ثقافه وفكر حر
وزير الثقافة الفلسطينية د.عاطف ابو سيف يتحدث عن الفنان الراحل محمد جولاني في ذكرى الاربعين للرحيل.
مساء أمس، في قصر رام الله الثقافي، كان أربعين الفنان الراحل محمد جولاني. كان الجو ثقيلاً، والحزن يمسك القلوب، يعصرها ألماً. الرحيل المبكر والفراق غير المتوقع. كلمات الأهل مفجوعة بالصدمة واللسان المتعلثم ودموع العين الحائرة في تيه الفقد القاهر، تلميذات محمد يرثينه بالكلمات وبالفن لأنهن أيضاً يبحثن عن الحياة التي كانت ريشة محمد تسعى لتمجيدها.
كان يلفنا صمت خاص.
صمت يعبث بحالة السكون التي تلف القاعة، ويعبث بركوننا اللحظي لتامل الفرح الذي ينبعث من كلمات محمد ونحن نستمع إليه، كأنه لم يرحل.
ابتسامة والدته وهي تحدثنا بعد الحفل عن أول رسمة رسمها محمد، كأنه تتحدث إليه وهي تكتشف موهبة طفلها المدلل. شرود عينها في عتمة الجدار الرابع للمسرح، هذه المقدرة المذهلة على الاستمرار بين التذكر والتأمل، بين البسمة ومسحة الفقد والحنين.
بقدر هذا الحزن وبقدر هذا الألم كان هذا احتفال بالحياة، احتفال بدهشتنا ونحن نصارع حتى اللحظة الأخير حتى نظل على المسرح، احتفال يقليق بما فيها من مباهج ولا يعرف كنهه إلا الفن الأصيل الذي كان يسعى خلفه محمد جولاني.