اخبار العالم العربي

العراق: تضامن واسع مع الفلسطينيين ومطالبة بقطع العلاقات مع المطبعين

بغداد ـ «القدس العربي»: اتسعت رقعة التضامن في العراق مع الشعب الفلسطيني، جراء ما يتعرض له من مجازر على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ففيما انطلقت دعوات لتوحيد المواقف العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، أعلنت كتائب «سيد الشهداء» المنضوية في «الحشد الشعبي» انضمامها إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، كأول تحرك عسكري عراقي في هذا الشأن.

واعتبر رئيس ائتلاف «الوطنية» إياد علاوي، أمس، أن ما تتعرض له غزة من مجازر تستدعي توحيد المواقف عربياً وإسلامياً.
وقال في «تغريدة» له على «تويتر» إن «صمت العالم ولم تصمت فلسطين، أسلوب الاعتداءات والعنجهية يؤكد فشله مرة أخرى».
وأضاف: «‏ما تتعرض له غزة وأبناؤها من مجازر تستدعي توحيد المواقف عربياً وإسلامياً لنصرة القضية الفلسطينية ودعم شرعية القيادة الفلسطينية، وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم بعيداً عن المزايدات».
في حين، طالب النائب عن كتلة «صادقون» الممثل السياسي لحركة «عصائب أهل الحق» في البرلمان، حسن سالم، الحكومة العراقية بقطع علاقاتها مع الدول المطبعة مع إسرائيل.
وقال، في بيان صحافي، أمس، «أطالب الحكومة العراقية بقطع علاقاتها مع الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني كأنظمة آل سعود والإمارات والبحرين الذين يمثلون الخسة والخيانة للقضية الفلسطينية، وتوضح ذلك جليا من خلال دعمهم للكيان الصهيوني في قصفهم للمدنيين العزل والأطفال وارتكاب المجازر في غزة، ولذلك لا يليق بالعراق المقاوم والمساند للشعب الفلسطيني أن تكون له علاقات مع الخونة الذين باعوا وتآمروا على فلسطين وشعبه» حسب تعبيره.

«الابتعاد عن المجاملات»

وأضاف أن «على الحكومة العراقية، أن تبتعد عن المجاملات السياسية الكاذبة مع هذه الأنظمة الخائنة التي كانت الذراع الأيمن للكيان الصهيوني في قتل الشعوب في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وآخرها فلسطين، من خلال دعمها للإرهابيين ووقوفها إلى جانب الكيان الصهيوني الإرهابي الذي ارتكب مجازر بحق الأطفال والشيوخ والنساء العزل، وعلى الحكومة العراقية أن لا تنسى مفخخات آل سعود بحق أبناء الشعب العراقي، وكذلك دور الإمارات وآل خليفة في دعم الإرهاب وإثارة الفوضى من خلال إثارة الفرقة والخلافات وتغذية الجماعات المنحرفة».
في بغداد أيضاً، اكدت نقابة المحامين العراقيين أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل ومذابح وحشية وهدم لمساكنه وسلب لأرضه طبقاً للقانون الدولي «جرائم قتل ذات طابع عنصري».
وقالت، في بيان، حمل توقيع نقيب المحامين، ضياء السعدي: «منذ العدوان الغاشم على سكان حي (الشيخ جرّاح) و(المسجد الأقصى) في القدس العربية، يتصاعد يومًا بعد يوم عدوان الكيان الصهيوني المحتل على شعبنا الفلسطيني في (الضفة الغربية) و(غزة) بكل وسائل الموت والقتل والدمار وهدم البنايات والمساكن، باستخدام الصواريخ والمدافع والرصاص ضد شعب أعزل لا يملك من السلاح شيئاً سوى إيمانه المعمد بالدم منذ نكبة 1948، وبعدالة قضيته في تحرير أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس، طبقًا لقرارات الشرعية الدولية».

تطهير عرقي

وأشار إلى أن «ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأبي من قتل ومذابح وحشية وهدم لمساكنه وسلب لأرضه، يعَدُ من حيث الوصف القانوني طبقاً للقانون الدولي، جرائم قتل جماعي ذات طابع عنصري قائم على التمييز والتطهير العرقي، وتعتبر أساساً صالحاً لنشوء المسؤولية الجنائية الدولية للأفراد والقيادات السياسية والعسكرية للكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين وشعبها، تبعاً لمخالفتها قواعد القانون الدولي الإنساني، وأمام الاجحاف المتعمّد القائم على منهج الاستحواذ والمصادرة لأراضي فلسطين وبناء المستوطنات على حساب مالكيها الأصليين وحقوقهم، واستمرار المحتل بممارساته العدوانية الفاشية القائمة على القتل والاضطهاد والاعتقال والتعذيب عند التعامل مع شعب فلسطين».
ونوه البيان إلى أن «أمام هذه التحديات الخطيرة ينبغي العمل ومن الجميع على ضرورة ترصين وتقوية النضال الوطني الفلسطيني باتجاه الهدف الواحد المنشود، والتأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب فلسطين».
وأضاف: «لقد بات ضرورياً وملحّاً تفعيل دور المحامين ونقاباتهم من خلال (اتحاد المحامين العرب) لاستكمال شروط المعركة القانونية والحقوقية في إثبات حقوق شعب فلسطين أمام المحاكم الدولية، وتوفير مستلزمات إصدار الأحكام بمتابعة الدعاوى أمام القضاء الجزائي الدولي، ومنها المحكمة الجنائية الدولية بما يؤمن معاقبة مرتكبي الجرائم الوحشية بحق أبناء شعب فلسطين، التي راح ضحيتها العديد من الشهداء الأبرار من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب».
وحيّت، نقابة المحامين العراقيين، في ختام بيانها «الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري وصلابته الوطنية التي أذهلت العالم والبشرية أجمع رغم العدوان الغاشم الذي يتعرض له وهو في السبيل الذي اختاره من أجل تحرير وطنه وإقامة دولته الحرة المستقلة وعاصمته القدس بدون تفريط أو نقص».

تشكيل مسلّح في «الحشد الشعبي» يعلن «الانضمام» للمقاومة الفلسطينية

كذلك، دان «المرصد العراقي للحريات الصحافية» (منظمة حقوقية مرتبطة بنقابة الصحافيين العراقيين) قيام طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مبنى الجلاء الذي يضم مكاتب قنوات فضائية ووكالات أنباء عالمية وتدميره بالكامل.
واتهم، في بيان صحافي، «قيادة الكيان المحتل بمحاولة التغطية على جرائمه البشعة ومجازره ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والمدن التي يتكون منها وقتله للنساء والأطفال وارتكابه لجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم حرب مدانة من خلال تدميره للأبراج التي تضم مكاتب لوسائل إعلام دولية تنقل الأحداث المتسارعة نتيجة العدوان الغاشم الذي تشنه القوات الإسرائيلية المعتدية».

انتهاكات

وطالب المرصد، المجموعة الدولية «بمحاسبة حكومة نتنياهو التي تتعمد ارتكاب تلك الجرائم، والإصرار عليها، وعدم المبالاة التي تطبع سلوك قادة الاحتلال الذين يصدرون أوامرهم باستهداف كل ما يتحرك في القطاع» وعبر، عن أسفه لـ«عجز الحكومات العربية عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتهاكات بحق المدنيين والصحافيين، ووسائل الإعلام، والتي أدت إلى مزيد من العنجهية والغطرسة، وسببت تلك الكوارث والجرائم».
وفي الأثناء، جدد الاتحاد العام للصحافيين العرب، إدانته بكل قوة للهجمات البربرية التي لم يسبق لها مثيل لقوات الاحتلال الإسرائيلي على القدس الشريف والمسجد الأقصى وقطاع غزة.

أعمال بربرية

وقال رئيس الاتحاد، نقيب الصحافيين العراقيين، مؤيد اللام، في بيان صحافي، إنه «يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته الوحشية والبربرية على الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفة الغربية وقطاع غزة دون هوادة».
ولفت إلى أن «هذه الهجمات البربرية التي تشنها قوات الاحتلال لم تقتصر على الشهداء من الرجال فقط، بل تعدت اعتداءاتها على النساء والأطفال ونتج عنها قتل عدد كبير من النساء والأطفال».
وتابع البيان، أن «الاتحاد العام للصحافيين العرب يجدد ويؤكد إدانته الدامغة لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تشن اعتداءات بربرية لم يسبق لها مثيل ضد الصحافيين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني البطل الذي تعرض للهجمات المستمرة من جانب الطيران الإسرائيلي وقوات الاحتلال المجرمة التي ارتكبت جرائم يعاقب عليها القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية».
وطالب الاتحاد، كافة المنظمات الدولية والإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان «بإدانة هذه الأعمال البربرية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والتي تسببت في مئات الضحايا والشهداء، ونزوح أكثر من عشرة آلاف فلسطيني من غزة».

وقفة تضامنية

يتزامن ذلك مع خروج المئات من العراقيين في وقفة احتجاجية في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، للتنديد بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر على يد الاحتلال.
وجاءت الوقفة الاحتجاجية التي جرت مساء أول أمس، بدعوة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، ورجل الدين الشيعي جواد الخالصي، والأمانة العامة للحزب الإسلامي العراقي.
وأكد الصدر، دعم العراق لفلسطين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وقال في كلمة خلال الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، ألقاها نيابة عنه ممثله إبراهيم الجابري، إن «من المؤسف أن تتسلط ثلة من الإسرائيليين لتهجير الفلسطينيين من منازلهم» مبينا أن «القدس لجميع الأديان وليس لليهود وحدهم، وإسرائيل تحاول إخضاع الشعوب المظلومة وبالأخص الشعب الفلسطيني».
وأضاف، أن «الله وعد المؤمنين بالنصر المؤزر، وكان وعد الله مفعولا، والمقاومة الفلسطينية حققت انتصارات كبيرة ضد العدو الإسرائيلي».
وتابع: «ها هو عراق المجاهدين يتظاهر من أجل نصرة الفلسطينيين. القدس لنا ونساند الفلسطينيين ونحن معهم في السراء والضراء».
ودعت الأمانة العامة للحزب الإسلامي العراقي، تنظيمات الحزب للمشاركة الفاعلة في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد؛ لنصرة لغزة والمسجد الأقصى.
وقالت الأمانة في بيان، إنه «في الوقت الذي يستمر فيه العدوان الصهيوني الوحشي على الأشقاء المرابطين في فلسطين العزيزة، والتزاماً بمواقفنا المبدئية في نصرة قضايا العرب والمسلمين، ومساندة للأحزاب والفعاليات السياسية العراقية، ندعو تنظيماتنا في بغداد والمحافظات كافة، للمشاركة الفاعلة في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني».
وأكدت، أن «المشاركة في هذه الوقفة المشرفة، أقل ما يقدم تجاه أبطال فلسطين، ومقدساتنا التي يهددها المحتل الغاصب كل حين، وهي تسجيل لموقف عراقيٍ أصيل لطالما كان حاضراً في وجدان الأمة جمعاء».
وأشارت إلى أن «أبناء فلسطين اثبتوا أنهم عنوان للصبر والتضحية والشجاعة والفداء، فلا أقل من نرفع لهم لواء الفخر، ونعلي أعلام العراق وفلسطين لتعانق السماء، موقفاً والتزاماً، وتصدح أصواتنا بعبارات التأييد والدعم والدعاء لهم بالنصر القريب، وما ذلك على الله بعزيز».
وشهدت الوقفة التضامنية إحراق علم الكيان الإسرائيلي، وأيضاً علم الولايات المتحدة الأمريكية.

«الحشد» يتضامن

موجة الغضب في العراق لم تقف عند هذا الحد، بل شملت أيضاً إعلان «هيئة الحشد الشعبي» برئاسة فالح الفياض، التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني.
وقال «الحشد» في بيان صحافي، إنه «يتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في فلسطين الصمود، وما يتعرض له شعبنا هناك من اعتداءات آثمة على يد العصابة الصهيونية الغاصبة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم وأفظعها وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع».

تهجير قسري

وأكد «تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أراضيه المغتصبة وحقوقه المسلوبة ضد الأطماع الصهيونية والسلوك الوحشي والإجرامي الذي ينتهجه هذا الكيان الغاصب في قتل المدنيين والأطفال وقصف المباني والبيوت والسعي للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها الشرعيين قسرا، منطلقين بذلك من الموقف الواضح والشجاع للمرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله الذي أكد الوقوف إلى جانب شعبنا في فلسطين ودعا الشعوب الحرة إلى تقديم الدعم والمساندة له في قضيته العادلة».
وأضاف البيان: «انسجامنا مع موقف الحكومة العراقية والجماهير المساندة للشعب الفلسطيني، ندعو جميع الشعوب والحكومات والأحرار في العالم أن يتحملوا مسؤوليتهم الإنسانية في رفض الظلم والإرهاب الذي يمارسه الصهاينة على المواطنين الفلسطينيين العزل».
وختم الحشد بيانه القول: «حيا الله شعبنا الفلسطيني الصابر وهو يذود عن أرضه ومقدساته، وحيا الله المقاومة الفلسطينية الباسلة وهي تدك حصون العدو وتقدم للعالم دروسا في الإصرار والعزيمة على أن الشعوب الحرة لا يمكن أن تتنازل وتنكسر. وما النصر إلا من عند الله وهو الموفق والمستعان».
وفي تطورٍ لاحق، أعلنت كتائب «سيد الشهداء» المنضوية في «الحشد» انضمامها في صفوف المقاومة الفلسطينية، فيما كشفت الإمكانات التي تملكها.
وقالت الكتائب في بيان صحافي إنها «تعلن انخراطها في صفوف المقاومة الفلسطينية بما لديها من إمكانيات».
ووفقاً للبيان، فإن تلك الإمكانات تتمثل بـ«مقاومة الطائرات، الطائرات المسيرة، مقاومة الدروع، الصواريخ بعيدة المدى، قسم الهندسة بكل صنوفه، وإمكانيات أخرى».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق