مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية اشكر الله على النّعمة شذرات من مجتمع شرقي سبحان الله مغيّر الأحوال (حلقة 1)

هذه الجملة قالها رجل لصديقه .عندما أنعم الله عليه بالخيرات والاموال والبنون …سأروي لكم القصة من البداية ..وسنتعرف على أحداث القصة بالتفاصيل ..قصة جميلة وحقيقية ومعبرة جدا ….يقول راوي القصة. كان لي جارا فقيرا جدا وكان يعمل جنديا في البحرية. وكنت أعمل معلما في أحد المدارس في المدينة وكانت حالتهم المادية سيئة جدا. لقد كان يعيش مع أمه ووالده وأخته حياة صعبه جدا ..وكنت دائما أقرضه المال الى أخر الشهر ثم يعيدها عندما يقبض راتبه وبعد مرور سنين جاء نصيب لأخته وتم الموافقة عليه وزفها لزوجها دون أن يقيم لها أي مراسم زفاف فكان قد خبأ مهر أخته.. وبعد أيام تقدم لفتاة وتزوج بها. وبعد شهور حملت زوجته. وكبرت معانتهم أكبر من السابق لدرجة أنهم كانوا يتناولون وجبة في اليوم … فأقتربت زوجته على الولادة .وبعد أيام قليله أنجبت طفلا ..لقد جائهم الطفل مبشرا بالخير لوالديه ..
بعد أيام عرضت الشرطة البحرية على الجنود منحه دورة تعليمية الى أحد الدول لمدة عامين ..فقدم صديقي عدنان الى قيادته ..وقاموا بتسجيل الجنود الذين قدموا الى الذهاب فأخذ عدنان زوجته وأبنه وتركهما في بيت عائلة زوجته وطلب مني أن أرعى أسرته في فترة غيابه ..فقلت له لا تقلق أنهم مثل عيلتي. ..وبعد أيام سافر . قضى كل الفترة في التدريب والتعليم في الخارج ..وعندما أنتهت المدة عاد جميع الجنود الا هو لم يعود ..فشعرت بالخۏف والقلق فسألت عليه فأخبروني أن بعض الجنود تم ترقيتهم ومدوا لهم في المنحه للحصول على رتبة قائد ..فشعرت بالسعادة وقلت بالتوفيق يا صديقي فأنت تستاهل  هذه الترقية .. قضى عامين أخرين أيضا ..وعندما أنتهت المدة عاد وكان قد تغير تماما. وتم ترقيته برتبة قائد ومسؤول عن القيادة. وتم تسليمه تولي القيادة من جميع الٳدرات البحرية. وكان مسؤولا ايضا على شؤون الأفراد ومخازن الأسلحة ومن هنا بدأت حياته تزدهر وتحلق به الى الفضاء ..
بعد ستة أشهر قام بشراء منزلا كبير وسيارة. وكان يصرف الكثير من الأموال في أشيئاء تافهه وليس لها معنى ..لقد كان يصرف في اليوم الواحد ما يكفي أطعام ثلاث أسر كاملة لمدة يومين . فكنت أقول له أرعى النعمة التي  أنت فيها يا صديقي فهناك من يتمناها حافظ عليها وأنفق بالتي هي أحسن ..ولكن كان رده أنا لا أهدر المال في أشياء حرام ،وكان كل يوم يزداد تبذيرا وصاريذهب للرحلات في أيام العطل ،وينفق الكثير من الأموال في رحلته ..فكنت أقول له: لماذا لا تستثمر الأموال التي تذهب هدرا، وتستفيد منها في المستقبل ؟ فلديك أبناء وقد تنفعهم في الأيام القادمة وذات يوما ذهبنا الى أحد المطاعم. فتوقف بسيارته أمام المطعم. فأقترب رجلا مسن وطلب منه أن يسمح له بأن يغسل سيارته. فكان يبدو أن الرجل لم يستفتح بعد ولم يغسل أي سيارة منذ الصباح ..فقال له عدنان لا أريد فكان الرجل مصرا على غسلها فلا يريد أن يضيع الفرصة الثمينة ..
نزلنا من السيارة ودخلنا الى المطعم.. وتناولنا وجبة الغذاء. وعندما طلعنا تفأجئ عدنان بسيارته نظيفة وتلمع ولكن شعر بالڠضب فقال له الرجل سيارتك أصبحت جاهزة ونظيفة أعطني ثمن الغسيل فقال عدنان وهو بحالة ڠضب هل سمحت لك أن تغسلها. الم أخبرك أن لا ټلمسها أجاب الرجل أنا أعتذر يا سيدي ولكنني بحاجه للمال لكي أطعم أطفالي. أرجوك يا سيدي تعاطف معي لوجه الله فركب عدنان سيارته وقال له أبتعد من أمام سيارتي أيّها المتسوّل

يتبع الحلقة 2

فاتن سليمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق