مقالات

فهمان وعلقمة / نضال علي الحسين

للأب ولدان من زوجتين… الكبير اسمه فهمان
والصغير اسمه علقمة…
فهمان أخواله من غير عشيرة…
علقمه أخواله وعمامة من العشيرة…
فهمان تعلم عند أخواله… ومن حوله يهتمون بأمره…
بينما علقمة التف حوله السحيجة والمطبلين…

وبعد عمر طويل ارتحل الأب إلى الرحمن الرحيم
تارك إرث العشيرة لفهمان وعلقمة…
اختلف الإخوة على السلطة والجاه… استبد علقمه بالسلطة
وراح يعير أخوة بابن الأجنبية…

ولكي لا يخسر فهمان أخيه علقمه وبوصية من أمه الأجنبية…

قرر الرحيل مع من يرغب من أبناء العشيرة الرحيل معه…
وابتعد عن أخوة…

وكل شيء تعلمه عند أخواله راح يعلمه لربعه وأولاد عشيرته يلي رحلوا معه…
اعتمدوا على حالهم وفتحوا مدارس وعلموا أولادهم وبدل مايركبوا الحمير صنعوا وركبوا سيارات…
وبدل مايبنوا أسوار صنعوا جسور…..
وبلاد فهمان كثرة فيها المدارس ولا يوجد فيها كثير من السجون…
وبعد سنوات طويلة من القطيعة… قرر فهمان زيارة أخيه الصغير وينهوا ما بينهم من خلاف…
حضر فهمان لأخوه الهدايا وأخذ معه وجوه ربعه من أهل الحكمة والمعرفة والأصول… وتوجهوا لمضارب علقمة.

بأول المضارب معلقة صورة علقمة…

التقاه أخوه علقمه وعلى صدره النياشين المرصعة…
فظن فهمان أن أخاه لمضارب قبيلتهم وسع…

وجده يعيش في خيمة أبيه…

وفي كل ليلة مع النساء يسهر ويسكر ويتمايل ويميل…
والنساء حوله ذات الشمال واليمين…
في الصباح طلب فهمان من أخيه علقمه أن يدور في مرابع الأجداد لعله لماضي والده يتذكر…
وجد حقل الجيوش تحول مرقص وحقل رمي السهام أصبح مسرحا ومسخرة…

أنهوا الزيارة وعاد إلى ديارهم العامرة.

وبعد مدة رد علقمه الزيارة…
وكانت المفاجأة…
استقبله أخوه فهمان بسيارة مصنوعة بسواعد أبناء عشيرته السمر المفتولة.
ومد له سجاد مصنوع بأيادي بنات العشيرة الطاهرة…
وراح أهل عشيرته يتفاخرون أمام علقمة بما صنعوا…

ولم يجد في كل المضارب صورة لفهمان بل صور للمبدعين وللذين بأعمالهم متميزين…
أصيب بالذهول علقمة…

لقد سوانا فهمان مسخرة.

التفت إليه فهمان وقال…
لا تحزن ياعلقمه…
أهلي وأبناء عشيرتي يتفاخرون بما صنعوا وأنت وجماعاتك تتفاخرون بنياشين على صدوركم مزورة…
هذا هو الفرق بيني وبينك
منحتهم حقهم فأحبوني… وأنت سلبتهم حقهم فخافوك واحتقروك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق