مكتبة الأدب العربي و العالمي
الأميرة_البكماء (قصة كاملة )
كان يا ما كان في قديم الزّمان سلطان إسمه منصور ،يحكم مملكة شاسعة،و له من الدواب والخدم والذهب ما يملأ قصور ويعمر بلدان وله جيش من خيرة الجنود الشّجعان ،وفي أرضه العزّ والأمان ،لكنّه رغم كل ذلك كان بائسا تلفّ أيّامه الأحزان ،فقد ماتت زوجته التي يحبّها و،هي مازالت في مقتبل العمر ،وتركت له بنتا صغيرة إسمها بدر البدور،ولشدّة صدمتها على موت أمّها فقدت النطق، وصارت بكماء ،وانزعج السّلطان عليها و أحضر لها الأطباء والمشعوذين، لكن لم ينفع علاجهم وسحرهم كبرت تلك البنت ،وزاد جمالها وكانت ذكيّة ،وحاذقة ،وتزوّجت صديقاتها اللواتي في مثل عمرها أمّا هي فلم يخطبها أحد من الأمراء وأبناء الملوك ،ولا حتى من كبار التّجار ،فمن الذي يقبل بفتاة بكماء !!! وناس زمان قالوا يا ويح من أخرج قفّة ،ولم يملئها ،وكبرت إبنته ،ولم يتزوّجها أحد ،وكان كلّ من عنده ولد مليح من الرّعية يسارع بتزويجه خوفا من أعوان السّلطان الذين يبحثون عن زوج لإبنته. مرّت الأيّام ،وبدأ السلطان يقلق، وقال في نفسه البنت تهان بعد أبيها حتى ولو كان حاكم البلاد ،فأطرق قليلا ،ثم أرسل في طلب الوزير،وقال له اليوم لم أستدعيك كسلطان، وإنما كأب و كما تعلم لقد أصبحت بدور في سنّ الزواج ،وأنا قد تقدّمت في السّن ،وأخشى عليها لو متّ فهي لا تجربة لها ،وقد يطمع فيها الناس ،لهذا لا بدّ من تزويجها بمن يليق بها !!!كان الوزير يسمع وهو مطرق برأسه، ثم قال:يا مولاي لقد شاء الله أن لا أرزق سوى البنات لكن أمهلني يومين وسأفكر في حلّ ،بينما هو يمشي في الزّقاق رأى عجوزة السّتوت، فقال في نفسه :هذه المشكلة لا تحلها سوى تلك اللئيمة ،ثم حكى لها عن بنت السّلطان ،فقالت له: وماذا تعطيني إذا فعلت ذلك ؟فرمى لها صرّة من الذّهب ،وقال لها : سأزيدك إن نفّذت ما أطلبه منك !! فركبت حمارا ،وأخذت تدور في الممالك المجاورة ،وهي تدّعي أنها عراّفة تسهّل المكتوب ،وتقرأ الطالع وكانت تذهب أمام ديار الأعيان ،وتقول لهم أنّه من ينجح في جعل الأميرة تنطق يتزوّجها ويعطيه أبوها نصف مملكته ،لكن لم يهتمّ بها أحد ،وطردوها من أمامهم وذات يوم وصلت إلى مملكة صغيرة ،وفي طريقها رأت فتى حسن الوجه جالسا تحت شجرة، ويبدو عليه الحزن الشّديد ،فقالت في نفسها : سأرى قصّة هذا الولد ،ثم إقتربت منه وقالت له : أنا عرّافة ،سأقرأ لك طالعك : أجابها: لن ترين سوى الأحزان ،سألته لماذا ،وانت لا تزال شابا، ويبدو من حالك أنّه لا ينقصك المال !!! أجابها أنا إسمي نادر الوجود إبن رجل يقصّ الحكايات والأسمار، ولقد أحببت أحد بنات الجيران، ورغم كل شيئ كانت تنظر إليّ باحتقار،و لا تعتبرني في مستواها ،قالت العجوز : لعلّ مكتوبك في مكان آخر يا ولدي !! هات كفّك ،فنظرت في الخطوط ،وقالت :أرى أنّك ستتزوّج من أميرة مملكة البربر،قال لها أسمع عنها ،وعن ثرائها، لكن هل سيقبل أبوها بتزويجها ،وأنا لست من الأمراء ؟ أجابته :أنا لا يصعب عليّ شيئ لكن الأميرة بكماء، فهل تقبل ؟
فكّر قليلا ،ثم قال :هل هي جميلة ؟ قالت له : نعم ،وكلّ نسائهم جميلات ولذلك من بها عيب لا يتزوّجونها ،وهذا هو الحال عندهم ! كلّم الولد أبيه لكنّه ردّ عليه : ويحك، كيف تتزوّج بكماء حتى ولو كانت أميرة ؟ لكن الولد أصرّ على رأيه ،ولماذا يحتاج للكلام، فلم يسمع من تلك الفتاة التي أحبّها إلا كلاما سّيئا آلم قلبه ،والحبّ لا يحتاج إلاّ للغة العيون وذلك يكفيه !!! لمّا جاء الولد لخطبة الأميرة ،إبتهج السّلطان لمّا رأى حسن هيئته، وعذوبة لسانه ،وقال له : أنا موافق على زواجك من بدر البدور، والله لو جعلتها تنطق، لأعطيتك النّصف من مالي ومملكتي ويوم الزّواج لبس نادر الوجود جبّة من الحرير المنقوش بخيوط الذّهب، ووضع عمامة على رأسه، وكلّ من رآه إعتقد أنّه من الأشراف ،لكنّهم تعجّبوا كيف وافق على الزّواج من بكماء ،وفي بلادهم أجمل النّساء ،ولمّا دخل غرفته ،جلس معها ،وأمسك يدها ،ثم قال لها :سأحكي لك حكاية فما رأيك ،فأنا أعرف الكثير منها ،أومأت له برأسها موافقة ،ثمّ أخذ شمعة، وأشعلها ،وقال يحكى أنّ ثلاثة رجال واحد نحّات ،والآخر رسّام، والآخر خياّط ،إلتقوا ذات ليلة قرب جبل فلجئوا إلى مغارة ليحتموا من الذئاب وقطاع الطريق، فأشعلوا نارا ،ثمّ اتّفقوا أن يأخذ كلّ واحد منهم دوره في الحراسة ،فابتدأ الرّسام، فلمّا جلس ،رأى قربه جذع شجرة مقطوع ،فرسم عليه صورة فتاة ثمّ رجع إلى المغارة وجاء النّحات فنحت ذلك الجذع ،وزيّنه فصارا تمثالا جميلا ،ولمّا جاء الخيّاط فصّل لها ملابس، وفي النّهاية تحوّل ذلك الجذع إلى عروسة فائقة الجمال ،ثمّ أطفأ الشّمعة، وقال لها :لمّا حلّ الصّباح أطفئوا النّار،وسلّموا على بعضهم ،وراح كلّ واحد في سبيله.
كانت بدر البدور تستمع بلهفة إلى الحكاية ،وقد زالت عنها حمرة الخجل ،ثمّ نظرت إليه بعينيها الواسعتين ،وسألته :لكنّك لم تقل لي من أخذ العروسة الجميلة في النّهاية ؟ إبتسم الفتى ،وضمّها إليه بحبّ ،وقال: لقد أخذتها أنا !!فرحت بدر البدور لمّا إكتشفت أنّ حكاية الفتى ملكت عليها جوارحها ،وجعلتها تتكلّم من جديد ،في الصّباح جاء السّلطان والحاشية لتهنئتها ،ومعهم الهدايا والبخور والعطور،فإستقبلتهم الأميرة بدر الدور بحفاوة ،وقبّلت يد أبيها، وقالت له :لقد إزدانت داري بوجودك يا والدي !!! فتعجّب السّلطان وظنّ أنّه يتخيّل أشياء لا وجود لها،لكنّها طلبت من الحضور أن يجلسوا ،وهنا سمعها الجميع ،ولم يعد شكّ عند أبيها أنّها رجعت تتكلّم، فعلت التّكبيرات ،وبكى السّلطان من شدّة الفرح ،وحضنها بين ذراعيه وقبّل رأسها ،ثمّ إلتفت إلى نادر الوجود وقال له :لا أعرف كيف أشكرك يا ولدي، لكن قل لي بربّك ماذا فعلت لتجعل إبنتي تنطق ؟
فقصّ عليه الحكاية ،فإندهش إسماعيل من ذكائه ،وقال له: ليشهد الجميع أنّي أعطيتك نصف مملكتي ،ونصف مالي كما وعدت ،وليعلم الحاضر الغائب ،وسأرسل المنادي في الأسواق لتعمّ الأفراح في المملكة سبعة أيام ،وسبعة ليالي ،والكلّ يشبع من الطعام ،وسأتصدّق حتى لا يبقى فقير واحد عندنا !!! حين سمع الوزير كلام السّلطان تحيّر فكيف سيصبح ذلك الصعلوك بين عشية وضحاها أميرا على نصف المملكة ،وله ثروة كبيرة لم يتعب عليها،وماذا ربح هو مقابل تعبه ؟ ضيعة صغيرة لا تساوي شيئا أمام ما حصل عليه الولد من الضّياع والمواشي والأموال ،وقال في نفسه: لا بدّ أن يفسد هذا الزّواج ،ولم أكن أتصوّر أن السّلطان سينفّذ وعده ،فهذا كثير جدا ،والأدهى من ذلك فلو توفّي سيصعد الولد على العرش ،ويصير السلطان ،وهذا ما لا أقبل به أبدا ،فأنا الأحقّ بذلك .
وفي الغد ذهب الوزير إلى عجوزة السّتوت وطلب منها أن تصنع له سحرا من يشربه يفقد عقله ،فضحكت وقالت : سأحضر لك ما تطلبه ما دمت تدفع بسخاء ،وبعد يومين أحضرت له قارورة صغيرة فيها سائل أحمر اللون ،وقالت له :إسمع !!! قطرة واحدة يجعل المرء ينسى أمّه التي أنجبته، وأوصيك بالحذر فهو لا علاج له أمّا السّلطان فأصبح يستدعي في كلّ أمسية نادر الوجود ليقص عليه حكاياته ،وذات يوم حكى له عن ملك ذهب للصّيد ،فوجد خيمة أعرابي ،وطلب منه أن يشرب ،فحلب ناقته ،وملأ قدحين من اللبن ،فجاءت ذبابة وسقطت في قدحه ،فأخرجها بطرف إصبعه ،واستكره أن يشرب منه ،فأخذ طبقا ،ووضع فيه القدح ناحية الملك ،وملأ واحدا آخر،وجعله ناحيته ،لكن الملك تفطن له ،ولمّا إقترب منه ،قال له :ما أجمل ذلك الطائر، وحين إلتفت البدوي أدار الملك الطبق، ،وأخذ اللّبن السّليم ،وأصبحت عادة لديه يفعلها كلّما جلس للشّراب مع أحد .
بعد أياّم أراد السّلطان إسماعيل أن يروّح عن نفسه، فخرج في موكب من الجواري والعبيد ،وبعد الطّعام أخرج الوزير قدحين وضعهما في طبق ،ثمّ صبّ فيهما نبيذ العسل ، وكان السّحر في القدح الذي أمام السّلطان ،وفجأة تذكّر حكاية نادر الوجود ،فقال للوزير :ما أجمل ذلك الطائر!!! ولمّا إلتفت، أدار إسماعيل الطّبق، ثمّ شرب كلاهما ،وابتسم الوزير بمكر ،وقال في نفسه: بعد قليل ستفقد عقلك ،وسأقول للحاشية أنّك مجنون ،وسيبطلون كلّ ما أعطيته لذلك الولد ،وسأقتله ،وأتزوّج الأميرة رغما عن أنفها وأصير أنا السّلطان ! لكنّه بدأ يحسّ بتشوّش أفكاره ،ولم يعد يتذكّر شيئا ،فاستغرب إسماعيل لمّا سمع الوزير يحكي له عن أشياء قديمة حصلت له ،وكيف كان يحتال للزيادة في ثرائه ،عن عجوزة السّتوت التي أعطته السّحر وكيف كان يخطّط لقتل زوج الأميرة ،والوصول إلى الحكم ،إنتهى السّلطان من سماع وزيره الذي فضح نفسه ،وبعض الوزراء والقادة ،ثم قبض عليهم جميعا وزجّ بهم في سجن مظلم أمّا عجوزة السّتوت فسخّن الزّيت ثمّ رماها حتى زال لحمها عن عظامها، وقال في نفسه :لولا حكايات نادر الوجود المليئة بالحكمة لما نطقت إبنتي ،ولما عرفت بتآمر الوزير على عرشي ،الآن عرفت قيمة الحكايات ،وسأسمع منها كلّ يوم .
أحد الأيّام جاءت البنت إلى أبيها ،وقالت له أريد أن أذهب للعيش في مكان لا يعرفني فيه أحد ،فلقد مللت من همسات النّاس وراء جدران القصر،و التي تقول أن نادر الوجود زيّن لك التخلص من الوزير وعدد من الأمراء والقادة ليصفو له الجوّ ،وهذا يألمه ،ودفعه للسّكوت فلم يعد يقصّ لي حكاياته الجميلة ،كما كان يفعل من قبل !!!،فكّر إسماعيل قليلا ثمّ قال :لقد تعوّد الناّس على حياة الدّعة والتّرف ،وأصبحوا يهتمّون بنقل الأخبار ،يبدو أنّي أكثرت من اللين معهم، وسأعاقب كلّ من يتعرّض لك أو لزوجك ،أجابته: لا داعي لذلك يا أبي ،غدا سأحزم أمتعتي، وأرحل إلى القرية التي يعيش فيها زوجي ،وحتى لمّا ذهبت لم تسكت ألسنة السّوء .
عاشت الأميرة مع نادر الوجود ،وكان يحبّ الرّمي بالقوس ،ولا يخطأ أبدا هدفه وعلّم بدر البدور فبرعت في ذلك أيضا ،وأصبحت أكثر قوّة ،وتأكل من الفرائس التي تصطادها أحد الأيّام توغّلا في البادية يتبعان قطيعا من الظباء حتى إبتعدا كثيرا عن القرية ،وفجأة لاح من بعيد غبار كثيف وشاهدا جيشا من الفرسان يتقدم نحو مملكة إسماعيل، فاقتربا من القوم ،وسمعا أحد الجنود يقول للآخر: لقد تقدّم إسماعيل في السّن ،وليس له من يخلفه سوى جارية ضعيفة ،وزوجها حكواتي لا يصلح للحرب ولا للتّدبير، ولن يحتاج الأمر لعناء كبير كي نهزمه، ونتقاسم ما عنده من غنائم قال نادر الوجود لإمرأته بنت السّلطان :أبوك في خطر،لا بدّ أن نجد حلا لإبعاد هؤلاء الغزاة !!! فردّت عليه :وما الذي يمكننا فعله ،ونحن بمفردنا ؟ فالتفت حوله ،ورأى ظبيا يرعى غير بعيد عن الجيش ،فقال لها عندي فكرة، سنرميه معا في رأسه ،واتركي الباقي لي !!! كان محمّد بن همّام ملك تبسّة يسير في المقدّمة ،فرأى سهما يطير في الهواء، ويصيب رأس الظّبي، الذي يبدأ يترنّح، فتعجّب من دقّة الرّمية، وزاد تعجبّه لمّا رأى جارية ترميه بسهم آخر في جبينه ،ويسقط دون حراك . فأرسل الملك في طلب الولد والفتاة ،فوجد أنهما لا يزالان صغيرين ،فسألهما عن حالهما، فأجاباه أنّهما من عبيد منصور أرسلهما ليصيدا له شيئا يأكله ،وأنّ كلّ العبيد والجواري عنده يحسنون الرّمي وهم يتعلّمون ذلك في القصر ،ثمّ حكى له عن الأميرة التي أعدّها أبوها للحرب منذ مولدها ،ويكتم ذلك ،حتى يفاجئ بها أعداءه .
كان نادر الوجود كعادته بارعا في الحديث ،فجمع الملك قادة جيشه، وأخبرهم أنّه إذا كان العبيد والجواري يرمون بمثل هذه البراعة ،فكيف بالجنود ؟ وأنّه يخشى أن يكون جيش منصور متربّصا بهم في بعض الأودية،والرأي أن نبعث له الهدايا مع هاذين العبدين، ثم نعود أدراجنا ونرجو أن لا نكون قد أثرنا غضب السّلطان ،وأنا أخشى أن ذلك الوزير المحبوس لا يفكّر إلا بمصلحته ،ويخفي عنّا الحقيقة ليشجّعنا على القدوم !!!
رجعت بدر البدور وزوجها نادر الوجود ومعهم ثلاثة جمال محمّلة بالذهب والفضة والألبسة الملكية وريش النعام ،وعلم الناس أنّ الجيش قد رجع بعدما كان الذعر قد دبّ في المملكة، وذلك بفضل شاب وفتاة ،وتسائلوا من يكونان ؟ ولمّا رأوهما يدخلان باب المدينة هتفوا باسميهما ،وأصبحا بطلين ،ثم إستقبلهما السلطان،وعانقهما ،ثمّ قال :والآن هيّا إلى الطعام، فلا شكّ أنّكما جائعين ،وبعد ذلك سنشرب القهوة ،ونتسامر، فالليلة ستكون طويلة ،وممتعة ،وبعد أن أكلوا وشربوا طلب منصور من نادر الوجود أن يقصّ عليه كيف غلبا محمّد بن همام ، الرّجل الذي لا يخاف !!! فبدأ يسمع ،وهو يتعجّب فلمّا تمّت الحكاية ،هتف: هذه لا شك ستكون أجمل الحكايات ،وسيرويها الناس جيلا بعد جيل !!! ثمّ إلتفت لبدر البدور، وقال لها :لقد حان الوقت يا إبنتي لأتنازل لك عن الحكم وأنا مطمئنّ البال، فما دام نادر الوجود بجانبك ،فأنت لن تخشين شيئا بإذن الله .
في الغد خرج المنادي للأسواق يصيح أنّ الأميرة بدر البدور ستعتلي عرش مملكة الأوراس، وسيكون زوجها نادر الوجود الوزير ،ففرح الناس بأميرتهم الجديدة التي ردّت لوحدها جيشا كبيرا بفضل شجاعتها ،وبدأوا يتجمّعون عند القصر لرؤيتها ،ولم يبق لا كبير ولا صغير إلا ذهب إلى هناك ،أمّا خصوم السلطان منصور وعلى رأسهم الوزير ، فقد إنزعجوا من ذلك الخبر، وهم الذين إتفقوا مع محمّد بن همّام ملك تبسّة للمجيئ ،وتنصيب الوزير على العرش ،لكن فشلت المؤامرة ، وإنحاز كلّ القادة والأمراء إلى بدر البدور بعد أن رأوا قوّتها، ووشوا بالوزير ،فكافأتهم على إخلاصهم، وأمرت بالوزير فضربت عنقه ،وبذلك توحّد كلّ الشّعب حولها مع أنّها امرأة .
و بدأت النّاس تحكي عن شجاعتها وكيف عاشت في الغابة ،واصطادت الوحوش وغلبت الجيوش ،وعاشت مملكة الأوراس في رخاء ورفاهيّة ،ورغم مرور زمن طويل، لم تنته الحكايات عن تلك الأميرة التي كانت بكماء ونطقت بفضل الله سبحانه و تعالى وعلى يد ولد جاء من أرض بعيدة .
النهاية