المنصة الدولية زووممنظمة همسة سماءنشاطات

المنصة الدولية همسة نت تكرم الشاعر الفلسطيني كامل النورسي

منظمة همسة سماء الثقافة الدولية ومؤسسة دولي نت نت

مما قاله الشاعر النورسي في احد اللقاءات  الفلسطيني يتحدث عن وجعه نكبته آلامه وحزنه

بالنسبة للاجئ الشاعر كامل حسين أبو سليم الشهير بـ”كامل النورسي”، فإن مرور 72 عاما على النكبة لا يعني شيئا أمام حق مستحق يجب أن يتحقق يوما بعودة اللاجئين.

وتلتهب مشاعر النورسي وهو يحاكي واقع النكبة شعرا ونثرا، فهو ما زال يعتز بقرية نورس التي ينحدر منها، ويعتبرها أجمل بقاع الأرض، وينظم الشعر بها غزلا وحبا بأرض كان والده يملك مساحات واسعة من أراضيها.

ويحمل النورسي، قناعة بأن الأبناء والأحفاد يجب أن يتعلموا طقوس “النورسيين”، لأنهم أبناء نورس التي سيعودون إليها، وعليهم أن يحفظوا كامل تفاصيل الحياة فيها، فهي المكان الطبيعي الذي يجب أن يكونوا فيه.

تقع قرية نورس التي تعتبر في قضاء جنين التاريخية قبل النكبة، ويحدها من الغرب سهل مرج بن عامر ومن الشرق عين جالوت، وتقع في حضن جبل، أكسبها موقعا حصينا صعّب على العصابات الصهيونية اقتحامها.

ووفق ما يقوله النورسي، فإن بلدته التي كان يسكنها نحو 550 نسمة، سميت بهذا نسبة إلى أعداد طيور النورس الكبيرة التي كانت تهاجر إليها، وكانت غنية بزراعة “القمح النورسي”.

وبتابع: كانت في “نورس”، عين ماء شهيرة اسمها “عين نورس”، وهي من كبريات العيون المائية في فلسطين، وكان الأهالي يحضرون الماء على الدواب بالقرب الجلدية أو النساء بجرار الفخار، وكانت بيوت القرية من الطين، ومنظمة بشكل هندسي متقن.

ويتغنى الشاعر النورسي بوصف الحياة في قريته بقوله: “حياتها كانت تمتاز بالبساطة وبحبوحة العيش وراحة البال، فالرجل كان يعمل جنبا إلى جنب مع المرأة على قدم وساق في فلاحة الأرض من بذر البذور وتعشيب وتنظيف الأرض وجني المحصول في جو من التعاون والألفة والمحبة بين الجميع”.
ويفتخر النورسي بتاريخ عائلته الكفاحي قبل النكبة، فقال: “جدي علي سليم استشهد على يد الجيش الإنجليزي العام 1914 خلال الحرب العالمية الأولى، وكان يمتلك ثلاثة أرباع أراضي نورس، وورثها والدي عنه، وكان أعمامي يزرعونها ويفلحونها”.

وأضاف: “والدي عمل مع الشيخ عز الدين القسام رحمه الله، وكان يذهب إلى مصر ويهرب السلاح للقسام لدعمه في الجهاد في فلسطين”.

ولسقوط القرية بأيدي العصابات الصهيونية، حكاية أخرى يقصها النورسي، الذي يحمل قناعة بأن ثوارها طعنوا من الظهر، بعدما سقطت كل البلدان والقرى المحيطة بهم، وتمكنوا من صد خمس هجمات لعصابات “الهاغاناه”.

ولم يعرف كثيرون كيف سقطت نورس، بمن فيهم النورسي الذي هو على قناعة تامة بأنه تم تسليمها مع كامل منطقة المثلث، مع العلم أن الثوار كانوا مجتمعين إلى جانب الجيش العراقي الذي انسحب فجأة.

ولفت، إلى أن “جيش الإنقاذ” والعراقيين جمعوا السلاح من أهل القرية بذريعة أن القوات العربية ستحميهم، ومن ثم انسحبوا، وقال: “كان شقيقي خليل يقول لي إنه يرى المرارة والحسرة على وجه القائد العراقي محمود شيت خطاب رحمه الله في تلك الفترة”.

وبعد سقوط نورس توجه والد الشاعر النورسي إلى قرية جلبون شرق جنين لأشهر، ومن ثم انتقل إلى بيت صديقه “أبو رياض” مختار قرية كفر ذان في حينه غرب جنين، وسكن هناك لغاية العام 1952، وبعدها انتقل للعيش في مخيم جنين.

وبعد مرور 72 عاماً من النكبة، يؤمن النورسي بحتمية عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها، فقال: “أنا متفائل لأنني ألمس بأن الظلام كلما دمس يأتي فجر بازغ ومشرق وأبيض ومتلألئ، وشعبنا لم يتعود النسيان وسيعود بإذن الله”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق