طائرة ” كريات جات ” : نقض العهود والمواثيق
إمعانا منهم في إذلال الاماراتيين, أطلق الإسرائيليون اسم ” كريات جت ” على الطائرة الإسرائيلية الأولى التي حطت في مطار الامارات, ولعل في ذلك رسالة واضحة أن من خان العهود والمواثيق في عراق المنشية والفالوجة, ومن مارس الجرائم والمجازر واغتصب النساء هنا, سيخون العهود والمواثيق مع الاماراتيين.
في فلسطين هناك العديد من البلدات العامرة اسمها “جت”, أعمار جميع هذه البلدات ألاف السنين, وتعود إلى الفترة الكنعانية, وتعني بالكنعانية ” معصرة او حفرة بالصخر تستعمل لعصر العنب. إحداها قرية جت الواقعة في المثلث الشمالي, وأخرى قرية جت في الجليل الأعلى, الى الشمال الشرقي من مدينة عكا, بالإضافة إلى قرية المشهد الواقعة إلى الشمال من مدينة الناصرة , والتي كان اسمها ” جت حافر”
.
أما أكبر البلدات التي كان يطلق عليها اسم “جت ” , فقد كانت تقع الى الشرق من المدن غزة وعسقلان وأسدود, وجميعها تم بناءها في الحقبة الكنعانية, قبل ألاف السنين, شأنها شأن عكا وبيسان وغيرها.
اندثرت مدينة جت وبقيت غزة عامرة, أما عسقلان وأسدود فقد بقيتا عامرتان حتى هدمها الإسرائيليون في النكبة وهجروا سكانها الفلسطينيين.
على أراضي مدينة جت أقام الفلسطينيون قريتي عراق المنشية والفالوجة, لكنهم لم ينسوا تاريخ مدينة جت, فكان هذا الاسم دلالة على تاريخ الفلسطينيين الممتد إلى ألاف السنين.
عام 1942 أقام الصهاينة مستعمرة جديدة بالقرب من المنطقة التي كانت تقع بها مدينة جت, أطلقوا عليها اسم ” كيبوتس جت”, وفي عام 1954, وبعد إقامة إسرائيل, أقام الإسرائيليون بالقرب من ” كيبوتس جت ” مدينة جديدة, على أنقاض قريتي عراق المنشية والفالوجة, أطلقوا عليها اسم ” كريات جات “, هكذا يحاول الصهاينة تزوير التاريخ وسرقة أسماء الأمكنة, وهكذا يسرقون تاريخنا وسرقته وحضارتنا, وليس فقط أرضنا وأملاكنا.
في النكبة مارس الصهاينة الجرائم والمجازر ضد أهالي قريتي عراق المنشية والفالوجة, لكنها بقيت صامدة, قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ وهدموا البيوت على من فيها, لكنها بقيت صامدة, هدموا المئات من القرى والبلدات المجاورة والبعيدة وهجروا أهلها, لكن عراق المنشية والفالوجة بقيت صامدة, اغتصبوا النساء من حولها لكنها بقيت صامدة, انتهت الحرب وبقيت عراق المنشية والفالوجة صامدة.
بتاريخ 24/2/1949 تم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار في عراق المنشية والفالوجة, وكان احد شروط هذا الاتفاق بقاء الأهالي في بيوتهم, لكن أيام قليلة بعد التوقيع على هذه الاتفاقية بدأ الصهاينة, بقيادة يجال الون الاعتداء على الأهالي وضربهم وسجنهم وسرقة أملاكهم والتهديد باغتصاب بناتهم, حتى أجبروهم على الهجرة من بيوتهم, ولم يسعفهم في ذلك تدخل ممثلي الأمم المتحدة.
في ” كريات جت”, في عراق المنشية والفالوجة مارس الصهاينة جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية, ونقضوا العهود والمواثيق, وفي اطلاق اسم “كريات جت” على الطائرة الاولى رسالة إلى الامارتيين.
