ثقافه وفكر حر

من اختيارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر قصة المثل “كُلُّ فَتَاةٍ بَأبيهَا مُعجَبَةٌ”.

و أصل المثل، خرجت العجفاء بنت علقمة السعدي ذات ليلة مع ثلاث نسوة من قومها إلى روض هوة من الرياض فوافين بها ليلا في قمر زاهر و روضة معشبة، فلما جلسن قلن: ما رأينا كالليلة ليلة، ولا مثل هذه الروضة روضة. ثم أفضن في الحديث فقلن: أي النساء أفضل؟

قالت إحداهن: الخرود الودود الولود.

و قالت الأخرى: خيرهن ذات الغناء وطيب الثناء وشدة الحياء.

و قالت الثالثة: خيرهن السموع الجموع النفوع.

و قالت الرابعة: خيرهن الجامعة لأهلها الوادعة الرافعة لا الواضعة.

ثم قلن: فأي الرجال أفضل ؟

قالت إحداهن: خيرهم الحظي الرضي غير الخطال ولا التنبال.

و قالت الثانية: خيرهم السيد الكريم ذو الحسب العميم والمجد القديم.

و قالت الثالثة: خيرهم السخي الوفي الرضي، الذي لا يغير الحرة ولا يتخذ الضرة.

فقالت الرابعة: و أبيكن إن في أبي كل ما قلتن: كرم الأخلاق و الصدق عند التلاق و الفلج عند السباق و يحمده الرفاق.

فقالت العجفاء عند ذلك: (كل فتاة بأبيها معجبة) أي أنها ترى فيه خيراً من غيره و إن لم يكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق