الرئيسيةشعر وشعراء

إهداء من الشاعر/ ابو طــارق الحــواس “مُعَلَقَةُ الهِجْرانُ وَالعَودَةُ”

المقدمة : كلمة الشاعر ابو طارق حواس

بسم الله والحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد .. بَعْدَ نَيِّفٍ وَسَبعينَ عاماً على إحتلال الأرض .. وانتهاكِ القبلةِ الأولىٰ للأقصىٰ وإغتصاب الأرض .. أرى لِزاماً علينا جِهاداً يدفع الظلم ويُحيي في العروق النبض .. ويذودُ عن حياضَ المسلمين بالنفسِ والنفيسِ ويحمي العِرض .. وتُرفعُ راياتُ الجهادِ في سبيل الله لتحرير المقدسات والمجد .. أسأل الله أن يمنَّ علينا بنصرٍ وصلاة وشهادة في رحاب المسجد الأقصى وعندَ اللقاء بالمهد .. وحتى ذٰلك الوقت القريب.. والنصر المبين.. بإذن ربِّ العالمين .. هٰذه مشاركةٌ وجدانية .. فــي ذكـرىٰ يَــومِ الأرض .. ذكرىٰ الكرامــةِ والشهامــة .. ذكرىٰ الشهداءِ والملحمةُ الكبرى .. ووقفـــةٌ مــع شعبنا الأبيِّ الصــامد .. لِكلِ مَن يقفُ شامخاً في وجهِ الأعداء .. لأشبالٍ وأطفالٍ وُلِدوا رِجالاً وقاماتٍ لا تنحي .. أبناءُ الشدائدِ والمِــحنِ والبُطــولاتِ والتضحيــات .. لهم من كلِّ شرفاءِ وأحرارِ العالم .. الفُ تَحيـةَ إكبارٍ واعتزازٍ وإجلال .. ولا يَسَعُني في هٰذه الذكرىٰ المَجيدَةُ المُبارَكَةُ .. إلا أن أتَقَدَمَ وَأُشاطِرَ أهلَنا ألصَّامِدينَ آلامَهُم وَآمالَهُم .. مِن خِلالِ هْذهِ المُعَلَقَةُ الشِعرِية .. وَالمَلحَمَةُ الكُبرىٰ .. وَأُشارِكَ وَلَوَ بالْكَلِمَةِ جِهاداً في سَبيلِ اللّٰه .. وَمُؤآزرَةً لِإخوَنِنا الصَّابِرِينَ المُرابِطِينَ على ثرىٰ فلسطين الحَبيبةُ .. وفي الأقصى المبارك .. وَذٰلك .. عِبرَ قناة هَمسَة سما نِت الإبداعية ..

 

 

إبن الشَدائدِ مالي أراكَ هَيمانُ
مهلاً فلن ترَ بعدَ اليومَ حِرمانُ
إني رأيتُكَ لِلأهوالِ مُنتَفِضاً
وَعِندَ النَّقعِ لِلأوطانِ غَضبانُ
فلا تَجزَع مِنَ الأحداثِ إن كَثُرَت
وَعِيلَ صَبرُكَ.. وَمِنكَ الفِكرُ حَيرانُ
فأنتَ والأحداثُ عَنكَ تُخبِرُنا
فَصبرُكَ اليومَ آياتٌ وإيمانُ
فاصدَع بِما تُؤمَر لِلحَقِّ مُنتَصِراً
فاللّٰهُ خيرٌ حافظاً لِلكُلِّ رَحمانُ
إبنُ القَضِيَةِ لا تأسَف على أحدٍ
فَأنتَ نَباتُ الأرضِ.. لِلزَهرِ رَيحَانُ
لِلقبلةِ الأولىٰ شَبابٌ كُلُهُ أمَلٌ
وَللدينِ .. ذَوي الأحلامِ شِيبانُ
وأنتَ رَمزٌ للشعوبِ إن ذُكِرت
ومَجدُكَ إن تناسوا.. فالدهرُ وَسنانُ
وَلَوْ تَناهىٰ لِلمَجدِ مِن شَرَفٍ
كُنتَ المُتَوَّجُ حَقاً..لكن دونَ تِيجانُ
يومُ الكرامةِ إقدامٌ ومَلحَمةٌ
على الجباهِ السُّمرِ لِلكُّلِ نِشانُ
تأبىٰ المُروءَةُ أن يُداسَ ثَرىٰ
لِلمسلمينَ.. مَا زَالَ لِلقلبِ شِريانُ
فَلا تَأسَ على ماضٍ وَكُن يَقِظَاً
وَسَلْ تأريخُ مَجدٍ.. يُشدِيكَ الحَانُ
أينَ الديارُ التي غارَت مَساكِنُها
صارَت رَمَاداً للقلبِ أحزانُ
أينَ المَنازِلُ للأحقافِ من زمنٍ
أينَ شَدَّادُ عادٍ .. أينَ  قَحطانُ
أينَ الأباطرةَ العِظامِ من عَجَمٍ
أين كِسرىٰ عَظيمَ الفُرسِ شِروانُ
أينَ مُلوكَ الأرضِ أينَ هُمُ
اليومَ صاروا حَديثَاً لِلأمسِ عُنوانُ
أينَ زَمانُ العُربِ مِن ألَقٍ
أينَ حديثُ الدهرِ أينَ عَدنانُ
صاروا حَدِيثاً يَغزوا بَعضَهُم بَعضاً
لأجلِ دُنيا .. فَبَاتَ الكُلُّ نَدمانُ
لِسَانُ الضَاد يَحكِي أنَّهم عَرَبَاً
وأمضىٰ من فُحُولِ الشِعرِ تِبيانُ
أسماؤُهُم أشكالُهُم أوصافُهُم عَرباً
وعِندَ نِداءِ الأهلِ والدَّارِ رُومَانُ
وَصَارَت بِلادُ العُربِ أجزاءٌ مُجزأةٌ
لِلطامعينَ ذَوي الأحقادِ عِلجانُ
فاليومَ أحزانٌ إذ أُغتُصِبَت
مِنكَ الديارُ وباتَ العِرضُ عُريانُ
فالقدسُ من وَيلاتِها صَرَخَت
والصوتُ مَسموعٌ.. وَالكُلُّ خَجلانُ
وَتَنافَخَت أودَاجُهُم شَرَفاً
وا سوأتاه..! لِرفعِ الصَّوتِ نُقصانُ
يا سادَتي عُذراً .. لكن ليسَ مِن ألمٍ
فَقدُ الأحبــةِ فـي الأحشَاءِ نِيرانُ
فِلسطينُ أنَّتْ كَطفلٍ من خَواصِرِها
والطفلُ يَبكي وِصالاً لِلأُمِّ أحزانُ
سَبعونَ عاماً لا أرىٰ عَملاً
سِوىٰ بَيانٍ لا يُرفَع لَهُ شانُ
فِلسطينُ لا نرضى بِكِ بدلاً
عن الجنانِ الخُضرِ والرَوضُ أفنانُ
مسرى نَبيِّ اللّٰهِ صارَ يُلهِبُنا
يَشدو بِلَيلٍ وَلِلأوطانِ أشجانُ
يَدعو صَلاحاً لَكن لا مُجيبَ لهُ
فَمِنكَ نَصرٌ.. وَغَيرُكُ مِنهُ خُذلَانُ
ودارُ المسلمينَ لا تبكي على أحدٍ
رُعبُوبَ غِبٍّ من العِلجانِ لو كانوا
فاليومَ أرضُ المسلمينَ تُغتَصَبُ
وغداً نَمحُو بإذن اللّٰهِ ما كانوا
والقدسُ تأبى غَيرَ المؤمنينَ فِداً
لِكسرِ قَيدٍ.. من الأغلالِ سَجَّانُ
إني كَفرتُ بالأصنامِ مُذْ وُجِدَت
وبالطغاةِ إنْ عَرباً وعُجمانُ
أينَ أُولي الألبابِ مِن عَربٍ
للدينِ نَصرٌ وللإسلامِ جُدرانُ
أدعو عَظيمَ الشأن أن يُوَحِّدَهم
لِلحَقَّ أهلاً.. ولِلإسلأمِ عُنوانُ
نَبكي على الدُنيا إذ إرتَحَلَت
وفي صَميمِ القلبِ آلامٌ وأحزانُ
نَلهوا وَنَمرحُ لَكن لا تُبارِحُنا
ذِكرىٰ الهُمومِ.. وإن تَرَ لِلثَغرِ أسنانُ
واعلم بأنَّ العيشَ تاراتٌ وتاراتُ
فلا يَركَن لِطِيبِ العَيشِ إنسانُ
ولا يندم إذا دَنَت مَنيتُهُ
من كانَ لِلّٰهِ عَبداً.. ومنهُ رَهبانُ
تَجري الحياةُ والكُلُ في أملٍ
والموتُ آتٍ وَجُلُّ الناسِ رَتعَانُ
فلا تَقنط مِن الهُمومِ إذ إِجتَمَعَت
فَرُبَّ نَـاجٍ بَعــدَ الحَيــنِ أحـيـانُ
وَانزِع لأهلِ الحَقِّ ليسَ لِغَيرِهِم
وكُن جَلداً لِفعلِ الخيرِ دَشَّانُ
إني رأيتك في الوغى بَطلاً
تَغشىٰ المَنونَ راياتٍ وألوانُ
تُسقي العِدا كأسَ الرَدَىٰ مُخَضَّبَةً
والسَّيفُ يَذهَلُهُم.. صاحٍ وَسَكرانُ
فأخو الشهامةِ إقدامٌ وَتَضحِيةٌ
وَذُو الندامةِ لا خَيرٍ ولا زانُ
جِنانُ الخلدِ لِلشهداءِ مَنزِلَةٌ
لِلصابرينَ ذوي الأحلامِ شُجعَانُ
كَيفَ الوصولُ إلى تِلكََ الجِنانِ وَقد
باتَ المُتَيَّمُ عِندَ البابِ هَيمانُ
تِلكََ الديارُ لِكُلِّ العارفينَ بِمَن
أرواحُهُم للّٰهِ قَد بَذلوا وقد عَانُوا
كيفَ الحياةُ بلا هَمٍّ ولا حَزنٍ
والموتُ آتٍ وَكُلُّ الخلقِ إذعانُ
كُلُّ الدروبِ التي بالأمسِ نَنشُدُها
كانت عَماراً.. و اليومَ هِجرانُ
لكن دِيارُ الأهلِ تأبى أن نُفَارِقَها
ويأبى اللّٰهُ في عَليائِهِ شأنُ
فِلسطينُ قَد قَرُبَ اللقاءُ بِكُم
فَوَعدَُ اللّٰهِ بُرهانٌ وآياتٌ وقُرآنُ
فَقُدسُ اللّٰهِ لا نَنسَىٰ مَسَاجِدُها
فالوَعدُ آتٍ.. وَجُندٌ لِلأعدَاءِ طَعَّانُ
يا ساكناً في القدسِ لا تَبرَح مَضاربها
أنتَ الحَياةُ لها .. قَلبٌ وشِريانٌ
أُثبُت أخي في اللّٰهِ إنَّ لَكم
في الدارِ حَقٌّ.. وفي الفِردَوسِ أركانُ
وأُولي النُهىٰ والصَّالحينَ عَلِمتُهم
قَد رَافَقَتهُم أعمالُ خَيرٍ ذاتُ أوزانُ
فَماتوا وَلَم تَمُت شَمائِلُهُم
وَكانَ لَهُم في الْعَالَمِينَ ذِكرُ أعيانُ
إبنُ الشَدائدِ هل عَرفت الآن لِمَن؟
صارت جِنانُ الخُلدِ أوطانُ !!
نعم فأنتَ أنتَ من رُوَّادها سَلفاً
وَلَن تَرَ حَقَّاً بَعدَ اليومَ حِرمانُ
فإذا دَخلتَ باباً أنتَ طارِقُهُ
لُطفاً.. تَرَفَّق..   فالكُلُّ  يَقظانُ
فَحُبُّ أحمدُ الهادي يُسامِرُناﷺ
وَالُكُلُّ في الرَّوضِ مَسرورٌ وفرحانُ
يا ساكناً في القلبِ كَيفَ تَرىٰ؟
وَعدَ النبيِّ.. جِنانُ الخُلدِ أفنانُ
فإذا سَكَنتَ قَلباً انتَ تَعرِفُهُ
فكُن لِلقَلبِ رَوْحٌ.. وَلِلدارِ رَيحانُ
أشكو لكَ اللّٰهمَ حالَ بِلادنا
فَجُد عَلَينا.. عَظيمَ الخَيرِ إحسانُ
وَلَوْ هَما غَيثٌ مِنكَ يُسعِفُنا
لَصارت سَحائِبُهُ لِلقلبِ شُطآنُ
يا داعِياً كُلَّ الأنامِ لِدِينِهِ
لبيــكَ رَبِّي.. قَــد أجَبتُ رَحمانُ
شَهرُ الصِّيامِ أقبلَ يَفتَحُ بابَهُ
لِلتائبينَ.. فَهٰذا بابُ الصَّومِ رَيَّانُ
إني لأرجو اللّٰهَ مِنهُ مَغفرةً
يَومَ اللقاءِ.. وَعِندَ البابِ رِضوانُ
إليكَ ربي أبثُ أنينُ صَبابتي
وَمَحَبَّتي.. وعفوٌ مِن لَدُنكَ غُفرانُ
فأنتَ المُأمَلُ والأمانُ إذا
ضَاقَت على أبنَائِها أرضٌ وأوطانُ
يا ربِّ نَصرٌ من لَدُنكَ وَعِزَّةٌ
تُحيي القُلوبَ وَتَجلوا عن أقفالها رانُ
وَتُعِيدُ للإسلامِ مَجدُ حَضارةٍ
وَعُروبَةٍ وأصالةٍ وَصِدقُ إيمــانُ

اللَّهُمَّ آمــين آمين يارب العالمين ..
اللهم يا ربنا العظيم ..
يا مجيب دعوة المضطرين
أُمنُن علينا وعلى جميع المسلمين ..
بالنصر المؤز والمبين ..
وافتح علينا فتوح العارفين ..
تحت لواء سيد المرسلين ..
سيد الأولين والأخرين ..
سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد ..
صلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
وعلى آله وأصحابه الغُر الميامين ..
ومن سار على نهجهم واستنَّ بسنتهِم إلى يوم الدين ..
وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين ..
اللهـم آمــين آمــين يارب العالمين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
محبكم في الله – الشاعر ..
ابو طارق الحواس ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق