مكتبة الأدب العربي و العالمي

المراة_العجيبه النصف الاخير

دخل الساحر الى غرفة مظلمة وجعل يقوم بطقوس غريبة لغرض الإتصال بالشياطين فيما انتظرت كل من شيماء وجدتها في غرفة أخرى

وما هي إلا لحظات حتى شعرت الإثنتان برائحة قوية جعلتهما يشعران بالدوخة ثم تفقدان الوعي
وعند منتصف الليل إستيقظت الجدة على نباح الكلاب وهي تلعق وجهها ففزعت ووجدت نفسها مرمية وسط مزبلة المدينة فأصابها من الرعب ما لا يعلم مبلغه إلا الله
فقد تيقنت الجدة أن الساحر قد خدعها لاستدراج حفيدتها شيماء وخطفها فبكت بشدة فأخذت تصرخ صراخا حتى بدأ أن يؤدي بها إلى الجنون فلن ينفعها أي شيء الأن
عند منتصف الليل إستيقظت الجدة من وعيها على نباح الكلاب وهي تلعق وجهها ففزعت ووجدت نفسها مرمية وسط مزبلة المدينة فأصابها من الرعب ما لا يعلم مبلغه إلا الله فقد تيقنت الجدة أن الساحر قد خدعها لاستدراج حفيدتها شيماء وخطفها فبكت بشدة فأخذت تصرخ صراخا كاد أن يؤدي بها إلى الجنون حتى سمعها القاصي والداني وهبوا لنجدتها فأخبرتهم بعنوان بيتها
وهنا جاء إليها زيدون وقال :حماتي ماذا تفعلين هنا لقد بحثنا عليك في كل مكان أين شيماء ؟
لم تدرِ الجدة بما تجيب فقد تيقنت أن الساحر قد خدعها لاستدراج حفيدتها شيماء وخطفها فبكت بشدة وقالت :
لصوص داهمونا فجأة ونحن في طريق العودة الى البيت
قال هل رأيتيهم ؟
قالت لم أتعرف إلا على واحد
أعطت الجدة مواصفات الساحر مدعية أنه لص خاطف ولم تأتي على ذكر زيارتها لمقره بل قالت :أخذونا أولا الى بيت ما حيث خدرونا هناك ثم استيقظت لأجد نفسي في هذه المزبلة
قال واين يقع ذلك البيت ؟
قادتهم الجدة الى بيت الساحر فاقتحموه فلم يعثروا على أحد لقد كان المنزل فارغا فسقطت الجدة أرضاً وأخذت تبكي وتلطم وجهها
عاد زيدون من فوره واتجه الى المرآة العجيبة فوقف أمامها وقال :أريد ابنتي إنها في العاشرة فقط لابد أنها مرعوبة الآن أريد أن أستعيد شيماء فورا
هنا تبدلت صورة زيدون على المرآة لتظهر مكانها صورة شيماء وهي مقيدة في غرفة مظلمة
صاح زيدون مدهوشا على ابنته حتى إنه من جزعه عليها مد يد ليمسكها فإذا به يتفاجئ بحدثٍ عجيب فلقد اخترقت ذراعه سطح المرآة وكأن المرآة معبر الى عالم آخر
استجمع زيدون شجاعته وألقى بنفسه داخل المرآة فإذا به يجد نفسه داخل الغرفة الظلماء جنبا الى جنب مع ابنته
فركض إليها والأرض لا تسعه من الفرحة فحررها من قيدها وقبل رأسها واحتضنها ثم سألها عن حالها فأخبرته بكل ما جرى معها من لحظة اصطحاب جدتها لها وسماعها لترانيم الساحر المخيفة حتى غيابها عن الوعي
غضب زيدون وقال إذن فجدتك هي رأس البلاء وسبب المصائب لقد عرفت أنها كانت تكذب
كانت الغرفة التي فيها الإثنان عبارة عن قبو فيه سلم طويل يؤدي الى باب موصد من الخارج ففكر زيدون بطريقة أخرى للخروج وهنا سمع زيدون صوت رجلين خلف الباب يتحدثان
قال الرجل الأول :لقد نجحت في اختطاف الفتاة إبنة أخيك حسب رغبتك
قال الثاني :أحسنت ولك مني مكافئة عظيمة أرني إياها الآن
ذهل زيدون تماما فلقد تعرف على الصوت الثاني إنه صوت أخيه رحمون لا غير أما الصوت الأول فلابد أنه صوت الساحر
وهنا سمع زيدون صوت مفاتيح تفتح باب الغرفة فسارع الى ارتداء طاقية الإخفاء وانتظر قرب الباب
دخل الساحر يتبعه رحمون فقام زيدون فوراً بدفع الساحر بشدة فاسقطه بعنف على السلالم وكاد أن يدق عنقه لولا أنه تلقى الأرض بساعده فانكسرت ذراعه
إلتفت الساحر مغضبا نحو رحمون وقال صارخا تحاول إغتيالي بعد أن نفذت مطالبك يالك من خسيس جبان حتى أنا لست بهذه الخسة
قال رحمون والدهشة تكاد تعقد لسانه لا أعرف ما الذي حصل ولكني لم ألمسك أقسم على ذلك
صاح الساحر إخرس وتكذب أيضا لا يوجد أحد خلفي سواك سأنتقم منك بكل ما لدي من سحر
أخرج الساحر من جعبته كيس وأخذ ينثر من رماده على رحمون وهو يتمتم بصوت مخيف فصاح رحمون :
كلا لا تفعل لن أدعك تسحرني
ركض رحمون هابطا نحو الساحر وتصارعا معا فاستغل زيدون الوضع وأمسك بيد ابنته وصعدا السلم بسرعة ثم خرجا من المنزل
ولما أصبحا في الشارع خلع زيدون طاقيته وشاهد دوريات من الحرس وهم يجوبون الطرقات بحثا عن الفتاة المخطوفة شيماء فاسرع إليهم زيدون وأخبرهم أنه والد الفتاة وقد عثر عليها مقيدة داخل هذا البيت وأشار إليه
فطوق الحرس البيت وشرعوا بالنداء بعالي الصوت على الخاطفين بتسليم أنفسهم وهنا انفتح باب البيت وخرج منه رحمون وهو يشهر سيفه ويمشي مشية غريبة جدا
ناداه قائد الحرس بضرورة إلقاء سيفه وتسليم نفسه لكن رحمون واصل المشي نحو الحرس وهو يلوح بسيفه دون أن يتكلم أمام ذهول الجميع
طوق الحرس البيت وشرعوا بالنداء بعالي الصوت على الخاطفين بتسليم أنفسهم وهنا انفتح باب البيت وخرج منه رحمون وهو يشهر سيفه ويمشي مشية غريبة جدا ناداه قائد الحرس بضرورة إلقاء سيفه وتسليم نفسه لكن رحمون واصل المشي نحو الحرس وهو يلوح بسيفه دون أن يتكلم أمام ذهول الجميع
آنذاك رماه حارس بسهم فأصاب فخذه لكن بدا إن رحمون لم يتأثر أو يطلق صرخة وجع بل واصل المسير
فرماه الحارس بسهم آخر اخترق ساقه الثانية فواصل
رحمون المشي أمام ذهول الجميع والدماء تشخب من ساقيه
حينها أمر قائد الحرس قناصيه بالتصويب على صدره والإطاحة به هنا تدخل زيدون صارخا ووقف بين النبالين وبين أخيه ومنعهم من قتله
فأمره قائد الحرس بالتنحي لكن زيدون رفض التحرك وقال :
ألا ترون أنه مستحوذ عليه من قبل روح شريرة بفعل الساحر ؟
ثم التفت الى أخيه وقال رحمون هذا أنا زيدون أخيك ألم تتعرف إلي ؟
رفع رحمون سلاحه فبلغت القلوب الحناجر وظن الجميع أنه سيضرب زيدون لحسن لكن كف رحمون تجمدت في الهواء لحظات في الوقت الذي يعيش فيه رحمون صراعا داخليا عصيبا بين أن يقتل أخاه أو يتغلب على الشيطان في داخله ..
وأخيرا خرج من رأس رحمون ما يشبه البخار الأبيض فسقط السيف من يده ثم انهار على الأرض فتلقاه زيدون بين ذراعيه واستدعى له الرعاية الطبية اللازمة
غص الزقاق بالعشرات الذين حضروا ليشهدوا عملية إلقاء القبض على الساحر المحصور في ذلك البيت ومن ضمن الذين جائوا حماة زيدون التي خشيت على نفسها من الفضيحة في حالة القبض على الساحر حيا
وفعلا فقد تم إخراج الساحر مقيداً من داخل البيت فتصرفت العجوز بسرعة وهجمت على الساحر وهي تحمل سكينا وتصرخ قائلة خاطف قذر كيف تفعل هذا بنا
وأغمدت سكينها في عنق الساحر فقتلته لكنه قبل أن يموت نظر إليها وابتسم متمتماً بعدة كلمات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
وهنا دخل ذلك البخار الأبيض في مناخير الجدة وفي عينيها وأذنيها فانتصبت كالمصعوق ثم أخذت تجري بسرعة رهيبة لا تصدق مقارنة بعمرها
فجرى الجميع خلفها محاولين اللحاق بها حتى بلغت العجوز جسراً فألقت نفسها من فوقه وغاصت في النهر
سبح بعضهم نحوها واستخرجوها من النهر لكن بعد فوات الأوان فقد غرقت العجوز وتحولت الى جثة هامدة
بعد إسعاف رحمون تم نقله الى السجن بتهمة المشاركة في عملية الإختطاف وهناك وضع في زنزانة مشتركة مع شقيقه سمحون وبعد يومين تم استدعاء زيدون الى السجن لزيارة أخويه بسبب رغبتهما في رؤيته ..
وهناك تحدث معه الأخ الأكبر سمحون بعاطفة جياشة واعتذر إليه كثيرا بأسمه وبأسم شقيقه رحمون وذرف دموع الندامة أمامه ثم قال لقد تأثرت كثيرا عندما سمعت أنك قد جازفت بحياتك لتنقذ رحمون من نبال القناصة هذا عمل نبيل حتى أنا لم أكن لأفعله ..
وكدليل على صدق اعتذارنا فقد إتفقت مع رحمون على التنازل لك عن نصف ثروة عمنا وسنكتفي أنا ورحمون بالنصف الباقي وأذا أردت التأكد فعقود التنازل جاهزة في مكتب القاضي نأمل أن تسامحنا يا أخي فقد أسأنا لك كثيرا
لم يعقب زيدون بأكثر من أن قال :إن كنتما صادقين في ندمكما فالله تعالى أولى وأحق بهذا الندم فتوبا إلى الله وصفيا قلوبكما إليه وافتحوا معه صفحة جديدة لعله سبحانه يتوب عليكم أما أنا فمن جانبي قد عفوت عنكما لعل الله يعفو عني يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
عاد زيدون الى مرآته العجيبة نظر إليها أراد أن يطلب أمنيته الأخيرة لكنه توقف ثم رفع ملاءة بيضاء وغطى المرآة وقال :
لدي الآن كل ما أتمنى لدي العائلة والأخوة والمال ولدي الصفاء وراحة البال فماذا أطلب أكثر من ذلك
أتمنى أن لا أضطر إلى التمني مرة أخرى…

***النهاية***

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق