ثقافه وفكر حر

مسرحيّة / أسماء إلياس

صرخ مرشد، بينما الشرطي يطبق على رقبته:

– اتركني ماذا فعلت حتى تعاملني بهذه الوحشيّة؟

مظاهرات عمّت البلاد، بسبب تفشي البطالة. انتشرت الشرطة بالميادين والساحات. ضرب بالعصي، رش بالمياه الباردة. اطلاق غاز مسيل للدموع، اطلاق عيارات مطاطية في الهواء. فوضى عارمة انتشرت في الشوارع. صفارات انذار الشرطة، سيارات الإسعاف تنقل المصابين.

مرشد شخصية معروفة، كاتب ومخرج مسرح، هو فنان شموليّ. بهذا اليوم بالذات نهض مبكرا نشطا متفائلا، فاليوم سيتم عرض مسرحية القاضي والجلاد. بطولته وبطولة نخبة لا بأس بها من فنانين بلادي.

شهور من التدريبات المكثفة. اليوم نقطف ثمار تعبنا، اليوم سيكافئنا الجمهور على مجهودنا.

قطع الطريق الذي يفصل بين بيته والشارع العام، عندما وصل أول دوار في المدينة التي يسكنها، شعر بأن هناك خطبا ما. أوقف سيارته على جانب الطريق. ترجل من السيارة، حتى يستفسر عن الأمر.

توجه نحو الأصوات، فجأة وجد نفسه داخل مظاهرة حاشدة.

عاجله شرطي بضربة أفقدته القدرة على الوقوف. عندها أطبق الشرطي على خناق مرشد.

في تلك اللحظة المرعبة الفاصلة بين موت محقق، وحياة كادت تغيب عنه. جاء من ينجده، امرأة مرت من المكان. شاهدت مرشد يصارع الموت، تناولت المرأة عصا، ضربت الشرطي، ضربة قوية، جعلته بفقد الوعي.

قالت المرأة لمرشد: اسمي مرسيل. وأنا طبيبة نسائية.

تناول مرشد من جيب سترته تذكرة وأعطاها لمرسيل؛ لتشاهد المسرحيّة.

– نعم يشرفني ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق