بيني وبين الغاصبين / للشاعر كامل النورسي

بـيـني وبـيـنـك يا فرنسا بَحْـرُ دَمْ … وصديد ُ جرحٍ في فؤادي ما الْـتَـأَمْ
لََــمْ أنْــسَ آلامَ الجــزائـرِ لحـظـةً … كَمْ مِن شهـيـدٍ في الجزائرِ قد عُـدِمْ
حـقـــدٌ دفــيـنٌ في فــرنسـا كـلهـا … ما زال فـيـهـا مـاثـلُا مـثـل الـهـرمْ
ودلائـل الحقـد الـدفـين ومـكرهـا … عَرْضُ الجماجم في المتاحف للأُمَمْ
ورُفــاتُ ثـوّار الجزائـر لم تـزل … في مـتـحـفٍ قـتـل الـمـروءةَ والـقيمْ
مِن عهـدِ هـارونِ الرشيد وبعـدَهُ … كانـوا لـنـا تَـبَـعًــا وكانــوا كالـخـدمْ
يـتـظـاهرون بـكل خُـلـقٍ زائـفٍ … وبِـكـل مـنـقـصـةٍ لـهـم فـيـهـا عـلـمْ
أقوالهـم تُـبـدي الـوداعـة والـوفا … وفـعـالـهـم فـيـهـا الـعـداوةُ والــسَّـأَمْ
خانوا المواثيق التي قـد أُبْرِمَـت … فـتـوالـت الـنـكســاتُ بَـل زاد الأَلَـمْ
قـد قـتَّـلـوا أطـفـالـنا وشـيـوخـنا … والـقـلـب قـد عاش الجـريمة لم ينـم
ترقى الشعوب بـفـكرها وبدينها … وبغـيـر هـذا ســوف تهـوي للـعــدمْ
كم مِن شقيٍّ جـاء يطلب أرضنا … ما عــاد إِلّا بـالـهـزيــمـــة والـنَّــدمْ
أرضُ الجزائر أثْـبـتـت لـعـدونا … أنَّ الـعـروبـة سوف تبقى في الـقِمَمْ
قـد قـاومـوا أعـداءنــا بجـسـارةٍ … وتـدافـعـوا لـلمـوت كالسيلِ الـعَـرِمْ
فيها الرجال على الفدا قد أسلفوا … أجـيـال مجـدٍ في المعارك والـقـتـمْ
حتى استعاد الشعبُ عزَّةَ أرضه … وَبَــدا يُـرمِّــمُ مـا تهـالـك وانْـهــدمْ
هـــذا (ابن بلّلا) الزعـيـم الثائر … قــاد الـتَّـحـرُّرَ بـالإبـــاء وبالـشَّـمَـمْ
ومضى لتعـريب البلاد بأسرها … وسـبـيـلـه بـالـعـلـم تـحـدوه الـهِـمَــمْ
بـلــدٌ بِـهِ مـلـيـون نَـجـمٍ سـاطعٍ … وجمـيـلةٌ بصـمـودها صـارت رقــمْ
بالـشكرِ للمولى فقـد عـادت لنا … أرضُ الـجـزائـر حـرةً والخيرُ عَــمْ
سـأَظلُّ أهـتـف للجـزائـرِ دائمًا … وأظلُّ أهـتـف مُخـلـصًـا يحيا العـلـمْ