نظرية الصدمة The Shock Doctrine وهي نظرية رأسمالية تقوم علي مبدأ إستغلال الكوارث في الدول، وفي حالة عدم وجود كوارث فيجب صناعة كارثة مفتعلة ثم إستغلال نتائجها بهدف تمرير وتنفيذ سياسات إقتصادية وإجتماعية كان يرفضها المواطنون والسكان في الحالات الطبيعية العادية !!بمعني أنه إذا أرادت دولة أو حكومة تمرير قرارات إقتصادية أو إجتماعية صعبة أو قاسية أو مرفوضة من قبل عامة الشعب فما عليها سوي صناعة كارثة بهدف تغيير قناعات المواطنين بحيث يقبلوا كل القرارات تحت تأثير الصدمة والكارثة التي هم فيها، و أن يتخلي الناس عن كل أو بعض حقوقهم وأموالهم للحكومات مقابل أن يعيشوا بأمن وسلام.
وتعود نظرية الصدمة إلى الإقتصادي الأمريكي ميلتون فريدمان Milton Friedmanالذي نال جائزة نوبل للاقتصاد عام 1976 وشكّل نظريّة ممارسة علاج الأزمات الاقتصادية عبر استغلال صدمات الشعوب سواء بالكوارث أو الحروب أو الانقلابات أو الانهيارات الاقتصادية وذلك لدفع الحكومات لمعالجة الاقتصاد المتدهور برفع السقف عن أسعار السوق وإتاحة الحريّة السياسات الاقتصادية النيوليبرالية مثل الخصخصة، وتحرير التجارة، وخفض الإنفاق الاجتماعي.
وحسب نظرية الصدمة فإن كل هذه الأهداف يمكن تحقيقها بسهولة دون أي إحتجاجات شعبية بسبب حاجز الصدمة، بل أن المواطنين أنفسهم سيطالبوا أو يدعموا كل القرارات الصعبة والقاسية أملاً في غدٍ أفضل .
وقد تمكّن فريدمان من خلال عمله مستشارا للرئيس الأمريكي ريغان ورئيس الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر من تطبيق هذه الأفكار في عدة دول في أمريكا الجنوبية وآسيا مما مهد الطريق لدخول العديد من الشركات الأمريكية الكبرى للتحكم في موارد و إقتصاديات هذه الدول.
ومن خلال معايشة جائحة كورونا COVID-19 وسلالاتها المتحورة منذ العام الماضي والأزمة الإقتصادية والمالية التي تواجهها دول العالم ودولة الكويت بصفة خاصةً فهل يتم تفعيل نظرية الصدمة لفريدمان Friedman لاقناع المواطنين لقبول بعض السياسات المالية والاقتصادية التي كان المواطنون يرفضونها قبل جائحة كورونا.علمًا بأن بعض الناشطين السياسيين يرى أن نظرية الصدمة لفريدمان قد أدت إلى سياسات كارثية وكساد ونتائج تنظيمية وسياسية وخيمة في بعض الدول وسيطرة بعض المتنفذين إضافة إلى نهب بعض الشركات الخاصة للمال العام.
فهل تستطيع الحكومة إدارة جائحة كورونا والعجز المالي والأزمة الإقتصادية إدارة ناجحة واستثمار نظرية الصدمة لمستقبل أفضل؟؟ المستقبل هو الحكم!
ودمتم سالمين
د.محمد الدويهيس
www.alduwaihees.com
