اقلام حرة

ما هو خيار اسرائيل بعد القصف؟ بقلم: تمارا حداد.

ما هو خيار اسرائيل بعد القصف؟ بقلم: تمارا حداد.

بعد القصف الصاروخي على شمال تل ابيب والذي تم من منطقة رفح ووصل مداه الى نحو 120 كيلو متر، واحدث اصابات ل 7 اسرائيليين وتدمير مبنى وتضرُر سيارتين، بسبب صاروخ الجعبري 80 j وهو صاروخ تمتلكه حماس فقط وفاجأ المؤسسة العسكرية والامنية الاسرائيلية، ولكن بات التفكير الى ما بعد هذا الحدث ما هو خيار اسرائيل بعد القصف؟ اسرائيل حاليا تنشغل تماماً بالانتخابات الاسرائيلية في التاسع من نيسان المقبل لن تجرؤ على تقديم خيار الحرب في هذه الفترة،

لان هذا الخيار سيتم فتح ثلاث جبهات ضدها من الشمال وبالتحديد بعد اعلان خيار ضم الجولان الى اسرائيل ومن جنوب لبنان ايضا، وجبهة من الشرق وهي الضفة الغربية بوجود العمليات الفردية غير المنظمة عسكرياً او تنظيمياً، ومن جنوب القطاع بسبب القسام والجهاد الاسلامي والتنظيمات الاخرى لن تقبل الا بالرد اذا حدثت حرباً شاملة على القطاع. كما ان اسرائيل غير معنية في تصعيد المعركة وستُحافظ على المستوى من الضربات بالطيران دون ان تذهب باتجاه معركة برية.

التصعيد الاسرائيلي مرتبط بعملية التصعيد من قبل الفصائل في عمليات القصف وتكبد اسرائيل خسائر بشرية لا تحتملها، ولكن بعد اشارة غرفة العمليات المشتركة الى انه رغم اخذ كل الاحتياطات بسبب البرق تم خروج صاروخ باتجاه العدو وسقوطه في هشارون، ولكن اذا تم الرد من قبل العدو فانهم سيتصدوا لذلك، يؤكد ان التنظيمات في غزة غير معنية ايضا بحرب شاملة لعدة اسباب:-

• حماس لن تذهب بعيدا في المعركة وستحافظ على ردود فعلها في محيط غلاف غزة، فهي غير جاهزة لتحمل تبعات معركة مفتوحة مع اسرائيل ليس خوفا بل لاستراتيجية مستقبلية تعمل بها، فحماس الاقدر حاليا في القطاع على ضبط الامور وبالتحديد للجماعات السلفية.

• حماس ستلعب دورا مثل ادوار دول الاقليم وباتت حماس تنظر الى مصلحتها باستخدام حجة المقاومة لان تتنازل اسرائيل ومن ثم فك الحصار وابقاء الحكم الحمساوي في القطاع واعطاء تسهيلات اقتصادية ومشاريع. خيار اسرائيل الان هو العودة الى الاغتيالات وهي طريقة انتهجتها عند الاوقات التي تراها يصعب عليها دخول حرب شاملة، ليس خوفا ولكن ضمن معايير امنية تراها غير مناسبة لدخول حرب، فلن تدخل حرب تخسر بها جنودا او عتادا وبالتحديد بعد نجاحات نتينياهو بارساء سلام اقليمي اقتصادي بين الدول العربية والخليجية. الخاسر الاكبر:- ما بعد الاحداث التي حصلت للقطاع من مسيرات وحراك بدنا نعيش وغيرها من الامور ورؤية اسرائيل الابقاء على الانقسام لعدم ارساء دولة مترابطة الاطراف وهذا صعب بعد تزايد المستوطنات بشكل كبير، سيكون واقع سياسي جديد الطرف الاضعف به الرسمية الفلسطينية “السلطة” والتي خسرت فرصة الحضور السياسي والمالي وبالتالي ستكون السلطة خارج الحسابات السياسية في غزة. الدور المصري:-

حول الدور المصري، المصريون عملوا لفترة طويلة على خلق شقاق بين حماس في غزة وتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، رأوا مؤخرا مباركة في عملهم، مما سمح لهم بالنظر إلى حماس في غزة بأقل كرهاً، واليوم هم أيضا على استعداد للمشاركة في مساعدة قطاع غزة. الدور القطري:-

ستسعى بكل ما وسعها لايقاف حرب شاملة فهي ايضا لا تريد القضاء على حماس لان ما بعد حماس فتح وليس فتح السلطة ولكن فتح الدحلان، ولن تقبل قطر بتعزيز نفوذ الامارات على حساب النفوذ القطري في القطاع. خلاصة:-

المواجهة المسلحة بالقصف المتبادل بين القطاع وإسرائيل انطلاقا من الأراضي الفلسطينية سيجلب مواجهة مسلحة لدول اكبر ايران وتركيا ليس من اجل فلسطين ودخول حرب مع اسرائيل بل لاستخدام القضية الفلسطينية كتوظيف سياسي لخدمة مصالحهما في المنطقة العربية وبالتالي لن يكون التصعيد أكثر من تصعيد مدروس ومحسوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق