الرئيسيةمقالات

من هو اليهودي ؟ (أ.د. حنا عيسى )

(اليهودي هو من ولد يهوديا , أي ولد من أم يهودية , أو من تهود بحسب الأصول , أي التزم العهد الذي بين إبراهيم والخالق. فالتشديد إذا هو على الأصل والولادة لا على الأيمان والعقيدة الدينية)..على الرغم من كون إسرائيل دولة يهودية وعلى الرغم من تكرار كلمة يهودي في بعض قوانين المهمة مثل قانون العودة لسنة 1950 وقانون ساعات العمل والراحة لسنة 1951 وقانون صلاحيات المحاكم الدينية اليهودية لسنة 1953 وقانون تسجيل السكان لسنة 1956 وغيرها من القوانين فانه ليس هناك حتى اليوم تعريف محدد ومتفق عليه لكلمة يهودي. ومازال الجدل بشان الموضوع يرهق الكثير من المفكرين ورجال السياسة والقضاء والدين , ويسبب أحيانا صراعات سياسية وحزبية في الكنيست والحكومة. واستنادا إلى قرارات المحكمة العليا فان أساس المشكلة هو اختلاف النظرة العقائدية فبحسب مفهوم الشريعة اليهودية التقليدية , ترتبط الهوية اليهودية بما يسمى “العهد الأبدي” الذي تم بين الخالق وشعبه المختار. وبموجب هذه النظرة فان اليهودي هو من ولد يهوديا , أي ولد من أم يهودية , أو من تهود بحسب الأصول , أي التزم العهد الذي بين إبراهيم والخالق. فالتشديد إذا هو على الأصل والولادة لا على الأيمان والعقيدة الدينية.
ويسجل في هوية كل إسرائيلي يهودي انه ذو قومية يهودية , أما إذا كان هناك شك في يهوديته تتأثر جميع حقوقه كانسان وكمواطن بما فيها حقه في الإقامة والجنسية والزواج وحقوقه المادية والخدمة العسكرية والأحوال الشخصية ومكان دفنه. وتسقط أيضا جميع حقوق أفراد عائلته. أما هوية العربي فيسجل فيها انه ذو قومية عربية , ويستثنى من ذلك العربي الدرزي , إذ يسجل في هويته انه ذو قومية درزية .
من هم اليهود (الشكناز ،السفارديم والمزراحيون)؟
اليهود الأشكناز هم اليهود الذين ترجع أصولهم إلى أوروبا الشرقية، أما اليهود السفارد فينحدرون من اليهود الذين أخرجوا من إسبانيا والبرتغال في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم استقر بهم المقام في منطقة حوض البحر المتوسط والبلقان وبعض المناطق الأخرى. أما اليهود المزراحيون فهم اليهود الشرقيون بالمعنى الحرفي أو يهود الشرق الأوسط.
ذكَر كلمة «إشكناز» عادةً مقابل «سفارد»، وبالتالي أصبحت كلمة «إشكناز» مرادفة لمعنى «غربي» وأصبحت «سفاردي» بمعنى «شرقي»، وهو تَرادُف خاطئ لأن كثيراً من يهود الشرق (يهود الفلاشاه وبني إسرائيل) ليسوا من السفارد، ولا علاقة لهم بالتراث السفاردي الإثني أو الديني ، ومن الأدق استخدام مصطلح «يهود غربيون» للإشارة لما يُسمَّى الآن «اليهود الإشكناز».
وثمة اختلافات دينية غير جوهرية بين الإشكناز والسفارد تعود إلى اختلاف الأصول. فالإشكناز تَبنَّوا الصيغة الفلسطينية لليهودية، مقابل الصيغة البابلية التي تبناها السفارد. ومع أن كلا الفريقين تَبنَّى التلمود البابلي، في نهاية الأمر، مرجعاً وحيداً في الأمور الدينية والفقهية، فقد ظلـت بعض نقط الاختلاف فالسـفارد، على سـبيل المثال، يتسمون باتساع الأفق، أما الإشكناز فلم ينفتحوا على الحضارات التي عاشوا بين ظهرانيها برغم تأثرهم بها، وانغلقوا على الكتاب المقدَّس والتلمود وعلى تفسير النصوص الجزئية كذلك لم يحاول الإشـكناز جَمْع الشـريعة وتقنينها والتوصـل إلى مبـادئها العـامة.
والاختلافات بين السفارد والإشكناز في الأمور الدينية ليست عميقة. ولكن يُلاحَظ أن تأثير السفارد الفكري الديني في الإشكناز كان عميقاً. فرغم أن بدايات القبَّالاه إشكنازية، فإن تَحوُّلها إلى نسق متكامل في قبَّالاة الزوهار ثم القبَّالاه اللوريانية تم على يد السفارد، بل إن الفكر القبَّالي ذاته يكاد يكون فكراً سفاردياً، وهو الذي اكتسح الفكر الحاخامي الإشكنازي. كما أن أهم كتب الشريعة اليهودية (الشولحان عاروخ) كتاب سفاردي كتب عليه أحد الإشكناز شروحاً وتعليقات. وقد لاحَظ أحد المفكرين أثر الفكر المسيحي في الفكر الديني للإشكناز، فظاهرة الاستشهاد فيما يُعرَف بمصطلح «تقديس الاسم» (بالعبرية: «قيدوش هاشيم») هي ظاهرة إشكنازية لعلها جاءت نتيجة تأثير واقعة الصلب في المسيحية على اليهود. أما المارانية، وهي شكل من أشكال التَقية، فهي ظاهرة سفاردية. ويمكن ملاحظة تأثير الفكر المسيحي في الحسيدية أيضاً، على عكس الفكر السفاردي الذي تأثر في بعض جوانبه بالفكر الديني الإسلامي.
وكان معظم الإشكناز يتحدثون اليديشية التي اختفت بالتدريج مع عشرينيات هذا القرن، وبالتالي فهم يتحدثون في الوقت الحاضر لغة البلد الذي يوجدون فيه. ولغتهم الأساسية الآن هي الإنجليزية باعتبار أن أغلبيتهم تُوجَد ضمن التشكيل الاستعماري الاستيطاني الأنجلو ـ ساكسوني (الولايات المتحدة الأمريكية ـ كندا ـ أستراليا ـ جنوب أفريقيا). والعبرية السائدة بين الإشكناز مختلفة عن عبرية السفارد حيث ينطقونها بطريقة مختلفة.
وكان أكثر من نصف يهود العالم، في العصور الوسطى وحتى بدايات القرن الثامن عشر، من السفارد ويهود العالم الإسلامي. ولكن، بعد ذلك التاريخ، أخذ الإشكناز في التَزايُد إلى أن حدث الانفجار السكاني في صفوفهم في القرن التاسع عشر وأصبحوا يشكلون نحو 90% من يهود العالم. ولا تزال نسبتهم عالية. ومع أنها قد هبطت قليلاً في الآونة الأخيرة، بسبب تَناقُص معدلات الإنجاب بينهم، فإن الأغلبية الساحقة من يهود العالم تظل إشكنازية (بمعنى: غربية). كما أنهم نظراً لوجودهم في المجتمع الغربي، فإن لهم بروزاً عالمياً. ولذا، فإن معظم مشاهير اليهود الآن من الإشكناز، ابتداءً بأينشتاين ومروراً بكيسـنجر وانتهـاءً براكـيل ويلـش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق