فلسطين تراث وحضاره
حلوة يا دنيا ..مدينة البيرة – فلسطين (أ.د. حنا عيسى)
البيرة هي مدينة فلسطينية ملاصقة لمدينة رام الله وتتداخل مباني المدينتين مع بعض بحيث تظهران كمدينة واحدة. يسكن المدينة 50000 ألف نسمة وترتفع عن سطح البحر 884 مترا. تبلغ مساحتها 22045 دونم (22.045 كم). تقع مستعمرة بسغوت على جبل الطويل إلى الجانب الشرقي من المدينة. يوجد في المدينة مكتبة عامة تحوي فيما يقارب العشرين ألف كتاب.
تاريخ مدينة البيرة
يعود تاريخ مدينة البيرة الكنعانية إلى القرن الخامس والثلاثين قبل الميلاد (حوالي سنة 3500 ق.م) ومنذ ذلك الحين وعلى مدى أكثر من خمسة آلاف سنة بقيت البيرة مأهولة بالسكان، ورد ذكر البيرة في العهد القديم أكثر من مرة باسم بيئروت، وذلك في قصة كل من النبي هارون أخي النبي موسى عليهما السلام، وقصة احتلال بني إسرائيل لفلسطين زمن يوشع بن نون، ولكن المدينة لم تعتبر مقدسة لدى اليهود ولذلك لم تنضم إلى الممالك اليهودية التي نشأت في فلسطين في العهد الحديدي المتأخر عرفت البيرة في العهد الروماني باسم بيرية، وأصبحت مدينة مهمة في هذه الفترة وخاصة في بداية العهد المسيحي، ويقال أن السيدة مريم العذراء وخطيبها يوسف النجار فقدوا المسيح بها وهو طفل في الثانية عشرة من عمره في طريق عودتهم من القدس إلى الناصرة، حيث شيد في المكان كنيسة بيزنطية مازالت أثارها ماثلة حتى اليوم وسط البلدة القديمة، عرفت هذه الكنيسة باسم كنيسة العائلة المقدسة بعد الفتح الإسلامي لعبت البيرة دوراً مميزاً على مسرح الأحداث في فلسطين ويعتقد أن عمر بن الخطاب قد حل بها في طريقة من المدينة المنورة إلى القدس لاستلام مفاتيح القدس من البيزنطيين، وقد أقيم سنة 1195م في المكان الذي يقال أن عمر صلي فيه مسجداً يعرف بالمسجد العمري، وهو مازال قائماً ومستخدماً حتى اليوم وهو ملاصق للكنيسة البيزنطية، وقد أعيد تجديده عام 1995م في الفترة الصليبية كانت البيرة قرية مهمة لقربها من القدس خاصة بعد استيلاء الصليبين على القدس سنة 1099م حيث أصبحت مركزاً للمقاومة الإسلامية ضد الصليبين، وبعد احتلال الصليبين لها أوقفها الصليبيون هي و 21 قرية فلسطينية أخرى من منطقة القدس على كنيسة القيامة، وكانت المدينة وكنيستها البيزنطية التي تم تجديدها وتنظيفها في الفترة الأخيرة مركزاً لفرسان القديس يوحنا القادمين من إنجلتراعندما حرر صلاح الدين الأيوبي فلسطين استولي على البيرة ودمر المستوطنة الصليبية فيها سنة 1187م ويقال أن عدد الصليبين الذين استسلموا له في البيرة بلغ 50000 أسير، وهكذا تعربت المدينة من جديدفي العهد العثماني 1517-1918م كانت البيرة مركزاً سياسياً وإدارياً مهماً ومركز قضاء، سكنها المتصرف العثماني وكان فيها طابور عسكري عرف بطابور البيرة تشكل من أبنائها، وكان له دور في الدفاع عن عكا أثناء حملة الصليبين في أواخر القرن 18م في عهد الانتداب البريطاني ألحقت البيرة بقضاء رام الله، واستمر الحال كذلك خلال الفترة من 1919-1994، بعد دخول السلطة الوطنية الفلسطينية إليها عام 1994 أصبحت البيرة مع توأمتها رام الله مركزاً لمحافظة رام الله والبيرة.
الآثار العربيـة
تعود هذه الآثار إلى ما قبل الغزو اليهودي بقيادة يشوع بن نون وهي الكهوف التي كان ينزل اليها من عل بدرج و فيها شبه محاريب و كلها منحوت بدقة و قد وجدت بها عظام بشرية كما وجدت بها اسرجة و أدوات أخرى, يوجد ثلاثة أو أربع آثار لا تزال بارزة للعيان على جانب الطريق الممتدة من الشرق إلى الغرب أمام بيت السيد “مطـر فرهود“ مختار المدينة سابقا, و آخر بالقرب من الطرق شمالي دار “عوض حسين أبو عليص” و هناك آبار كثيرة و كبيرة تعود إلى اليبوسيين وهي تنتشر في جميع أنحاء المدينة و توجد من هذه الآبار زهاء عشرة في راس الطاحونة و في حديقة البلدية. و أكثر من عشرة أبار في النتاريش. كما توجد آبار أخرى منتشرة في المدينة.
الآثار اليهوديـة
لا توجد لليهود آثار تذكر سوى المعاصر التي كانوا يعصرون فيها العنب لصنع الخمر, فقد وجدت لهم آثار في تل النصبة على طريق القدس فوق المكان المعروف “ مصنع الخمارات“.
الآثار الرومـانية
ثلاث برك تقع كلها جنوبي نبع الماء “ قرب الجامع القديم“.
الآثار الإسلامية
الجامع القديم الذي يقوم على نبع الماء ” الطريق العام ” و أبنية قديمة كثيرة عفت معالمها العليا. ولم يبق سوى إلا أسسها و أضرحة المجاهدين و الأتقياء التي تنتشر في جميع أنحاء البيرة و منها: الشيخ نجم, الشيخ عبد الله, الشيخ مجاهد, الشيخ شيبان, أم خليـل, البطمـة, والشيخ يوسف.
الآثار الصليبيـة
الكنيسة التي لا تزال أسسها قائمة في وسط المدينة ثم الخـان و هو طراز البناء الروماني, و هناك اختلاف في الرأي فمنهم من يقول انه اثر روماني و منهم من يقول انه اثر صليبي و قد كان مربطا لخيول فرسان القديس يوحنا. و قد وجدت في مدينة البيرة أبنية قديمة عريقة في القدم و لم يهتم أحد بنسبتها أو إلى من قام بإشادتها. كذلك وجدت في البيرة قطع نقدية كثيرة تعود إلى اليونان و العرب واليهود.
بلدية البيرة
تعتبر بلدية البيرة مؤسسة أهلية ذات استقلال مالي، تحدث وتلغي وتعين حدود مناطقها ووظائفها وسلطاتها بمقتضى أحكام القانون، ويشرف على أدائها وزارة الحكم المحلي، ويتولى إدارة البلدية مجلس بلدي ينتخب أعضاؤه انتخاباً مباشراً، في عام (1923) قررت سلطات الانتداب البريطاني تأسيس “مجلس محلي” في البيرة، وفي عام (1952) قررت الحكومة الأردنية تحويل مجلس البيرة المحلي إلى مجلس بلدي.
وفي عام (1976) جرت انتخابات بلدية لأول مرة في الضفة الغربية، وفي عام (1982) أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قراراً بحل المجالس البلدية في مدن (نابلس، والخليل، ورام الله والبيرة) واستمر هذا الحال حتى عام (1986) عندما قررت سلطات الاحتلال تعيين لجنة لإدارة شؤون المدينة.
وفي عام (1994) وبعد دخول السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الأراضي الفلسطينية أصبحت مدينة البيرة مع شقيقتها رام الله مركزاً للمحافظة، ومن الجدير بالذكر أن مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية هو في منطقة المقاطعة التي تتبع لمدينة البيرة، وتم تعيين أول مجلس بلدي لمدينة البيرة من قبل وزير الحكم المحلي عام (1996)، كما جرت انتخابات بلدية في العام (2005) تسلم على أثرها مجلس بلدي إدارة البلدية حتى العام (2012)، حيث وزارة الحكم المحلي استجابت لإدارة المواطنين وإرادة أغلبية المجلس وقامت بجل المجلس البلدي وتعيين لجنة لتسيير اعمال البلدية برئاسة الدكتور توفيق البديري.وبتاريخ 31/10/ 2012انتخب المهندس فوزي عابد رئيسا للبلدية والحاج جمال شلطف نائبا للرئيس .أما رئيس البلدية الحالي هو عزام اسماعيل .