مقالات

سياسات وأفكار معاصرة للكاتب محمد جبر الريفي ناهـض زقـوت

أهدانا الكاتب والقاص محمد جبر الريفي كتابه الجديد (سياسات وأفكار معاصرة) الصادر عن دار الكلمة للنشر في غزة عام 2020، ويقع في (177) صفحة من القطع الكبير.
يتناول الكتاب مقالات ورؤى سياسية كتبها الكاتب في سنوات مختلفة بدأ من عام 2015 وإلى عام 2019، وضم الكتاب نحو (65) مقالا سياسيا تعبر عن مجموعة من التغيرات الدولية والاقليمية والمحلية في المشهد السياسي، التي عبر عنها الكاتب في مقدمة الكتاب، ليسلط الضوء على الافكار والرؤى التي يتضمنها الكتاب، حيث يرى أنه منذ بداية العقد الثاني من القرن الحالي شهد العالم مجموعة من المتغيرات السياسية التي أبرزت على نحو غير مسبوق بروز تأثير قوى اقليمية في الصراعات الدولية لم يكن لها دور كبير في الحقب السياسية الماضية، كالدور الايراني والتركي. أما في العقد الثاني من القرن الحالي تراجع الدور الامريكي كقطب أوحد في السياسة الدولية وعادت القطبية الثنائية مرة أخرى وذلك بخلافة روسيا لقدرات الاتحاد السوفيتي السابق النووية.
وعن القضية الفلسطينية يرى الكاتب أنها في العقد الثاني من القرن الحالي تهمشت في وقت لم ينته الصراع بين المشروع الوطني الفلسطيني والمشروع الصهيوني الذي بدأ في مؤتمر بازل بسويسرا. ويشير أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية الأولي في اهتمام الدول العربية التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية. وكان من نتائج هذا التهميش الوصول إلى التطبيع الخليجي مع اسرائيل، وسبقها السياسة الامريكية التي طرحت صفقة القرن وما تبعها من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها، بالإضافة إلى السياسات التي تمارسها حكومة نتنياهو اليمينية التي أدت إلى انهيار ما يسمى بعملية السلام القائمة على اتفاق اوسلو والانحياز الامريكي.
وقبل انتهاء العقد الثاني من القرن الحالي ما زال الانقسام الفلسطيني يؤثر بشكل كبير على الوضع الداخلي الفلسطيني، ولم تفلح كل الاتفاقيات واللقاءات والحوارات والمباحثات في الوصول إلى انهاء الانقسام، فيبقى الخطر الأكبر المهدد لوحدة الشعب الفلسطيني الكيانية.
بهذه الرؤية كانت مقالات الكتاب وهي مقالات سبق للكتاب نشرها في الصحف والمواقع الالكترونية، ولكن تعميما للفائدة رأى نشرها في كتاب بهدف الترويج للثقافة الوطنية.
أن ما يطرحه الكاتب يعبر عن وجهة نظره في الاحداث والوقائع، وليس بالضرورة أن نتفق معها، ولكنها رؤية تستحق الاحترام والتقدير انطلاقا من حرية الكاتب في التعبير عن رأيه في أية قضية سياسية أو فكرية أو ثقافية.
لم يتطرق الكاتب فقط في مقالاته للشأن الفلسطيني بل تعمق في ابراز رؤيته في قضايا دولية واقليمية، بالإضافة إلى الغوص في جذور التاريخ ليربط الماضي بالحاضر، وهذا ما جاء مثلا في مقالات: المشروع الصهيوني من وعد بلفور إلى قانون القومية، والصهيونية الاصولية في مواجهة المشروع الوطني، والمشروع الصهيوني من مؤتمر بازل إلى اتفاقية أوسلو، وغيرها.
وفي بعض ما تناوله من القضايا العربية نقرأ مثلا: التآمر العربي نهج ثابت في السياسة العربية، وبروز الدور الخليجي في السياسة العربية، ومكونات الازمة السورية، وغيرها.
وفي الشأن الدولي كتب مثلا: قادة صغار وكبار على مسرح السياسة الدولية، ومعالم الظاهرة الترامبية في السياسة الدولية، وعودة الثنائية القطبية بعد اندحار هيمنة القطب الاوحد، وغيرها.
تعد مقالات الكتاب مكثفة في الرؤية والتعبير، لذلك حاول الكاتب أن يقدم زبدة الحدث أو الرؤية التي يسعى للتعبير عنها دون الغوص في الهوامش، لذلك كانت مقالاته قصيرة لا تتجاوز الصفحة أو الصفحتين، ولكنها جديرة بالقراءة والاطلاع ليبقى القارئ متابعا للأحداث.
ومن الجدير ذكره، أن الكاتب محمد جبر الريفي نشر أربعة كتب وهي: الاستعمار والغزو الثقافي (1982)، والموقف الامريكي والواقع العربي (1983)، وحرب لبنان في اطار الصراع (1985)، وفضاءات في مذاهب الادب (2018). كما نشر خمس مجموعات قصصية وهي: حارس الليل (1992)، وامرأة تعانق الريح (1998)، ووجوه لا تفترق (2018)، وطقوس مناجاة البحر (2018)، وفي حضرة الذاكرة (2019). بالإضافة إلى المشاركة في مجموعات قصصية قصيرة بالإنجليزية (1998) وبالعربية (2003).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق