يحتوي الذباب على ما يقارب خمسماية “500” خلية شمية في قرون استشعارها “NEURONES RECEPTEURES OLFACTIFS” “N.R.O”
وهذه ال “N.R.O” مستقبلة للشّم. ويمكنها اكتشاف الروائح من مسافات بعيدة جداً تصل إلى أكثر من ستة كيلومترات مثلاً.
← واستطراداً كلب مثل لابرادور “CHIEN LABRADOR” يمتلك ما يصل إلى “225” مليون خليّة شمّية. بأن يتتبّع الرائحة ويبحث عنها. بفضل اتجاه فتحات أنفه المتحركة.
← ويمتلك الإنسان ما يقارب من عشرة إلى عشرين مليون خلية عصبية مستقبلة للشم. (لكن مصادر أخرى تشير إلى أن الإنسان عنده حوالي خمسين مليون خلية شمّية؟!!).
← الأرنب يمتلك من خمسين إلى مئة مليونمُستقبل على الغشاء المخاطي الشمّي.
← تمتلك القوارض مثل الفئران عدداً كبيراً من المستقبلات الشمّية حوالى ألف مستقبل مما يساهم في حاسة الشم المتطورة للغاية لديها.
← وماذا عن الخلايا الشمّية عند الطيور؟!.. بحسب الدراسات تشير إلى أنه لا يوجد عدد ثابت للخلايا الشمّية عند الطيور، إذ يختلف هذا العدد من نوع لآخر.
← تعمدت وقصداً أن أستعرض أنواع الخلايا الشمّية لهذه الكائنات الحيوانية والبشرية لأشير إلى الذباب وهي أصغرهم حجماً كشفت عام 1235 ميلادي جريمة قتل في الصين حيث طُعن أحد القرويين حينها “بمنجل”“FAUCILLE” وتوفي الضحية على الفور. والسلطات المحلية (البلدية..) أكدت أن جروح الضحية ناتجة عن طعنه بالمنجل؟ ودفعتهم بالشك إلى أن زميل للضحية هو الجاني. وعلى هذه القرينة الحسيّة والمشكوك فيها. شجعت القاضي “سونغ تسي” ويُطلق عليه أحياناً “سونغ تزو” وكان قاضياً، ومفكراً وعبقرياً في تحليل الأدلة الجنائية وكتب عام 1247 كتاب “غسل الأخطاء” والذي يُعدّ واحد من المراجع المهمة للقضاة والمحققين ولاحقاً الأطباء الشرعيين، حول علم الجرائم ومسرح الجريمة.. لكي يتمكنوا من التقيّم والفحص والتدقيق كما يجب وبخبرة وبموضوعية في مسرح الجريمة “SCENE de CRIME” وبشكل فعال وواضح ومنتج. وأصبح هذا الكتاب والموسوعة أقدم كتاب مسجل للتشخيص ويستخدم في علم الحشرات الشرعي للأمور والأدلة القضائية.
← وكذلك يسرد القاضي “سونغ تسي” في كتابه الموسوعة كيفية فحص الجثة قبل وبعد الدفن وأمور أخرى.. لم أذكرها اختصاراً مني في المقالة.
← نرجع إلى موت القروي في الصين حيث أمر حينها القاضي “سونغ تسي” القرويين بالتجمع في ساحة المدينة مؤقتاً.. وتسليم مناجلهم؟! وبالفعل فكان له ما أراد. فالذباب حطّ على منجل أحدهم يعني صاحب هذا المنجل هو القاتل.
← وتطور لاحقاً علم الذباب والحشرات الطبي الشرعي.
← عام 1668 الطبيب الإيطالي “فرانشيسكو ريلاي” دحض نظرية التولد التلقائي للحشرات والذباب.
← عام 1850 العالم الفرنسي “TARDIEU” توسع في علم الحشرات والذباب التي تظهر على الجثث.
← عام 1894 الطبيب البيطري الفرنسي “JEAN PIERRE MAGNIN” (جان بيار ميجنن) برهن وجود نماذج متسلسلة من الحشرات والذّباب “8ESCOUADES“ تحط وتستوطن على الجثث وبفترات زمنية مختلفة، حتى تتحوّل إلى هياكل عظمية. والذي نشر كتابه “LA FAUNE de CADAVRES” عام 1894.
← 1947 بدأ علم الحشرات والذباب يتطور وينتشر تدريجياً على يد العالم البلجيكي ومؤسس علم الحشرات الحديث “LECLERQ” من جامعة لياج “LIEGE” وقد ساهم عمله في حلّ أول قضية جنائية “عام 1947”. وقد انتشر عمله، علم الحشرات في الطب الشرعي عام 1978 على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمركية، حيث أصبح هذا التخصص الجديد مستخدماً على نطاق واسع في ثمانينيات القرن الماضي عام 1980.
← وجهت فرنسا دعوة رسمية إلى “LECLERQ” للعمل كمستشار وخبير دولي لدى الدرك الوطني الفرنسي ولإنشاء قسم مستقل في علم الحشرات داخل معهد البحوث الجنائية للدرك الوطني في “ROUSNY SOUS BOIS” (روسني سُو بُوا)
← وحالياً في فرنسا يوجد مركزين للتشخيص والتقنيات في علم الحشرات: الأول في باريس عند الشرطة العلمية “POLICE SCIENTIFIQUE” والثاني في معهد الطب الشرعي “I.M.L” في مدينة “ليل” “LILLE” عند البروفسور “GOSSET“ وأنا شخصياً زرت المركزين وعملت فيهم دورة في علم الحشرات والذباب في الطب الشرعي “ENTOMOLOGIE MEDICO-LEGALE“.
← وللتذكير ومن باب ذكّر إن نفعت الذكرى، الطبيب الألماني “هيرمان رانيهارد” كان قد أجرى أول دراسة منهجية وموثقة ووازنة ودقيقة في علم الحشرات الجنائي.
← في أميركا يعتبر “برنارد غرينبرغ” من جامعة ألينّوي في “شيكاغو” رائد علم الحشرات الجنائي.
← ولا بد من الإشارة إلى أنه وبعد دقائق من موت الإنسان تحدث تفاعلات التحلّل الذاتي. وهي تغيرات تخميرية تُلاحظ من دون تدخل البكتيريا أو العوامل الغريبة عنه، والتي تطلق خلال هذه التفاعلات الكيميائية المعقدة روائح مميزة لا تدركها حاسة الشم البشرية بالضرورة.
← مما يجذب ويستقطب ويُحفّز جذب الحشرات والذباب والتي تستطيع بيض في الفتحات الطبيعية للجثة كالعين، الأنف، الأذن، الفم (الشفاه) المخرج، المهبل وداخل الجروح. وفي طيات الملابس وبمفصل المفاصل. في الزند مثلاً و.. “PLI de FLEXION“.
← وقبل التوسع في أسماء وأشكال الذباب واليرقات وعددها ثمانية “ESCOUADES“. أشير وهذا مهم جداً جداً إلى أن الذباب واليرقات يعطونا فكرة ويُحدّدوا عن تاريخ وفاة الجثة، وتحديد إذا ما كانت الجثة قد تمّ نقلها من مكان جغرافي “X” إلى مكان آخر “Y“، ويوجد اختصاص دقيق وحساس وعلمي اسمه “ENTOMOTOXICOLOGY – DRUG – INTERACTION” إذ يمكن للحشرات والذباب الذين يتغذوا على الجسم أن يتابعوا الأدوية الموجودة في نظام المتوفي. ومن ثم الكشف عن هذه الأدوية في أجسام الذباب والحشرات التي حطّت وتغذّت من الجثة. وهذا يعطينا فكرة واضحة جداً ويُؤسس عليها عن المواد والأدوية التي كان المتوفي يتناولها.
(A) ما هي معايير أخذ العينات من الحشرات والذباب على أنواعها
(1) المكان الوصف: 1- الهواء الطلق.
2- المنازل.
3- مناطق مجاورة ومتاخمة.
4- حرارة الأرض وحرارة المكان.
(2) بالنسبة للجثة: -1- هل كانت على سطح الأرض.
–2- هل فيها نباتات “VEGETATION“.
-3- هل كانت مدفونة.
-4- طبيعة الأرض.
-5- العمق (قبر واحد لجثة؟ أو مقابر جماعية لجثث؟؟).
-6- جثة عارية (أو جثث عارية).
-7- هل على الجثث ملابس؟!!.
(3) بالنسبة للحشرات والذباب واليرقات وسواها:
-1- العينات من هذه النماذج هل أخذت مباشرة من الجثة؟!
-2- أو أخذت من تحت الجثة؟!..
-3- أو في حالات تشريح الجثث “AUTOPSIE“.
← في بداية تشريح الجثث وللتذكير وتكراراً تؤخذ العيّنات من الفتحات الطبيعية للجثة (العيون، الأنف، الفم، الأذن، المخرج، المهبل). وإذا كان يتواجد جروح على الجثة فاليرقات والذباب تبيض بداخل الفتحات الطبيعية للجثة التي ذكرتها، وداخل الجروح، وفي داخل طيّات الملابس، والمفاصل وهكذا.. وأيضاً منطقة العجان “PERINEE” وهي المساحة الممتدة من المخرج حتى الأعضاء التناسلية عند الرجل والمرأة، الطفل، وكذلك على بقع الدم المتجمّدة. ويجب أخذ العيّنات كمّاً ونوعّاً.
← علماً أن مرحلة اليرقات يكونوا بمثابة “INDICATEURS” “مؤشّر” محدّد. ويجب تثبيتهم لحظة إجراء التحقيق الطبي الشرعي في علم الحشرات والذباب “EXPERTISE ENTOMOLOGIQUE MEDICO LEGALE” وتوضع داخل مياه مغلية لتحاشي ال”MELANISATION” وإذا كانت جثة في المنزل وأماكن أخرى يجب أن لا يغيب عن بالنا أبداً أن نبحث عن اليرقات وأخواتها تحت الموكيت، والسجاد، والأغطية و.. وأماكن أخرى تهجر إليها.. (بالوعة المطبخ، المغسلة، الحمام و..).
(4) يجب أخذ العيّنات من كل نموذج:
I ! بالنسبة لليرقات “LARVES“.
a. نضع العيّنات في الكحول ALCOOL بدرجة 70.
b. وفي وسط معين ويكونوا أحياء مع طعام لهم مناسب.
c. ونقفل مكان حفظهم بالحاويات “POT” مثلاً بقطن مندوف “OUATE” أو غيره شرط أن يدخلهم الهواء.
II ! بالنسبة للحشرات البالغة:
a) العيّنات تؤخذ جافة ونضعهم في الكحول 70 درجة.
b) يجب أن لا نضع يرقات وحشرات بالغين في نفس حاوية العيّنات.
c) يجب أن لا نجمع في نفس حاوية العيّنات حشرات بالغة وهي على قيد الحياة لديهم نفس المظهر والشكل الخارجي “MORPHOLOGIE“.
III ! ويجب تسجيل:
) 1) حركات الهواء.
)2) درجة الحرارة.
)3) البيئة والطقس.
)4) الرطوبة.
)5) كثافة البخار.
)6) اليرقات والحشرات و… وهل العينات أخذت في أي فصل ؟! ربيع؟! صيف؟! خريف؟! شتاء؟ ولا ننسى درجة الحرارة والبرودة وأخواتها.
)7) وعوامل مناخية أخرى بما فيها طبيعة الأرض حيث تتواجد الجثة أو الجثث وهل هي كاملة؟! أم مقطّعة.. ويجب غربلة التربة حيث تتواجد الجثث وفي محيطها لأكثر من سبب وسبب وسرّ؟ وأسرار؟!.. وألغاز محيّرة؟!!!!
(8) المعلومات الخاصة بالجثة نضيف على ما ذكرتهم سابقاً، التسلسل الزمني ال”THANATOLOGIQUE” (في علم الأموات) لجهة
1) “LIVIDITE CADAVRIQUE” (كُهبة جثيه)
2) “RIGIDITE CADAVRIQUE” (تيبّس الجثة)
3) “FRIGORIQUE” (درجة حرارة براد الموتى)
4) التحلّل الذاتي “AUTOLYSE“
5) وحالة التحلّل في البداية، أو في وسطها؟ أو عند الانتهاء.
6) قياس معدل “PH” وهذا مهم جداً لكي نحدّد بدقة الجثة ومحتواها في أية مرحلة من الناحية “البيوكيمياء” “BIOCHIMIQUE” لأنه الحشرات والذباب مثل “قُراديّات ACARIENS” وغيرها يعملون وينشطون في وسط “PH” محدّد.
