اقلام حرة

قيل عنه مهرج؟ / فاطمة كمون تونس 🇹🇳

نظر في المرآة طويلا وبكى ،لم يجد نفسه ولم يعرف من يكون ، نصفه يبكي ونصف آخر مطالب بالإضحاك . يحمل احزانه وأحزان غيره في حقيبة يتركها على الدرج قبل الصعود على المسرح، صارت ملامحه مجرد لعبة وجوده مرتهن بضحكات الأطفال وعيونهم البريئة .لعن اليوم الذي ارتدى فيه القناع واللباس المجمّع من بقايا المصانع ، لعن اللحظة التي صعد الركح وقفز بحركات بهلوانية .ومن يومها صار مهرجا ذو نصف مفقود، كئيبا تحت غطاء مطلي يبتسم ..زمن عرضه وواقعه خلاصة الحياة، تصفيق هتافات واقنعة تتغير في كل عرض حتى وان كانت الصورة حزينة فلابد ان تضحك .سوق نفاق اجتماعي بطله يعي زمن اللعبة ويعلم أنه فواصل العرض… مجبوراً مقهوراً في كثير من الأوقات لا يهم .
الغاية ان يعجب الناس ويدخل السرور إليهم، ويكسب قوته ومن يعول ، وليس بالضرورة أن يكون مستمتعا بما يقدمه .
اراداته مقيدة بما يريده الآخرون ، غريب في مساحته لا يمكنه أن يصدع بألمه ان كان كذلك ولهذا يتمزق احيانا …
حين كبرنا فهمنا لماذا كانت عروضه صامتة … الصمت عنده دائما ابلغ من الكلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق