مقالات

موقف الديانة المسيحية من الاكتئاب(أ.د. حنا عيسى)

(تعريف الاكتئاب : أن يتوقف الزمن عن الحركة ، لتعش أنت في السجن الذي لا يراه الآخرون ، حياةً مؤبدة .. فالاكتئاب هو حالة العذاب التي تكون بها أنت السجين والسَجان ..لذا ، عندما أجلس بمفردي ، يظن الجميع إنه الاكتئاب ،ولكنها لحظة راحة بعيداً عن تطفلات البشر .. إذن ، من المفترض أن يدفعنا القلق إلى العمل وليس إلى الاكتئاب ، فليس حراً من لا يستطيع السيطرة على نفسه)

يُعتبرُ الاكتئاب حالةً منتشرةً ، يصابُ بها ملايينٌ من الناسِ المؤمنين وغيرِالمؤمنين منهم على حدٍ سواءْ. والذينَ يتعرضونَ للاكتئابِ يعانونَ من أعراضٍمتعددةٍ مثلَ الحزنِ ، الغضبِ ، فقدانِ الأمل ، الشعورِ بالإرهاق ، وأعراضٍ أخرىمتعددة. ونجد أن المصابين بالاكتئاب قد يشعرون بعدم الأهمية أو حتي يفكرون في الانتحار مع فقدان الرغبة في فعل الأشياء التي كانوا عادة يستمتعون بفعلها. وعادةً ما يكونُ الاكتئاب نتيجةً لظروفِ الحياةِ الصعبةِ مثلَ فقدانِالوظيفةِ أو وفاةِ شخصٍ محبوبٍ ، أو الطلاق ، أو التعرضِ لمشاكلَ نفسيةٍ نتيجةًللتعرضِ لسوء المعاملةِ أو عدمِ الثقةِ بالنفس.

والكتابُ المقدسُ يوصينا بأن نمتلئَ بالفرحِ والتسبيحِ (فيليبي 4:4 ورومية 11:15 فمن الواضحِ أنَّ اللهَ يرغبُ لنا أنْ نستمتعَ بحياةِ بهجة. وهذا شيءٌ ليسَسهلُ المنالِ لشخصٍ يعاني من الاكتئاب ولكن يجبُ على الشخصِ اللجوءُللصلاة ، قراءةُ الكتابِ ، دراسةُ الكتابِ مع مجموعةٍ من المؤمنين ، الاعتراف ،التسامحُ ، والمشورةُ واللهُ قادرٌ علي التدخلِ وتغييرِ الأحوال. ويجبُ علينا اتخاذُالقرارِ بألا نركزَ على أنفسِنا ، بلْ على من هم حولَنا واحتياجاتِهم. فالشعورُبالاكتئاب يمكنُ أن يتحسنَ عندما يقومُ الشخصُ بالتركيزِ على المسيحِ والآخرين.
والاكتئاب المزمنُ لا بدَ أن يقومَ بتشخيصِهِ طبيبٌ. وعادةً ما لا يكونُ نتيجةَأحداثٍ عصيبةٍ في الحياة ، ولا يمكنُ للشخصِ التحكمُ في الأعراضِ بإرادته . وبخلافِ ما يعتقدُهُ الكثيرُ من المسيحيين ، فأنّ الاكتئابَ المزمنَ لا يكونُ دائماً نتيجةً لارتكابِ الخطيئةِ. فمن الممكنِ أن يكونَ الاكتئابُ حالةً طبيةً تتطلبُ التدخلَالطبيَ والعلاجَ. وبالطبعِ اللهُ قادرٌ على شفاءِ أيّ مرضٍ.
ويمكنُ للذينَ يُعانونَ منَ الاكتئاب اتخاذُ بعضِ الخطواتِ المساعِدَةٍ. فيجبُعليهم أنْ يستمروا في دراسةِ الكتابِ وإن كانوا لا يشعرونَ بالتشجيع. فيمكنُلعواطِفِنا أنْ تضلنا ، ولكنْ كلمةَ اللهِ صامدةٌ لا تتغير. ولا بدَ أنْ نؤمنَ باللهِ وأنْنلتجئ إليهِ بصورةٍ أكبرَ في وقتِ الضيقِ والشدائد. فالكتابُ يخبرنا أنّ اللهَ لنْيسمحَ لنا بالخوضِ في تجاربَ أكبرَ مما يُمكِنُنا تَحَمّلُهْ.

(كورنثوس الأولي 13:10). وبالرغمِ من أنّ الاكتئاب نفسَهُ ليسَ بخطيئةٍ ،فتعامُلُنا معهُ هوَ الذي يحددُ ذلكَ، فالإنسان مؤول عن تصرفاتِهِ حتى في وقتِالشدةِ ، وإن كانَ ذلكَ مسؤوليةَ الاتجاهِ للعلاجِ وعدمِ الإهمال في صحتِنا النفسية. “فلْنُقَدِمَ بهِ في كلِ حينٍ للهِ ذبيحةَ التسبيحِ ، أي ثمر شفاة معترفة باسمه (عبرانيين 15:13).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق