قبل العام 1922 لم يكن الأنسولين متوفرا .. عندما يتم اكتشاف أن طفلا ما مصاب بمرض السكّر فكأنما تقول لأهله ان ابنكم مصاب بسرطان منتشر في كامل جسده . كان الأهل يبكون و يحضنون اطفالهم و يودّعونهم بحزن رهيب . كان الاطفال يموتون خلال ايام او اسابيع .
في العام 1922 دخل احد الأطباء في جامعة تورنتو الامريكية الى غرفة الاطفال المصابين بالسكّري .. و كان اغلبهم مصابا بغياب عن الوعي و الأهل يبكون في الخارج و يلقون النظرة الاخيرة على اطفالهم . لكن في هذا العام دخل الطبيب و معه حقن من الانسولين بعد ان تم تطويره و تحضيره للاستخدام عبر سنوات من البحث .
بدأ بحقن الاطفال بالانسولين واحد بعد الاخر .. و بعد دقائق استيقظ الطفل الاول الذي تم حقنه و اسمه Jim Havens جيم هافنز . استيقظ من السبات و استعاد وعيه و بعده بدأ جميع الاطفال بالاستيقاظ من السّبات السكّري .
كانت اشبه بمعجزة .. بل كانت معجزة حقيقية فعلها علماء خلّدوا اسماءهم الى يومنا هذا .. أصيب الأهل بنوبات فرح رهيبة وصلت الى فقد الوعي احيانا بعد أن رأوا أطفالهم يستيقظون و يتحدثون .
البحث العلمي هو ما يجب أن توضع عليه ميزانيات الدول .. هو معيار التقدم و الحضارة و الانسانية ..
