نشاطات

رئيس بدون ترخيص!!! (قصة قصيرة)

الطفلتان فرحتان، تلبسان ملابس البحر، وتحمل كل واحده منهما عجل بحر وتنتظران بحماس حتى ينتهيا الوالدين من التحضيرات للرحلة. انهما يحبان البحر كثيرا ويعشقا السباحة. ومن حظهما السيء أن العطلة الصيفية مرت دون أن يذهبا الى أي مكان، بسبب وفاة جدتهما. لكن العائلة قررت أخيرا الذهاب الى البحر قبل أيام قليله من نهاية هذه العطلة.
بعد أن انتهيا من التحضيرات، خرجوا من البيت، وتوجهوا الى السيارة. كل واحد بمكانه المعهود، الأب على المقود والأم الحامل بجانبه أما البنتين ففي المقاعد الخلفية للسيارة. وتبدأ السيارة بالتحرك، وتدخل كالعادة تحت احدى البنايات التي جعلت الشارع ضيق للسيارات في الحي، لأنها ينبت بدون ترخيص، فلا يمكن الخروج من هذا الشارع الصغير دون الدخول تحت هذه البناية، وهذه احدى اسباب اعتراض الأب على هذه البناية الغير قانونية.
وفجأة سمع صوت ارتطام جسم ما بالسيارة. ثم صوت ارتطام قوي آخر وآخر… وصوت صراخ وشتائم!! فادرك الأب سريعا أن صاحب هذه البناية يرجمهم بالحجارة. فابتعد بسيارته عن البناية، قبل أن يخرج منها ويصرخ:
– لو كنت رجل فعلا لقابلتني وحدي وجها لوجه. فما فعلته يدل على مدى جبنك يا عديم الرجولة.
ونظر الى صاحب البناية وزوجته اللذان كانا يشتمانه بأقزع الشتائم، فرآهما يلبسان بلوزة دعائية لاحد المرشحين لانتخابات السلطة المحلية، والذي هو رئيس هذه السلطة من عشرات السنين.
– أشعر ألما في بطني. خذني الى المستشفى.
قالت له زوجته الحامل. أما الطفلتين فقد بكيتا بكاء مرا لخوفهما الكبير، ولضياع آخر فرصة لهما بالاستمتاع بالبحر والسباحة قبل نهاية العطلة الصيفية…..
بعد عدة أيام دهشت العائلة عندما عقد اجتماعا انتخابيا على سطح هذه البناية الغير مرخصة ودعي اليه اهالي الحي، للمرشح الذي كان اسمه مكتوبا على بلوزات من رجمهم بالحجارة ورماهم بالشتائم.
وصفق الجمهور كثيرا للرئيس في نهاية الاجتماع!!!!
(عامر عوده)

مقالات ذات صلة

إغلاق