ثقافه وفكر حر

لم_يتأخر_زواجها_عبثا

Fatiha BoUlaich

لست هنا لأجامل الجنس اللطيف لغرض في نفس يعقوب ولكن دفاعي عن المرأة معروف وفي جميع المناسبات …
ففتاة عصرينا اليوم لم يتأخر زواجها عبثًا، لكنها تخشى الزواج من رجل منعدم الأخلاق والدين، إذ اليوم النصف الأكبر من شباب المسلمين لا يؤدي حق ربه! .. لم يتأخر زواجها عبثًا، هي فقط تخشى الزواج من عديم المسؤولية الذي يضطرها للعمل هنا وللتوظيف هناك وسيادته نائم في البيت أو مقيم بالمقهى!

لم يتأخر زواجها عبثا، لكنها تخشى الزواج من رجل بارد لا يحتضن يدها وهما يعبران الطريق .. تخشى الزواج من رجل يتغذى على صنف حواء يحب الطويلة ويتغزل بالقصيرة تغريه بيضاء الملامح وتعجبه سوداء البشرة، له في كل منتدى نسائي صفحة أو أكثر!

لم يتأخر زواجها عبثًا، هي تخشى الزواج من رجل يسخر من دموعها لموت بطل روايتها المفضلة، ويضحك من رغبتها بإيواء قطة الشارع المشردة شتاءً .. ويستهزأ برغبتها الجامحة بشراء لباس جديد لأن العيد على الأبواب.

لم يتأخر زواجها عبثًا، هي تخشى الزواج برجل لا يعبأ إلا بحشو معدته بأصناف الطعام ويعجز لسانه عن قول سلمت يداك، رجل يركل طفلهُ عندما لايحصل على معدل ممتاز في مادة “القرآن” لكنه لم يفكر أبدًا بترك هاتفه من يديه لتحفيظه سورة واحدة.

لم يتأخر زواجها عبثًا، هي تخشى الزواج برجل لايعرف من الدين سوى (واهجروهن-واضربوهن) ولم يلتفت يوما لقوله “بعضكم من بعض” ولا قرأ يوما “وجعل بينكم مودة ورحمة”!

لم يتأخر زواجها عبثًا، لكنها تحلم برجل يقرأ لها، يراقصها تحت المطر، يفاجئها بوردة، يغني لها رغم بشاعة صوته، تُريحها ملامحه رغم دمامة منظره، هين إذا قسى، ولين إذا هجر، يتغافل عن الأخطاء ويعفو عن الزلات، ولا يبخل أبدًا بمشاعره.

لم تكن عانس يوما، ولم يتأخر زواجها لأنها ترافق شابا في الخفاء، ليست قبيحة ولا معقدة ولا ترغب بالتحرر .. فقط تخشى الزواج من رجل يستهزأ بضعفها ولا يتقي الله فيها، رجل يضربها أو يطردها أو يبكيها.

بالتأكيد هي فتاة متوازنة، وواثقة لايغريها أي رجل ولا تزلزل مشاعرها أي كلمة معسولة، قد يكون لها طموحها الخاص، ومشروعها الأهم الذي قررت أن تنجزه قبل أن تخوض علاقة مقدسة ك الزواج فتهدِر حقها…

شغف القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق