أخبار عالميهالرئيسية
شطب الحقوق الفلسطينية وأزمات ترامب ونتنياهو
و
قد توجز الصورة الرئيسية لهذا الخبر الأزمة التي يمر بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أعقاب محاولات الحزب الديمقراطي عزله من منصبه؛ يبدو فيها ترامب منهكًا خلال مشاركته في مؤتمر دافوس في سويسرا هذه الأيام؛ لكن “الصديق وقت الضيق”، إذ لم تمنع أزمات ترامب الداخلية من تقديم هدية انتخابية لصديقه المأزوم أيضًا، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد، من خلال قراره الإعلان عن تفاصيل “صفقة القرن” قبل الانتخابات الإسرائيلية مطلع شهر آذار/ مارس المقبل. هذا ما يؤكده أيضًا معظم المحللين الإسرائيليين.
وذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلا عن مصادر رفيعة في الحكومة قولها إن نتنياهو اطلع في الأسابيع الأخيرة على الخطة الأميركية بشكل كامل.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر في “كاحول لافان” قولها إن البيت الأبيض يعمل على إنقاذ نتنياهو، لتمكينه من تأجيل التصويت في الكنيست على منحه الحصانة البرلمانية من المحاكمة، خصوصًا وأنه من المقرر أن يناقش الكنيست هذا الموضوع يوم الثلاثاء المقبل، أي بالتزامن مع زيارة نتنياهو وغانتس لواشنطن.
أما دعوة منافس نتنياهو، رئيس “كاحول لافان”، بيني غانتس، لزيارة البيت الأبيض بالتزامن مع زيارة نتنياهو الثلاثاء المقبل، فلها ثلاثة دوافع: الأول، بأن واشنطن تقف على مسافة واحدة من المرشحين في الانتخابات الإسرائيلية، ولا تتدخل بشؤونها الداخلية، رغم تصريح نتنياهو بأنه هو الذي اقترح دعوة غانتس للبيت الأبيض؛ الثاني، عدم استبعاد إمكانية إقصاء نتنياهو عن الحكم في الانتخابات القريبة؛ والثالث وهو الأهم، ضمان عدم معارضة غانتس للخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، بحيث تصبح الخطة محط إجماع إسرائيلي، وذلك بعد أن كان غانتس قد طالب الإدارة الأميركية تأجيل الإعلان عن الخطة إلى ما بعد الانتخابات حتى لا يخدم الإعلان عنها حملة نتنياهو الانتخابية، لكنه تراجع عن موقفه لاحقًا ودعا إلى نشرها في أقرب فرصة.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن الإدارة الأميركية أطلعت غانتس وقادة اليمين على مضامين “صفقة القرن” مسبقًا، ونية ترامب الإعلان عنها قريبًا.
ويأتي القرار الأميركي في ظل المنافسة بين نتنياهو وغانتس بإطلاق تصريحات عن ضم منطقة الأغوار وشمالي البحر الميت للسيادة الإسرائيلية، والدعم الذي أعرب عنه السفير الأميركي في تل أبيب، المستوطن ديفيد فريدمان، فرض السيادة الإسرائيلية على الأغوار ومناطق أخرى.
.@VP “نيابة عن الرئيس ترامب قمت بدعوة رئيس الوزراء نتنياهو إلى البيت الأبيض في الأسبوع المقبل. بناءً على اقتراح رئيس الوزراء، قمت كذلك بتوجيه الدعوة إلى غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض، وأنا ممتن لأنه قبل الدعوة أيضاً.” https://twitter.com/mike_pence/status/1220418791814856709 …
Mike Pence
✔@Mike_Pence
On behalf of President @realDonaldTrump, I’ve invited Prime Minister @netanyahu to the @WhiteHouse next week. At the Prime Minister’s suggestion I’ve also extended the invitation to @gantzbe the leader of the Blue & White party, & I’m grateful he has also accepted the invitation.
هدف الخطة التمهيد لضم المستوطنات
وكتب المحلل السياسي في القناة 13 الإسرائيلية، رافيف دروكير، أن الخطة الأميركية ليست سوى خارطة طريق سياسية وضعت بالتنسيق بين ترامب ونتنياهو بشكل كامل، تمهيدًا لضم مستوطنات الضفة. وأضاف أنه عندما يرفض اليمين الإسرائيلي الخطة، فمن المرجح أن يبادر نتنياهو لمشروع قانون لضم مستوطنات الضفة بما فيها الأغوار، وهو ما من شأنه أن يشكل إحراجًا لغانتس الذي سيضطر إلى اتخاذ موقف واضح من الضم وتطبيقه.
ونقل دروكير عن مصدر في اليمين قوله إن “هذه خطة أحلامنا”. وقال مصدر في البيت الأبيض للقناة إن قرار الإعلان عن الخطة قبل الانتخابات جاء نتيجة الأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر في أوساط المستوطنين قولها، إن الخطة تشمل فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فورًا، لكن نتنياهو غير معني بتطبيق ذلك حاليًا، بحسب المصادر، ويسعى في هذه المرحلة إلى فرض السيادة على الأغوار.
سيادة على 30٪ من الضفة الغربية
وأضافت مصادر المستوطنين لـ”يديعوت” أن “الحديث يدور عن فرض السيادة على أكثر من 50٪ من المناطق ج، و27٪ منها في الأغوار وشمالي البحر الميت. أما المناطق الأخرى فهي البلدات اليهودية” في الضفة الغربية. وذكرت تقارير أخرى أن نحو 10 بؤر استيطانية ستبقى خارج السيادة الإسرائيلية.
وبيّنت المصادر أن الخطة تنص أيضًا في مراحلها الأولى على تجميد البناء الاستيطاني لأربع سنوات، ولاحقا إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وقال مصدر أميركي لـ”يديعوت أحرونوت”، مساء الخميس، إن الرئيس ترامب قرر نشر الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية لأنه “تعهد (بعرض الخطة)، وولايته الأولى مقبلة على الانتهاء، وهو عادة يلتزم بتنفيذ تعهداته”. وأضاف أن الفلسطينيين سيخسرون في حال رفضوا الخطة.
ولفت موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن قرار مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، إلغاء زيارته لإسرائيل أمس الأربعاء بحجة صعوبة الأحوال الجوية في دافوس السويسرية، يبدو أن دافعها آخر وفق التقديرات الإسرائيلية، وهو “عدم رضا البيت الأبيض من تصريحات نتنياهو بشأن ضم الأغوار”. ونقل الموقع عن مصدر في الإدارة الأميركية أنها طالبت نتنياهو عدم تنفيذ ضم الأغوار قبل عرض “صفقة القرن”.
ونقلت “يديعوت” عن مصدر قالت إنه مقرب من ترامب وكوشنر، إن الخطة الأميركية “لن تبلور حول رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، وعمليًا لا تشمله”، أي تتجاهله.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الخطة تشمل عدة مراحل، وأن “الخطة ليست شيكًا مفتوحًا بأن خذه أو اتركه (TAKE IT OR LEAVE IT)، وإنما قائمة على نتائج والسلوك الجيد للأطراف”. وأضاف أن “الأميركيين لم يضعوا خطة مصافحات. هذه خطة مباشرة وعملية من رجل أعمال…”، وأوضح أن الجزء الأساسي من الخطة سيتضمن بنودًا اقتصادية بزعم تحسين مستوى المعيشة للفلسطينيين، بهدف دفعهم للضغط على قيادتهم لقبول الخطة، وأكد أن الخطة لا تتطرق إلى طرفين، فلسطيني وإسرائيلي، بل إلى أطراف عديدة مثل قادة دول خليجية. وبيّن المصدر أن الخطة لن تضع جدولا زمنيًا لتنفيذها.
وقال المصدر ذاته إن الخطة ستشدد على القضايا الأمنية وما سماه التحريض واللاسامية في جهاز التعليم الفلسطيني.
وأوضح أن الخطة لا تقدم للفلسطينيين أكثر من “أقل من دولة” دون سيطرة على الأجواء أو إقامة جيش أو التوقيع على معاهدات ثنائية مع دولة أخرى. ولخص الخطة بأنها ستقدم للفلسطينيين “الأمن، الكرامة، الإسكان والعمل. حياة بلا مذلة. من يتحدث عن دولة عادية يقوم بصناعة الأوهام”.
في المقابل، سارع وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى ابداء تحفظه على الخطة، وقال إن “الرئيس ترامب وجاريد كوشنر والسفير فريدمان هم أصدقاء بجد لإسرائيل. من المحتمل أن إسرائيل تقف أمام فرصة تاريخية في موازاة مخاطر جدية. حزب ’إلى اليمين’ لن يسمح بنقل الأراضي للعرب أو إقامة دولة فلسطينية، وبعد الإعلان عن تفاصيل الخطة سنتطرق إلى مضمونها”.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر في أوساط المستوطنين قولها، إن الخطة تشمل فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فورًا، لكن نتنياهو غير معني بتطبيق ذلك حاليًا، بحسب المصادر، ويسعى في هذه المرحلة إلى فرض السيادة على الأغوار.