← وللتذكير “PH” الجثة ينخفض بعض الوفاة وعادة “PH” جسم الإنسان العادي حوالي “7,4” (تقريباً قلوي “PH“) وبعد الوفاة يحدث حموضة للجثة. وذلك بسبب إنتاج للحموضة من خلال تفكك الخلايا والأنسجة ما يؤدي ذلك إلى انخفاض في معدل “PH“.
(9) وماذا عن نشاط ووقت المراحل المتطورة للذباب والحشرات
أشير في هذا الخصوص إلى أن مسافة طيران الذباب والوصول إلى الجثث، وأن يضعوا البيض، وفترة الحضانة لها. ونمو مراحل اليرقات وبداية ظهور عذراء الحشرات (طور بين اليرقانة والحشرة الكاملة) “PREPUPAISON” ومرحلة ال”NYMPHOSE” وتفقيص الحشرات والذباب البالغة والتحولات “METAMORPHOSES” يتطلبوا مناخ مناسب، ونظام غذائي لهم المستمد من نوعية الجثث لجهة حجمها، وهل فيها دهون أو ضعيفة، وفصول السنة، وتخمير الجثث “FERMENTATION” والروائح المتنوعة والزنخة التي تخرج وتفوح من الجثث ومعايير أخرى. فقط ألمحت في هذه المقالة إلى بعض المعلومات لإعطاء “نكهة” طبية شرعية عن أهمية علم الحشرات والذباب في الطب الشرعي.
(B) أنتقل إلى أنواع “ESCOUADE” الفرق، المجموعات، الأسراب
(1) المجموعة الأولى “ESCOUADE 1er “:
تصل بعد دقائق وساعات معدودات وتحطّ على الجثة. وأسماءهم هي:
a) “MOUCHES CALLIPHORIDES” ذبابة الزجاجة الزرقاء، أو الذبابة الخضراء أو الذبابة الصفراء.
b) CALLIPHORA VICINA
c) CALLIPHORA VOMITARIA
d) LUCILIA MUSCIDES
e) MUSCA DOMISTICA
f) MUSCA AUTUMNALIS
← لكن العلماء “MALGORN” و”COQUOZ” أشاروا إلى أن أنواع الذباب هذه والمتنوعة يظهرون على الجثة الحديثة والطازجة مع تغيّرات في الفصول والحرارة. فأنهم لاحظوا تواجدهم وحطهم على الجثة في الثلاث أشهر الأولى وهذه نتيجة ملاحظات ومشاهدات العلماء الذين ذكرت أسماءهم (للأمانة العلمية) “MALGORN” و”COQUOZ” عام 1999.
(2) المجموعة الثانية: “2e ESCOUADE“
يحطّوا على الجثة بعد شهر وينجذبوا إلى الجثة بسبب روائحها المتطورة. وأسماء هذه المجموعة من الذباب عالمياً هي:
a. “MOUCHES SARCOPHAGES” “ذباب اللحم”.
b. وأحياناً مع أول CALLIPHORIDES
c. CYNOMYIA MORTUORUM
(3) المجموعة الثالثة “3e ESCOUADE“
أنواع الذباب في هذه المجموعة ينجذبوا من رائحة الدهون الزنخة”GRAISSE RANCE” المنبعثة من الجثة والمدة الزمنية لتواجدهم على الجثة هي من ثلاثة أشهر إلى تسعة أشهر.
(4) المجموعة الرابعة “4e ESCOUADES“
يحطوا ويصلوا إلى الجثة من 3 – 6 أشهر ودراسات أخرى تشير إلى الشهر العاشر. وينجذبوا نتيجة “التخمير البيتريكي” “FERMENTATION BUTYRIQUE” (CASEIQUE).
أسماءهم العلمية والعالمية هي الذباب:
1. “PIOPHILIDES“
2. “MILICHIIDES”
3. “DROSOPHILIDES“
4. “SEPSIDES“
5. “SPHAEROCERIDES“
6. “SYRPHIDES“
7. “ERHYRIDES“
8. “COLEOPTERES CLERIDES CORYNIES“
9. “NECROBIA“
(5) المجموعة الخامسة “5e ESCOUADE“
هذه المجموعة من الذباب تحطّ على الجثة بعد أن يجذبها التخمير الأمونياكي. والتبخر الصديدي (القيحي) المنبعث من الجثث. والفترة الزمنية لذلك بحسب الدراسات العالمية من أربعة أشهر إلى ثمانية أشهر. ودراسات أخرى أنقلها للأمانة العلمية تحطّ على الجثة بعد حوالي عام.
