مقالات

رسالة الى الشعب الأمريكي وقيادته

خاضت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الحروب عبر تاريخها،
حروبًا خارجية , وتعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول التي شاركت في حروب ونزاعات عسكرية مختلفة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر حيث شاركت في الحرب العالمية الأولى والثانية وضربت مدينة هيروشيما و ناجازاكي اليابانية بالقنابل النووية, وهي اول دولة تستعمل القنابل النووية في العالم في الحرب , وشاركت في حرب كوريا وأفغانستان وفيتنام ولاوس وحرب الخليج والعراق وغيرها من حروب ونتيجة هذه الحروب قتل ملايين من البشر .
الشعب الأمريكي يعتبر شعب متدين ويؤمن بالديانة المسيحية ولكنه يتصرف بعكس تعاليم السيد المسيح عليه السلام المناهضة للعنف والداعية الى المحبة والتسامح بعيدا عن الحقد والبغضاء والكراهية والثأر والانتقام , تعاليم سيدنا المسيح عليه السلام تنادي بالصفح والعفو والصبر , وهو الذي قال للعالم ان القوة ليست السبيل الى القلوب والعقول , وقال :” أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ “.
وعندما حدثت في اللحظات الأخيرة في حياة السيد المسيح عليه السلام صدامات بين تلاميذه واليهود الذين كانوا يريدون قتله ، حدث عنفًا حين قطع أحد تلاميذ السيد المسيح أذن أحد الجنود الذين كانوا يريدون القبض عليه ومحاكمته إلا أن موقف السيد المسيح عليه السلام من العنف كان واضحاً وهو الرفض، بل بمعجزة أعاد أذن ذلك الجندي , لأنه كان رافضا لكل أشكال العنف وقال لتلميذه : ” رد سيفك الى مكانه لان كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون ” فإن السيد المسيح عليه السلام هو المؤسس العظيم للمسيحية التي لا تقبل العنف والقتل والظلم والاستغلال واستعباد الناس وأكل أموال الناس بالباطل .
ونقول للشعب الأمريكي وقيادته , أين انتم من تعاليم المسيح نبي المحبة والتسامح نبي العدالة والإنسانية ؟ النبي الذى عارض العنف والقتل, والذي عارض التجويع والتعذيب للانسان , لماذا تتبنون العنف والقتل وبث الفتنة والكراهية بين الشعوب ؟ فلو اتبعتم تعاليم المسيح والتجأتم إلى التراث الديني الثرى بمواقف مهمة التي أكَّدت على كرامة الإنسان واعتبرت الحياة عطية من الله لا يجوز لأحد النيل منها واقتناصها , لساد السلام والوئام والرفاهية العالم اجمع .
لقد تم توظيف العنف من قِبَلكم من اجل مصالحكم الاقتصادية , وفضلتم المصالح الاقتصادية على التعاليم المقدسة لسيدنا المسيح عليه السلام , وكما تعرفون فان العنف من أكثر القضايا الشائكة والحساسة التي تخلق خلافات بين الشعوب ، وتنشر أجواء الكراهية والتمييز ، مما يباعد بين البشر ويدفع نحو مزيد من الحروب التي تسفك فيها الدماء وتعاني منها البشرية .
توقعاتنا من القيادة الامريكية الحالية ان تسعى لصنع السلام في العالم وخاصة في بلادنا وتتصرف بحكمة وعدالة وتحافظ على السلم العالمي والقوانين والمواثيق الدولية وليس عكس ذلك .
الدكتور صالح نجيدات

اترك تعليقاً

إغلاق