مقالات

حرق المساجد سياسة العصابات الصهيونية التي لم تتغير. بقلم :تمارا حداد

.
منذ عام 1948 ومسلسل الاعتداءات الصهيونية على المنشآت الدينية والتراثية والثقافية لم تنقطع، فإسرائيل منذ حملتها الصهيونية تنتهك هذه المنابر الشامخة التي تصدع نورا فبعض المساجد دمرتها وبعضها حرقتها وبعضها حولتها لكنس يهودي ومنها تحول إلى بيوت، فمنذ نشأة دولة الاحتلال دعمت وساندت حملات حرق المساجد والمقدسات فهي الراعية لهذه الحملات فممارستهم تنم عن الحقد الدفين والحسد القائم والخطط المبيتة من اجل سيطرتها على جميع الأراضي الفلسطينية، لم تكتفي لحرقها المسجد الأقصى بل شملت هذه الهجمة على جميع المساجد في الضفة الغربية منها مسجد الزنغرية في الجليل الأعلى ومسجد بورقين ومسجد في شارع شطراوس في القدس ومسجد برقة برام الله ومسجد قرية جبع جنوب شرق رام الله وعدة مساجد في غزة ومسجد أم الفحم ومسجد عقربة جنوب نابلس إلى إن تم حرق المسجد الغربي لقرية المغير شرق رام الله وتدمير 1200 مسجد، واليوم تم حرق مسجد الاحسان والبر في مدينة البيرة.
لو نظرنا من منظور قانوني دولي نلاحظ إن الأماكن الدينية تخضع وقت الحرب والسلم وفق قواعد عامة من الإعلانات والمواثيق الدولية فالمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أكدت على حق الفرد بإعطائه كامل حريته في إقامة الشعائر الدينية سواء فردا أو جماعة.
وهناك معاهدات أبرمت أوائل القرن العشرين للاهتمام بالمنشآت الدينية والآثار التاريخية، فالمادة 27 من اتفاقية لاهاي عام 1975 انه في حالة الحصار والضرب بالقنابل يجب اتخاذ كل الوسائل بعدم المساس بالمباني المعدة للعبادة والفنون والعلوم والأعمال الخيرية إلا إذا استخدمت لأغراض عسكرية ولكن الاحتلال يحرقها ليس لوجود أغراض عسكرية بل لصراعها مع الشعب الفلسطيني على هذه الأرض، وبعد فترة من الزمن أعيد صياغة اتفاقية جنيف عام 1949 أقرت المادة 53 على خطر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة لاماكن العبادة وقت النزاع المسلح، حتى محكمة نورمبرج اعتبرت إن ما يفرضه الاحتلال على أماكن العبادة يشكل جريمة دولية والتي عليها احترام الحقوق العقائدية الدينية وعدم التعرض لها بالتدمير والسلب والنهب والتخريب وحرق المصاحف. وفي منظمة اليونسكو أصدرت كثيرا من القرارات المهتمة بالأماكن الدينية والثقافية والتاريخية فأين توصياتها وقيمها الأدبية والحقوقية في ظل انتهاك الاحتلال للمساجد.
إن حرق المساجد هي عمليات فحص وجس النبض للربيع العربي، ماذا لو أن مسلما حرق كنيسا يهوديا أو احرقوا توراتهم أو تلمودهم ردا على جرائمهم؟ عملية الحرق دلالة واقعية ان القادم اصعب وهي إرسال رسالة ان هذه الأرض لن يتركوها مهما كلف الثمن، والحلقة الاضعف هو الجانب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق