أخبارمحلية
الزيتون الفلسطيني رمز الصمود والشاهد على الزمان والمكان
بقلم: شاكر فريد حسن
تمثل شجرة الزيتون بالنسبة للإنسان الفلسطيني رمزًا للصمود والبقاء والرسوخ والتجذر في الأرض عميقًا، وهي الشاهد على الزمان والمكان، والأكثر استهدافًا.
ومع بدء عملية قطف الزيتون في الأراضي الفلسطينية، التي تبدأ عادة في شهر تشرين الأول، يبدأ رعاع المستوطنين وعصاباتهم حربهم السنوية على الزيتون الفلسطيني، زارعين الدمار والخراب، وسرقة الثمار، وتقطيع الأشجار، واقتلاع زيتون معمّر يمتد عمره قرونًا في الأرض، والاعتداء على المزارعين، وتعطيل عملية القطاف التي تعد للكثيرين من الفلسطينيين مصدر رزق وجني الأرباح، وتكبيد المزارع الفلسطيني خسائر اقتصادية كبيرة.
ومن الواضح أن هؤلاء المستوطنين مدعومين من المستوى السياسي الإسرائيلي، باعتبار اعتداءاتهم تمثل الأداة الأبرز في تكريس الاحتلال، وكجزء لا يتجزأ من المشروع الصهيوني التوسعي الهادف لضم الضفة الغربية المحتلة وفرض القانون الإسرائيلي عليها، وما العدوان على قاطفي الزيتون هدفه بالأساس ضرب المرافق الزراعية لتجويع الفلسطينيين وكسر ارادتهم واخضاعهم، وقطع العلاقة بين الإنسان الفلسطيني وأرضه المهددة بالاستيلاء عليها.
إن الحكومة الإسرائيلية هي المسؤول الأول عن موبقات واعتداءات المستوطنين وتبيح جرائمهم الدموية ضد أصحاب الأرض والزيتون الفلسطينيين، والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، الشريكة في الائتلاف الحكومي، هي شريكة ومتورطة بجرائم موسم الزيتون، وتتحمل المسؤولية عن الاعتداءات على المزارعين والفلاحين الفلسطينيين وقلع أشجار الزيتون المعمرة.
وفي محاولة لردع المستوطنين والتصدي لهم، ولدعم صمود المزارعين الفلسطينيين، انطلقت حملة “الفزعة” لمساعدتهم في جني ثمار الزيتون، وتعزيز الصمود الفلسطيني، واسناد الفلاح الفلسطيني في المناطق المستهدفة من الاحتلال ومستوطنيه.
ومهما عربد المستوطنون وعاثوا خرابًا، ستبقى الأرض الفلسطينية وزيتونها المبارك لأصحابها، وسيظلون يأكلون الزيت مع الزعتر، وصنع المناقيش صباح كل يوم، وكما قال شاعرنا الفلسطيني الراحل محمود درويش:
لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا
يا حكمة الأجداد لو من لحننا نعطيك درعا
لكن سهل الريح لا يعطي عبيد الريح زرعا
ان سنقلع بالرموش الشوك والأحزان قلعا