اقلام حرة
حنونة هي القهوة حين تقدّم لنا روحها في سبيل مزاجنا”(أ.د. حنا عيسى)
(أنام مبكراً في كل ليل وأصحو قبل منبلج الصباح.. أحضر قهوتي السمراء فوراً وديك الجار يبدأ بالصياح.. لماذا؟ لأن، فنجان قهوتي اليوم اختلطت فيه الأحاسيس، تارةً يسمو بي لأعانق السماء، وتارةً يأخذني الى مشارف الجنون، وبين هذا وذاك تتأرجح أيامي، وأرتشف قهوتي بمرارها وحلوها، وتسير الأيام نحو مستقبل مجهول.. لأن، أعظم ما في القهوة التوقيت، أن تجدها في يدك فور تتمناها، فمن أجمل أناقات العيش تلك اللحظة التي يتحول فيها ترف صغير إلى ضرورة.. فالمرأة التي يتحسن مزاجها من: كتاب، قصيدة، أغنية أو كوب قهوة.. لن ينتصر عليها أحد حتى الحياة تخسر أمامها. إذن، لا أحتاج شيئاً خارقاً، فقط قهوة معك وبعض الراحة لأقول لك الرماد الذي في داخلي.. فحريتي أن أشرب فنجان قهوتي متى ما أريد. حين أغلي قهوتي ما بعد منتصفِ الليل، أعرفُ أن الوقت يشير إلى أنني بخير. نعم، وحدهم من يرون إخلاصهم في القهوة، يفهمون أنها ليست إدماناً أو عادة. من آداب شرب القهوة استنشاق رائحتها، وتركها تداعب خلايا رأسك. القهوة لمن يعرفها مثلي هي أن تصنعها بنفسك، لا أن تأتيك على طبق، لأنّ حامل الطبق هو حامل الكلام، والقهوة رفيقة السكون).