مقالات

استفتاء كردستان وتداعياته المستقبلية بقلم الكاتبة : تمارا حداد

جرى في الخامس والعشرون من سبتمبر الجاري استفتاء اقليم كردستان والذي يهدف الى الانفصال عن الحكومة المركزية العراقية ، ولكن هذا القرار له تداعيات خطيرة على اقليم كردستان وعلى الدولة العربية كافة ، لمعارضة عدد من القوى الاقليمية والدولية انفصال كردستان العراق كون هذا الملف من شانه تعزيز النزاعات الانفصالية للاقليات الدينية والعرقية في عدد من الدول العربية وخاصة الاكراد المتواجدين في سوريا وتركيا وايران .
هذه الدول الثلاث عارضت وبشدة استفتاء اقليم كردستان والذي من شانه سيؤول الى عزلة الاقليم ضمن السياق الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديمغرافي والجيوسياسي ، من اجل تقويض الاستقلال السياسي والاقتصادي للاقليم في حال انفصاله عن بغداد .
تداعيات الاستفتاء خطيرة تجاه الاقليم ، فالتهديدات التركية باستخدام القوة العسكرية ضده سمحت بتمديد نشر الجنود الاتراك في العراق وسوريا وهذا يعني ان حروبا دموية ستشن مستقبلا بين البيشمركة والقوات التركية ، ناهيك عن الحصار الاقتصادية الذي فرضته تركيا عبر وقف تصدير نفط كردستان الى تركيا ثم اوروبا وهذا يسبب خسارة اقتصادية للاقليم وقد يسبب مجاعة لمواطنيه .
اما ايران فهي من اشد المعارضين للاستفتاء فهي فرضت حصارا جويا واقتصاديا على الاقليم وهذا يسبب عزلة الاقليم عن الجوار ، اما العراق فهي تعتبر الاستفتاء غير دستوري ، كونه يعزز تقسيم العراق وتفتيت الوحدة العراقية وقد تستخدم العراق القوة العسكرية ضد الاقليم .
استفتاء اقليم كردستان واصرار الاكراد يؤكد فشل الدول العربية في التعامل مع التعددية الاثنية واللغوية والدينية داخلها والذي ياخذ شكل الحرب الاهلية ، وعدم قدرة الدولة بمفهومها التقليدي على فرض نفوذها وسيطرتها على كامل الاقليم .
نجاح الاستفتاء يعتمد على قدرة الاقليم على فك العقد السياسية والاقتصادية والامنية والتجاوب مع الاوضاع العربية والاقليمية المضطربة ، كون الاستفتاء جاء في وقت سياسي معقد ، الاستفتاء سيجدد الصراعات الطائفية والعرقية داخل عدد من الدول العربية التي تضم اقليات دينية او عرقية، ويعزز فكرة الفيدرالية لكثير من الدول العربية التي ستؤدي الى تصدع الدول العربية في الشرق الاوسط .
القادم تقسيم المقسم والذي ساعد على ذلك هو عدم قدرة الدول العربية احترام الاقليات الدينية والعرقية داخل سياق الدولة الواحدة وعدم مزجهم في سياقها كوحدة ضمن سياق الهوية الواحدة وعدم التعامل معهم باسلوب الحوار والديمقراطية والمساواة بين الاديان والاقليات والاثنيات ، نعم الحكومات العربية خسرت شعوبها واستغل ذلك الانظمة الامبريالية في تقسم الشرق الاوسط .

مقالات ذات صلة

إغلاق