شعر وشعراء
طلقاء فتحٍ غامرٍ مولد الرسول الكريم / حسين جبارة
لمّا وُلدتَ أضأتَ كونًا مظلما
قوَّضتَ إيوانًا هززْتَ نيازكا
بدرًا أتيتَ مُبشّرًا ومُحرّرًا
أخمدتَ نيرانًا أزلتَ ممالكا
بالسّرِ تُفضي بالجهارِ مُثنِّيًا
لا تنثني تختارُ دربًا شائكا
للنورِ تدعو في منازلِ مشركٍ
والجهلَ تمحو كانَ عارًا حالكا
تشكو إلى الرحمنِ قلّةَ حيلةٍ
تشتدُّ تعدو تستحثُّ سنابكا
جمّعتَ أهلًا قد تَشتَّتَ شملُهم
علّمتهمْ تقوى الإلهِ مناسكا
أعتقتَ مُعتنقًا يصلي طائعًا
والعبدَ تجزي أنعُمًا وأرائكا
آمنتَ بالربِّ القديرِ مُدبّرًا
للبِرِّ تهدي فطرةً ومداركا
تسري وتعرجُ للسماءِ بليلةٍ
اللهَ تعبدُ ثمَّ تحمدُ مالكا
كنتَ الرسولَ لمشرقٍ ولمغربٍ
لم تؤذِ حَبْرًا لم تطارد ناسكا
بلَّغْتَ بالحِلمِ الوديعِ رسائلا
رفضَ الملوكُ رمَوا خميسًا فاتكا
ربي اصطفاكَ مؤزرًا برسالةٍ
تبلو الأنامَ موحِدًا ومبارِكا
تبغي الصراطَ المستقيمَ لمؤمنٍ
تأبى الضلالَ عقيدةً ومسالكا
للسَّلْمِ تجنحُ إن رضَوها ذمّةً
وبنقضهم تجلو السنانَ معاركا
تحمي المُقدّسَ والرحابَ وقبلةً
وتظلٌّ في البيتِ العتيقِ العاتكا
قلتَ اذهبوا طلقاءَ فتحٍ غامرٍ
دمكمْ حرامٌ لن أكونَ السافكا
أنتَ التسامحُ والشفاعةُ للورى
أكملتَ دينًا بالتُقى متماسكا
حسين جبارة ايار 2019