← أسماءهم العالمية:
a “MOUCHES MUSCIDES“
b ذبابة التابوت “(OPHYRA) PHORIDES“
c “THYREOPHORIDES, COLEOPTERES“
d “SILPHIDES COLEOPTERES HISTERIDES“
(6) المجموعة السادسة “6e ESCOUADE“
يظهر نوع من الحشرات الخاصة في هذه المرحلة بعد تفسّخ وتحلّل تدريجي للجثث من الشهر السادس إلى 12 شهر. واسم هذه الحشرة “ACARIENS” (القرّاديات).
(7) المجموعة السابعة “7e ESCOUADE“
تحطّ هذه المجموعات من الذباب والحشرات من سنة إلى ثلاث سنوات، عندما يحصل جفاف (ويباس) كامل للجثث. وأسماءهم العلمية والعالمية في علم الحشرات والذباب الطبي الشرعي:
a. “COLEOPTERES DERMESTIDES ATTAGENUS“
b. “PELLIO DERMESTES MACULATUS“
c. “PAPILLONS TINEIDES TINEOLA“
d. “MONOPIS“
(8) المجموعة الثامنة “8e ESCOUADE“
تحطّ هذه النماذج من الحشرات والذباب على الجثث عندما يحصل جفاف ويباس كامل لكل الجثث والفترة الزمنية هي من ثلاث سنوات وأكثر من ذلك.
← الأسماء العلمية والعالمية هي:
a) “COLEOPTERES PTINIDES PTINUS“
b) “BRUNNEUS TENEBRIONIDES“
c) “TENEEBRIO OBSCURUS“
← تعمّدت أن أسرد وأكتب أسماء الحشرات والذباب واليرقات والخنافس، والعتّ و.. باللغة الأجنبية وترجمة لبعضها إلى اللغة العربية لأشير إلى أن هذه الحشرات والذباب و… يكشفوا أسرار ويفكُّوا رموز وخفايا وألغاز وشيفرات العديد من الحالات في مجال الطب الشرعي وعلم الجريمة وأخواتهم.
← وماذا عن تحديد وقت وزمن الوفاة للجثث ونقل بعضها من مكان جغرافي “” إلى آخر “” لتضليل القضاء والمحققين والأدلة الجنائية ورجال المباحث والأمنيين و…
← وكذلك يفيد علم الذباب والحشرات في الطب الشرعي إلى الكشف عن المقابر الجماعية من زاوية تحديد زمن الوفاة وهذا مهم جداً جداً.
← فمثلاً إحدى التنظيمات الإرهابية اختطفت مطلع آب (2 آب “أغسطس”) عام 2014 (43 عسكريا) لبنانياً (من الجيش وقوى الأمن الداخلي) من بلدة عرسال (شرق لبنان) وبعد مدة من الزمن تمّ الإفراج عن عناصر قوى الأمن الداخلي، وبقّي مصير الجنود وعددهم يتراوح بين ثمانية إلى عشرة جنود. مجهولاً وتبيّن لاحقاً أنهم في جرود عرسال. وباختصار شديد العديد من الوسطاء أغلبهم من دول عربية زاروا لبنان عدة مرات واجتمعوا بالمسؤولين اللبنانيين كلّ ضمن مهامه ومسؤولياته. وأهالي المخطوفين من الجنود تحرّكوا ميدانياً في جغرافيا مختلفة والوسطاء المفاوضين تبدّلوا باستمرار وبقينا بين وعود منهم وطمأنة الجانب اللبناني لأهالي الجنود المخطوفين بأن الأجواء إيجابية بحسب ما نقلوه الوسطاء إلى الجانب اللبناني.. ووعُود تصبّ في المنحى التفاؤلي وبحذر، ووعدونا خيراً؟!!.
← أسئل أنا الدكتور محمد خليل رضا ومن خلال موقعّي العلمي المتواضع جداً جداً.. قلت أسئل وبكل شفافية الدولة اللبنانية هل كانت على علم وبالتفصيل و”ميكروسكوبياً” أيقنت ولمست وتأكدت ومن قنوات دبلوماسية موثوق بها وقراءات وحلّلت لغة حركات الجسد للوسطاء والمفاوضين أن الموضوع في أنّ؟!! والعوض بسلامتكم “طال عمرك”؟! وسلّمك الله خُويا العزيز؟!!.. ومن الأيام ولكي أكون محتاطاً (من الأسابيع الأولى) هل كانوا على علم بنسبة “X” بالمئة بمصير جنودهم؟!. ولم يأتي الوقت المناسب لإظهار ذلك وبدوز “مشلبن” ومعين؟!. لأنه كما يقال بالعامية اللبنانية “الحديدة حامية”؟ وإسقاط أخبار سلبية عن مصير الجنود، كمن يصبّ الزيت والوقود وأخواتها على النار؟!.. “فأغدقوا” وبحبحُوا على أهالي الضحايا عليهم الإعلام والهواء المفتوح لمؤتمراتهم الصحفية الجوالة في ساحة الشهداء في وسط بيروت… وأماكن جغرافية أخرى مساندة لقضيتهم العادلة، والإنسانية والوطنية، والمصيرية و.. وبكافة المقاييس.. وأكثر من ذلك كانوا يحدّدون لأهالي الجنود المختطفين مواعيد مستعجلة للقاء والاجتماع بالمسؤولين اللبنانيين كلّ في منصبه.. حتى أن أحد الوزراء عرض على الجهة الخاطفة مبلغ حرزان من (مئات آلاف الدولارات؟!..) والقصة كبيرة وطويلة وشائكة ومعقدة..
← وخلال هذه المدة من الاعتصامات والاحتجاجات “فقصّ” و”اندسّ” كثير من “” و”” ويُعرفون عن أنفسهم أنهم يحملون هذا اللقب؟ أو ذاك؟!!! ليخشّوا بين الأهالي ويعطوهم ثقتهم وبهذه الطريقة “السارة”؟ والطُعم؟! المدوزن يعرفون ماذا يدور في فلك؟ وعقول؟ ونوايا؟ وتضاريس وأفكار في هذا الاتجاه أو ذلك المتعلق بأهالي الجنود المخطوفين؟! وربما والله أعلم ينقلوا هذه التقارير بالضمة والفتحة” و”زيّ ما هيه” إلى الجهة التي أرسلتهم؟!.. فهل كانوا “مخبرين عاالسكيت؟ وعاالناعم؟! وما حدا بيشك فيهم؟!!.. يا أيها الأساتذة الكرام؟!!”
← إلى أن دخل أحد الأمنيّين اللبنانيين الذي كان ضمن من اجتمع بالوسطاء والشخصيات الأخرى (دينية، سياسية، وغيرها..) قلت دخل صبحية يوم مشؤوم إلى خيمة أهالي المعتصمين ومهّد إلى ذلك ببعض المقدمات.. وأشار إلى أنهم ليسوا على قيد الحياة واستشهدوا.. مع بعض ملاحظاتي الشخصية تحديداً في هذه اللحظات الحرجة والمصيرية.. يجب التمهيد النفسي والنفساني لأهالي الضحايا ولأكثر من سبب وسبب اختصاراً مني في المقالة.
← وفي الأيام التالية تمّ نبش إحدى المقابر الجماعية واستغرقت عملية نبش المقبرة لمدة ست ساعات من قبل جهات متنوعة؟ وهل كان بينهم طبيب شرعي؟! وأخصائي في “علم الأنسنة الطبي الشرعي” “ANTHROPOLOGIE MEDICO-LEGALE” الذي يُحدّد العمر العظمي للجثة وجنس العظام لرجل؟ أو لامرأة؟ وهل العظام هي بشرية أو حيوانية المصدر، ومعايير أخرى في هذا الإطار؟!
← لو الدولة اللبنانية أخذت عيّنات من الذباب واليرقات والحشرات و.. المتواجدين على الجثث، وداخل المقبرة الجماعية، وفي محيطها.. لكان عندنا ممسك: (1) علمي؟ (2) مخبري؟ (3) قانوني؟ (4) طبي شرعي و… عن زمن الوفاة.. ولكي نحطّ على عين المفاوض “X” وزميله “Y” قلت نحطّ على عينهم أن الجنود مستشهدين منذ مدة كبيرة جداً جداً.. وهذا دليلنا الرسمي، والعلمي، والطبي الشرعي.. وهل وأتردّد شخصياً أن أكتبها.. وهل هؤلاء الوسطاء والمفاوضين وغيرهم (وكان بينهم ضمناً رجال دين وشخصيات متنوعة..) “بلفوا” (وعذراً سلفاً؟!!) الدولة اللبنانية؟! وخدعوهم كُلّ ضمن أسلوب معيّن في حلقة توزيع الأدوار؟!!” (الله أعلم؟؟؟؟).
← ما هكذا يتم انتشال الجثث من المقابر الجماعية يوجد معايير في ذلك (كتبت عنها شخصياً أنا العبد الفقير الدكتور محمد خليل رضا..).
← وندخل في التحقيق الطبي الشرعي
“EXPERTISE MEDICO-LEGALE“.
← والتحقيق المضاد الطبي الشرعي
“CONTRE EXPERTISE MEDICO-LEGALE“
← ولفت نظري موضوع آخر خلال عقد مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع “باليرزة” بحضور قائد الجيش حينها وضباط كبار وإعلاميين وغيرهم.. قيل في المؤتمر الصحافي أتمنى أن يكون سمعي جيد حينها.. قالوا تعرفنا على الحمض النوّوي للجنود العسكريين بعد حوالى 14 يوم؟ (أتمنى أن أكون مخطئاً؟!) يعني الجثث كانت: (1) متحللة (2) مهترئة؟ (3) متفحمة (4) مذبوحة؟!!! (5) مقطعة (6) و.. وهذا لغز آخر يضاف إلى المقبرة الجماعية في عرسال (شرق لبنان). وأتذكر جيداً أنا العبد الفقير الدكتور محمد خليل رضا كنت قد أرسلت رسائل إلى:
(1) فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية.
(2) دولة رئيس مجلس النواب
(3) دولة رئيس الحكومة
(4) معالي وزير العدل
(5) معالي وزير الداخلية والبلديات
(6) معالي وزير الدفاع
(7) معالي وزير الإعلام
(8) وسائل الإعلام
(9) سيادة اللواء عباس إبراهيم المحترم (وكان حينها مدير عام الأمن العام)
(10) قائد الجيش
(11) سيادة اللواء مدير عام الأمن الداخلي
(12) وإلى الإعلام
(13) وغيرهم..
← طالباً منهم ليس هكذا يتم نبش المقابر الجماعية، توجد معايير عالمية وألف باء التنقيب اليدوي وباستعمال أدوات صغيرة تماماً كالذي يستخدمها علماء الآثار، وأخذ العيّنات من الجثث للحمض النوّوي D.N.A و.. و..
← فقط الذي جاوبني هو سيادة اللواء عباس إبراهيم حيث اتصل من مكتبه الرائد الموسوي وقال حرفياً إن سيادة اللواء بيسلّم عليكم مش الأمن العام عمل فحص الحمض النوّوي؟!!
← أكرّر حبذا لو كان متواجداً حينها طبيب شرعي قبضاي وعامل مليح ال”DEVOIR” تبعه جيداً لكان كلام آخر؟! وأخذنا العيّنات من الذباب والحشرات واليرقات لتحديد زمن وفاتهم؟ استشهادهم؟ تصفيتهم؟!
← وكانت نتائج فحوصات الحمض النوّوي “D.N.A” تصدر من جانب واحد من الدولة اللبنانية؟ توجد قاعدة في الطب الشرعي وفي مواضيع حساسة ودقيقة جداً جداً ومصيرية للغاية ومفصلية لحالات مشكوك فيها ضمن تضاريسها وأسرارها وقطبها المخفية؟! وألغازها و.. هو أخذ نموذجين من كل عيّنة للحمض النوّوي تحديداً وإرسال النموذج الأول “A“ لإحدى المختبرات داخل البلد “X” والنموذج الثاني “Y” يُرسل إلى إحدى المختبرات في العالم وخارج الدولة “X” لمقارنة النتائج؟!.. وهذا لم ولم وربما لن يحصل لا في المقبرة الجماعية في عرسال (شرق لبنان)؟ ولا في ملفات أخرى ربما وعلى ما يبدو؟!
← أطلب شخصياً أنا الدكتور محمد خليل رضا من الدولة اللبنانية إذا ما طُلب مني في إحدى المؤتمرات الدولية أتكلم عن الطب الشرعي والمقابر الجماعية وكيفية معاينة الجثث والصعوبات و… ونتائج الحمض النوّوي “D.N.A” لأعرضهم في الخارج؟!.. فهل الدولة اللبنانية قادرة على إعطائي نتائج الحمض النوّوي “D.N.A“ للمقبرة الجماعية في عرسال؟! وأكثر من ذلك لو سُئلت خلال المؤتمر الدولي لو عُقد في دولة “F” مسيُو رضا لخّص لنا كيفية انتشال الجثث من المقبرة الجماعية في عرسال أو في مكان آخر؟! وهل أخذتم عيّنات من الذباب والحشرات واليرقات لتحديد وقت الوفاة في إطار “ENTOMOLOGIE MEDICO-LEGALE” ؟! فماذا يكون جوابي؟!.. يا سادة يا كرام؟! وهذه أسئلة روتينية ومنطقية وتُسئل وليست خبيثة؟!.. قولوا لي ماذا أقول لهم؟!! وهذا بحدّ ذاته إحراج لي وللدولة اللبنانية؟؟؟؟
← أم نّردد مع العملاقة والمتألقة والقديرة السيدة فيروز وينّن؟!.. وينّن؟! وينّن؟!.. وبكافة لغات ولهجات العالم؟؟؟؟
← والله أعلم؟!.
← وإذا كان الوسطاء العرب والدولة اللبنانية على علم مسبق بمصير الجنود.. توجد في القرآن الكريم الآية “112” من سورة النساء
“ومن يكتسب خطيئة أو إثماً ثُم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
← وأختم بحكمة للإمام علي ابن ابي طالب “أبا الحسن” عليه السلام:
“فوت الحاجة أفضل من طلبها إلى غير أهلها”
← وبحكمة قيّمة ووازنة ويؤسس عليها للإمام أبا حنيفة النعمان:
“هذا ما عندنا قلناه.. وإن وجدنا أفضل منه قبلنا به”.
الدكتور محمد خليل رضا
(1) أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
(2) أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
(3) أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
(4) أخصائي في “علم الجرائم” “CRIMINOLOGIE“
(5) أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE“
(6) أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE“
(7) أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE“
(8) أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE“
(9) أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE“
(10) أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE“.
(11) أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE“.
(12) أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE“
(13) “أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE“
(14) أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE“.
(15) أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE“
(16) أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE“
(17) مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
(18) مشارك في العديد من المؤتمرات الطبيةالدولية.
(19) كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
(20) رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
(21) حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A“.
(22) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
(23) عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(24) عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE“
(25) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE“
(26) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE“
(27) عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE“
(28) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE“
(29) المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(30) واختصاصات أخرى متنوّعة…
(31) “وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(32) “وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء“آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(33) “علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(34) خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE“
لبنان – بيروت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن البحث العلمي هو حجر الأساس في بناء الأمم وتقدّم المجتمعات، ولا سيّما حين يرتبط بمجالات إنسانية حساسة كعلم الطب الشرعي، حيث تتقاطع المعرفة الطبية مع العدالة. ومن بين فروع هذا العلم، يبرز علم الذباب والحشرات كأداة دقيقة ومذهلة في تحليل ملابسات الوفاة والكشف عن الجرائم، ما يجعله علمًا لا يقل أهمية عن أي تقنية جنائية حديثة.
ومن هذا المنطلق، نتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير للدكتور محمد خليل رضا، لما بذله من جهد علمي وعملي متميّز في إعداد هذا البحث القيّم، الذي لا يعكس فقط عمق خبرته الأكاديمية والميدانية، بل أيضاً التزامه بنقل المعرفة بصدق وموضوعية وجرأة.
لقد كان هذا العمل مصدر إلهام وفائدة، لما يتضمنه من معلومات دقيقة، وتوثيق علمي، وتحليل شامل يعكس روح الباحث الحقيقي، الحريص على خدمة مجتمعه، وعلى ترسيخ أسس العلم في مجالات العدالة والطب الشرعي.
راجين أن يُسهم هذا البحث في إثراء المكتبة العلمية، ورفع الوعي بأهمية هذا الاختصاص الدقيق، وتمكين العاملين في هذا الحقل من أدوات جديدة تقودهم إلى الحقيقة
الدكتورة فاطمة ابووائل اغبارية