شعر وشعراء

السفارة والعمارة / جواد يونس

 

انْقُلْ إِلى الْقُدْسِ السِّفارَهْ *** وَامْنَحْ لِصُهْيونَ الْخَفارَهْ

لا تَخْشَ رَدَّةَ فِعْلِنا *** فَاللَّيْثُ في الْأَعْرابِ فارَهْ

قَدْ باعَ عَنْتَرُ سَيْفَهُ *** وَالرُّمْحُ لِلْعادي أَعارَهْ

وَالْيَوْمَ يَرْهَنُ مُهْرَهُ *** لِمُقامِرٍ لَمْ يُبْقِ (بارَهْ)

ما هَمَّهُ مَنْ يَعْتَدي *** وَعَلى الْبُيوتِ يَشُنُّ غارَهْ

ما عادَ يَحْمي عِرْضَهُ *** وَأَذاهُ لَمْ تَأْمَنْهُ جارَهْ

ما عادَ يَرْفُضُ ذُلَّهُ *** وَسِياطَ مَنْ خَفَروا ذِمارَهْ

ما عادَ يَغْسِلُ سَيْفُهُ، *** بِدِماءِ مَنْ جَلَدوهُ، عارَهْ

وَاسْتَبْدَلَ ابْنَةَ عَمِّهِ *** شَقْراءَ قَدْ عَشِقَتْ سَمارَهْ

أَمْسى لَدَيْها لُعْبَةً *** فَعَبيدُها رَهْنُ الْإِشارَهْ

عَبْسٌ أَضاعَتْ صِيدَها *** مُذْ أَعْطَتِ الْهَمَلَ الصَّدارَهْ

كَمْ مَوْطِنٍ قَدْ دَمَّروا *** مِنْ بَعْدِ أَنْ قَتَلوا خِيارَهْ

سَقَطَتْ دِمَشْقُ وَقَبْلَها *** بَغْدادُ عُنْوانُ الْحَضارَهْ

وَعَدا عَلى صَنْعاءَ مَنْ *** بِاسْمِ الْحُسَيْنِ يَدُكُّ جارَهْ

هُمْ مَنْ بِهِ غَدَروا وَمِنّا يَطْلُبونَ الْيَوْمَ ثارَهْ!

=====

انْقُلْ إِلى الْقُدْسِ السِّفارَهْ *** فَلَقَدْ تَعَوَّدْنا الْإِثارَهْ

يَوْمانِ ثُمَّ سَيَنْجَلي *** هذا الْغُبارُ وَمَنْ أَثارَهْ

فَـ”الْقِبْلَةُ الْأولى” وَ”أَقْصانا” مَجازٌ وَاسْتِعارَهْ

أَهْلُ النِّضالِ تَقاعَدوا *** وَالْقادَةُ احْتَرَفوا التِّجارَهْ

وَاسْتَبْدَلوا مَشْروعَهُمْ *** بِزَئيرِ أَطْفالِ الْحِجارَهْ

لَهُمُ الْمَرابِحُ كُلُّها *** وَلِسائِرِ الشَّعْبِ الْخَسارَهْ

نَهَبوا الْبِلادَ وَخَيْرَها *** مُذْ داهَموا قَصْرَ الْإِمارَهْ

شَرِبوا كُؤوسَ رُضابِها *** وَالشَّعْبُ يَجْتَرِعُ الْمَرارَهْ

لَمْ يَتْرُكوا شَجَرًا بِها *** إِلّا وَقَدْ نَهَبوا ثِمارَهْ

لَمْ يَتْرُكوا لَوْ زَهْرَةً *** إِلّا وَقَدْ مَصّوا الْعُصارَهْ

وَإِذا سَأَلْتَ كَبيرَهُمْ *** إِذْ جاءَ يَفْتَتِحُ الْمَغارَهْ

مِنْ أَيْنَ هذا (الْجِبُّ)؟! أَوْ *** مِنْ أَيْنَ هاتيكَ الْعِمارَهْ؟!

لَأَجابَ دونَ تَرَدُّدٍ *** مِنْ فَضْلِ رَبّي … وَ(الشَّطارَهْ)!

=====

انْقُلْ إِلى الْقُدْسِ السِّفارَهْ *** أَسْقِطْ وُجوهًا مُسْتعارَهْ

ما عادَ يَسْتُرُ زَيْفُهُا *** طَبْعَ الدَّناءَةِ وَالْحَقارَهْ

كَمْ مُدَّعٍ لِطَهارَةٍ *** نَكِرَتْ نَجاسَتَهُ الطَّهارَهْ

كَمْ مُدَّعٍ لِنَظافَةٍ *** تَشَكو قَذارَتَهُ الْقَذارَهْ

كَمْ مِنْ شِعارٍ بَدَّلوا *** وَالْحُرُّ لَمْ يُبْدِلْ شِعارَهْ

الْقُدْسُ إِسْلامِيَّةٌ *** وَالْقِبْلَةُ الْأولى مَنارَهْ

وَلِـ(إيلِياءَ) عُهودُ مَنْ *** وَفّى لِمَنْ فيها أَجارَهْ

وَ(يَبوسُ) كَنْعانِيَّةٌ *** عَرَبِيَّةُ الدَّمِ وَالنَّضارَهْ

وَبِـ(أورَ سالمَ) سُمِّيَتْ *** كَيْما يَراها السِّلْمُ دارَهْ

لَمْ يُبْنَ فيها هَيْكَلٌ *** لِمَنِ ابْتَنى فيها جِدارَهْ

وَعَدَ الزَّنيمُ عَدُوَّنا *** بِالْقُدْسِ عاصِمَةَ الْإِدارَهْ

لَوْلا تَخاذُلُ رَبْعِنا *** ما أَعْلَنَ الْعاتي قَرارَهْ

خَمْسونَ عامًا قَدْ مَضَتْ *** وَالْقُدْسُ ما فَكّوا إِسارَهْ

ما حارَبوا أَعْداءَنا *** بَلْ مَنْ سَرَتْ فيهِ الْحَرارَهْ

كَمْ أَعْلَنَ النُّمْرودُ في *** بَلَدٍ عَلى الشَّعْبِ انْتِصارَهْ!

كَمْ “عالِمٍ” يُفْتي وَعَيْناهُ عَلى لَقَبِ الْوِزارَهْ!

يُفْتي الْجَهولُ وَما لَهُ *** مِنْ عِلْمِ مَنْ سَبَقوا أَثارَهْ

تَخِذَ الظَّلومَ إِلهَهُ *** وَدَعا لِطاعَتِهِ جَهارَهْ

يَرْجو جِنانَ قُصورِهِ *** وَيَخافُ بِالعِصْيانِ نارَهْ

======

انْقُلْ إِلى الْقُدْسِ السِّفارَهْ *** أَطْلِقْ لِثَوْرَتِها الشَّرارَهْ

يَرِثُ الْعِبادُ الصّالِحونَ الْأَرْضَ، لا أَبْناءُ (سارَهْ)

وَعْدُ الْإِلهِ فَإِنَّما *** بِالدّينِ لِلْأَرْضِ الْعَمارَهْ

في الْقُدْسِ طائِفَةٌ عَلى *** نَهْجِ الْمُشَفَّعِ عَنْ جَدارَهْ

لِلهِ كانَ وَلاؤُها *** وَلَها بِنُصْرَتِهِ الْبِشارَهْ

ما ضَرَّها خِذْلانُ مَنْ *** عَنْ دَعْمِها أَبْدى اعْتِذارَهْ

ما ابْتَزَّها بِقُروشِهِ *** أيُبَرِّرُ الْفَقْرُ الدَّعارَهْ؟!

الظهران، 8.12.2017 جواد يونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق