.
بنيت الكنيسة في عام 1862 من قبل سيدة روسية تدعى ماريا كيسليفيه لذكرى سيدة الرجفة على مصير ابنها في الحادث الذي حاول السكان اليهود في الناصرة إلقاءه من قمة جبل القفزة. إلى جانبه، أقيم المنزل الصيفي الخاص بالأسقف اليوناني الأرثوذكسي وحاشيته. الكنيسة والمنزل الصيفي مهملان اليوم، لكن ما زلنا نستطيع ملاحظة بقايا رسومات القديسين.
جبل القفزة: يقع في مدخل المدينة من جهة العفولة، وتروي التقاليد المسيحية بأنه من هذا المكان حاول يهود الناصرة إلقاء يسوع بعدما أثار غضبهم في الخطبة التي ألقاها أمامهم وأعلن فيها عن كونه المسيح (لوقا 4). جرّ يهود الناصرة يسوع إلى قمة الجبل لكنه في اللحظة الأخيرة تمكن من الاختفاء.
أضفيت على الجبل صبغة القدسية في فترة سابقة، وفي القرن الثامن سكن الدير على الجبل ثمانية من الاثني عشر كاهنا كانوا يتواجدون في الناصرة. على السفح الغربي للجبل توجد بقايا الدير البيزنطي.
عين العذراء: عين العذراء أو بئر مريم هي نبع ماء موجود بساحة العين في مدينة الناصرة.نسبت هذه العين إلى مريم العذراء المباركه لانها كانت تستقي الماء للشرب منها وبحسب تقليد القرن الأول ان الملاك جبرائيل بشر مريم العذراء على العين اولا وهي تملا جرتها ثم اتم البشاره في بيتها.
تنبع المياه من أرض المغارة في 3 مواقع: الأول، هو النبع الغزير وينبع من الجهة الشمالية الشرقية للمغارة من جهة جبل الشيخ. الثاني، ينبع على بعد متر من الجهة الشمالية الغربية للنبع الأول، وهو اشح الينابيع الثلاثة. الثالث، ينبع على بعد 35 سم من النبع الثاني في نفس الجهة، وهنالك فتحات أخرى لينابيع قد ضحلت مياهها. هذه الينابيع ترفد بئر العذراء في فصلي الصيف والخريف، اما في فصل الشتاء تتدفق المياه من جميع أنحاء المغارة وتنساب في قناة حتى تصل بئر العذراء داخل كنيسة البشارة الروم الأرثوذكس.
مساجد الناصرة:
الجامع الأبيض: هو أحد أبرز معالم الناصرة، وهو أول مسجد للإسلام في الناصرة.تأسس المسجد في الناصرة على التقوى والصلاح في أرض مباركة ليكون مركزاً لصلاة المسلمين ودار ندوة وعلم وصلاح لهم، فهو يثبت العقيدة عند المسلمين وهذا يعكس الأثر في بناء مجتمع يقوم على الإيمان وليس على المظاهر وليكون منطلقاً للعلم وللعقيدةوللفكر الإسلامي.
تحول الجامع الأبيض مع مرور الوقت إلى مركز ثقافي وديني مهم في حياة مدينة الناصرة، عدا كونه مكاناً للعبادة للمسلمين تقام فيه نشاطات تعليمية وثقافية، وكان مركزاً لإدارة الشؤون المدينة، حيث عملت فيه محكمة ومدرسة.
أُقيم القسم الأول من المسجد عام 1785 في أيام حاكم عكا أحمد باشا الجزار. وقد كلف الشيخ عبد الله النيني مهمة البناء وإدارة شؤون سكان الناصرة والمنطقة. بسبب معارضته للحكم المصري في عهد محمد علي خلال التمرد من عام 1834 نفي النيني إلى مصر حيث تعلم في الأزهر. صار النيني أحد رجالات الدين الهامين بحيث أطلق عليه اسم الفاهوم، وهي العبارة التي تشير إلى العقل والفطنة والحكمة. تقديراً له دفن عبدالله الفاهوم في الجانب الغربي من المسجد. منذ ذلك الحين وحتى اليوم فإن الجامع الأبيض هو وقف عائلي يُدار وتتم صيانته من قبل عائلة الفاهوم. في السنوات الأخيرة رُمم المسجد وتم تحسين مظهره الخارجي والمنطقة المحيطة به. كذلك، يوجد في المسجد مُتحف صغير يحتوي على مستندات وسجلات نادرة.
مسجد السلام: يقع المسجد إلى الشرق من شارع بولس السادس، الذي يشكل الشارع الرئيسي في المدينة.
مسجد السلام هو أحد أحدث المساجد في الناصرة. وأول من فكر في بناء هذا المسجد هم أهل الحي الشرقي، أكبر الأحياء الإسلامية في الناصرة، إذ اتفق أهل الحي الشرقي في اجتماع عام 1960، على جمع تبرعات لبناء مسجد جديد في الناصرة.
مقام الشيخ عامر: هو قبر مقدس يطلق عليه اسم الشيخ عامر الدين ويقع بجوار الكنيسة الإنجيلية. أقيم المبنى عام 1911 من قبل حسين بك أباظة الذي كان موظفا تركيا في الناصرة. حسب التقاليد المحلية كان عامر الدين شقيق شهاب الدين. وقد حارب عامر الدين إلى جانب خاله صلاح الدين ضد الصليبيين واستشهد ودفن في الناصرة.
مقام/مسجد النبي سعين: هو مكان مقدس عند المسلمين، يقع هذا المقام في أعلى نقطة من مدينة الناصرة، على جبلها الشمالي الغربي، ويرتفع 450 متر عن سطح البحر. لقد نُسب الجبل الذي يقع عليه مسجد النبي سعين للمسجد، فيقال جبل النبي سعين.
ومن المساجد الاخرى الموجودة في الناصرة: مسجد عمر بن الخطاب، مسجد خالد بن الوليد، مسجد شهاب الدين، مسجد الصحابة، مسجد الابرار، مسجد بلال بن رباح، مسجدالرحمن