مقالاتمنوعات

الامة العربية والإسلامية تعاني من التخلف والجاهلية الحديثة

الدكتور صالح نجيدات

الجاهلية الحديثة داء عضال وتجمد أفكار  وتخلف تعاني منه الأمة العربية والإسلامية، وهذه الجاهلية أشد  سوداوية وظلامية وقهر واستبداد من أي حقبة زمنية مرت وتمر بها المجتمعات العربية ،  وهذه الجاهلية تتبناها الانظمة العشائرية الحاكمة للوطن العربي التي هي مقاومة للتغيير و تتمسك بالماضي الذي صنعته وصورته ليتماشى و يتماهى مع أفكارها التي لا تصلح حتى للماضي من اجل خدمة مصالحها وتخدير شعوبها , فنرى ظواهر سلبية كثيرة ومدمرة تنتشر في مجتمعات الوطن العربي الكبير كانتشار المخدرات والفساد والتخلف والامية والعصبية القبلية , وفقط التعليم والمعرفة وتربية الأجيال تربية صالحة , ومواكبة التطور التكنولوجي وإرادة التنمية والتطوير هي الوسيلة للقضاء على هذه الجاهلية الحديثة  وما تمثل من تخلف ورجعية التي أصابت المجتمعات العربية والإسلامية .
العصر الجاهلي هو  حقبة من الزمن سمي بهذا الاسم  قبل مجيء الإسلام ,ووصفت بالجاهلية لان القبائل العربية في ذلك الزمن  جهلوا اشياء كثيرة , وقسم كبير منهم جهل وجود الله وعبدوا الاصنام ,والكثير لم يجيدوا القراءة والكتابة , وسادت العصبية القبلية والاقتتال والانتقام بينهم على مصادر الماء والمراعي لمواشيهم , وسنوا معايير اجتماعية لهم ليضبطوا سلوكيات الحياة بغياب سلطه مركزية حاكمة , ومن ناحية ثانية كانت أيضا حضارة معينة في قبيلة قريش وسوق عكاظ الادبي وشعراء بالسليقة قصائدهم لا زالت تبهر القراء  الى يومنا هذا .

واما بالنسبة لوضع مجتمعاتنا العربية والاسلامية في الوطن العربي الكبير هذه الأيام  , فأوضاعهم اليوم لا تختلف كثيرا عما كانت اوضاع العرب في الحقبة الجاهلية ,الحروب الاهلية في سوريا والعراق واليمن وليبيا , حيث  دمروا أوطانهم وشتتوا مواطنيهم وقتل مئات الآلاف منهم , واليوم حسب منظمات وجمعيات الأمم المتحدة يوجد أكثر من خمسة عشر مليون تلميذ لا يتعلمون بسبب تدمير مدارسهم ونزوح اهاليهم , اضف الى ذلك الامية السائدة بين الشعوب العربية والإسلامية, وزاد الطين بله تدمير المدارس والجامعات في الحروب الاهلية , كذلك العصبية القبلية والمذهبية السائدة في المجتمعات العربية والإسلامية حيث أحيانا  يفجرون المساجد على رؤوس المصلين في أفغانستان وغيرها من أماكن  بسبب الصراعات المذهبية , واليوم انتشار المخدرات في المجتمعات العربية حدث ولا حرج , فحسب الصحافة المصرية اكثر من خمسة عشر مليون مصري مدمنون على المخدرات بالإضافة الى العنف والبلطجة والمشاكل الاجتماعية المتراكمة  , وأيضا ما تنشره الصحافة الكويتية من انتشار المخدرات والعنف بين الشباب الكويتي وغيرها  من مشاكل اجتماعية يندى لها الجبين وبدون علاج من الأنظمة الحاكمة ,والتنافر بين المجتمعات والدول , كذلك الفقر الذي تعاني منه المجتمعات العربية والاسلامية حيث  تمتلك  الأنظمة الحاكمة مليارات الدولارات مكدسة في بنوك امريكا واوروبا , ولا اريد التحدث عن موقف الانظمة العربية والاسلامية من موقفهم المخزي اتجاه تقديم المساعدات للشعب السوري في محنته الثانية بسبب الزلزال المدمر , حيث  انعدمت المروءة والشهامة والنخوة والكرامة عند زعماء العرب , فأين اختفى التضامن العربي  ,واين المليارات التي يستفيد منها غير العرب  , واين الضمير , واين الشعور الإنساني , فهل تجمدت المشاعر ومات الضمير؟؟؟

الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق