ثقافه وفكر حر

قصة شخصية من وطني البرفيسور كريم عزب قرية عارة المثلث برفيسور في الطب والهندسة

هو واحد من العلماء والباحثين البارزين في العالم، نشأ في قرية فلسطينية صغيرة داخل مناطق 1948 لأسرة فلاحة عاشقة للعلم والثقافة، وبأجنحتها انطلق وحلق للعالم الكبير، غير أن ما يميزه أنه رسام وشاعر وعازف ومغن، علاوة على كونه باحثا مرموقا ومحاضرا في كليتي الطب والصيدلة والهندسة في جامعة أمريكية. ورغم البعد الكبير فهو مسكون في فلسطين وقضيتها ومتابع لشؤونها ولتطوراتها كما تدلل كتاباته.
في حديث هاتفي عبر المحيط مع «القدس العربي» يروي كريم عزب (47 عاما) الباحث المحاضر في جامعة واشنطن في سانت لويس اليوم أنه ولد في بلدة عارة داخل 48 عام 1977 في عائلة مباركة الأبناء، والده علي عزب مزارع فلاح أنهى تعليمه في المدرسة الابتدائية لكنه ذواق للموسيقى وورث عنه حب الموسيقى كما يؤكد معتدا. أما والدته حسنية اغبارية رحمة الله عليها فهي ربة بيت أنهت تعليمها الابتدائي فقط لكنها كانت مثقفة وشغوفة بالمطالعة والسياسة. ويستذكرها كريم باعتزاز أيضا ويقول إنها قرأت أكثر منه بأضعاف، بل كانت موسوعة في الشعر وورث عنها محبته للشعر قراءة وحفظا وكتابة.
ولكريم أربعة أشقاء : عبد الناصر، بروفيسور في الدوائيات (فرمكولوجيا) في كلية التمريض في جامعة بئر السبع، عبد المنعم يعمل في مصنع تركيب للحافلات وهو عازف عود وأورغ وإيقاع وهو من اشترى لكريم أول آلة عزف عليها وهي الأورغ، أما عبد الباسط فهو مهندس كهرباء ومقاول، وعبد اللطيف دكتور في الكيمياء ومعلم وباحث وناشط سياسي. ولكريم ثلاث شقيقات:هدى، محاسبة وتدير مكتب حسابات زوجها محمد أبو مخ في مدينة باقة الغربية وفاطمة،خبيرة تجميل، ورجاء، ممرضة وناشطة اجتماعية متزوجة من الدكتور كمال قاسم من قرية المقيبلة.
تعلم كريم عزب المرحلة الابتدائية في قريته عارة وما لبث أن أنهى المرحلة الثانوية في الكلية الأورثوذوكسية في حيفا وهو مدين لهذه المدرسة بالكثير وليس فقط بالمجال الأكاديمي.


الجامعة
وفي2007 أنهى كريم عزب الدكتوراه في الجامعة العبرية في القدس في مجال علم الصيدلانيات الذي يعنى بكيفية إيصال الدواء للموضع الصحيح في الجسم وهذا موضوع من أهم اختصاصات الصيدلية التي درسها في اللقب الأول علاوة على الكيمياء الدوائية للقب الثاني. وسافر عزب في 2007 للولايات المتحدة واستكمل دراسة البوست دكتوراه (ما بعد الدكتوراه) بين عامي 2007 ـ 2012 في جامعة هارفارد واختص في بيولوجيا السرطان. وتمتاز أبحاث عزب في بعدها التطبيقي فهو يشرف على مختبر علمي من جملة مجالات أبحاثه علاج السرطان عن طريق جهاز المناعة، موضحا أن هذا هو نوع من العلاج البيولوجي يتم عن طريق تحفيز جهاز المناعة لقتل خلايا السرطان داخليا ليكون ذلك بديلا عن أو إضافة للعلاج التقليدي بالإشعاعات والكيميائي.
وعن ذلك يضيف «نشخّص الخلايا المصابة بالسرطان و«نلقّن» خلايا المناعة من خلال هندستها جينيا كيفية التعرف على خلايا السرطان وقتلها أو أكلها».
كما يختص عزب بالطب الشخصي الذي يعني رصد الحالة الخاصة لكل مريض والملائمة لكل شخص ما يناسبه من علاج وبأي مقدار لأن لكل مريض الصفات الوراثية والبيئة الخاصة به وبالتالي فإن تجاوب الخلايا عنده مع العلاج مختلف عن شخص آخر.

فريق العمل
ويشمل طاقم البحث في مختبر البروفيسور كريم عزب 12 باحثا بعضهم أطباء وبعضهم طلاب دكتوراه أو بوست دكتوراه وطلاب ماجستير وكذلك طلاب لقب أول. موضحا أن فريق البحث يضمّ علماء وباحثين من شتى بقاع العالم ومنهم عرب من مختلف المجالات مثل البيولوجيا، الكيمياء، الطب، الصيدلة، والهندسة الطبية. كما يوضح أن العلاج يحتاج لمجهود بشتى المجالات وليس فقط الطب. ويقول إنه مبدئيا ينتمي أكاديميا لكلية الطب لكنه منتم أيضا لكلية الهندسة تحديدا الهندسة الطبية، من مهامها تصميم الأدوات الطبية وتطوير طرق علاجية جديدة ـ هندسية غير بيولوجية. لمزيد من التوضيح العملي يضيف «تأتي ماكنات التصوير على سبيل المثال من الهندسة الطبية بفضل مهندسين مع خلفية طبية. وفي قسم علاج السرطان بالأشعة فإن من يقوم بإعطاء جرعة العلاج الإشعاعي هم مهندسون وفيزيائيون نوويون بجانب الأطباء.
والبروفيسور كريم عزب متزوج من سيدة كانت طالبة في مختبره أثناء الدكتوراه في الجامعة العبرية في القدس عندما كانت طالبة صيدلة سنة أولى بعدما توسم بها بروفيسور الكيمياء الذي كان مرشدها في الدكتوراه خيرا فدعاها للعمل معه في المختبر. وعن تلك البداية يقول عزب مبتسما «أوصى عليها أستاذ الكيمياء وقال لي: وجدت كريما ثانيا في كلية الصيدلة لكنه فتاة».

الموسيقى:
ورث كريم عزب حبّ الموسيقى عن أبيه سماعا وثقافة لكنه لم يكن عازفا فبدأ مشواره مع العزف وهو صبي في الثالثة عشرة من عمره. وعن بدايات هذا العالم الجميل يقول كريم «حين اشترى لي أخي عبد المنعم آلة الأورغ عزفت عليها ما يقارب خمس سنوات وعزفت بعدها على الغيتار ما يقارب سنتين. لكن الذي أخذني وملك قلبي هو العود ملك الآلات الشرقية حيث بدأت بعزف العود في بداية فترة الجامعة في مدينة القدس وبعد الانتقال لأمريكا بدأت أيضا بالعزف على الكمان والناي والايقاع».
أبرزها حفلات دورية في جامعة تافتس بشكل مرتين بالسنة وفي حفلات خيرية لدعم مؤسسات فلسطينية في أمريكا أخرها كان حفل خيري لدعم جمعية إغاثة الأطفال الفلسطينيين في مدينة أتلانتا» وكان لي الشرف أنه تم جمع ما يزيد عن 400000 دولار خلال هذا الحفل

المصدر : Mahmoud Sharafy الصفحة الرسمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق