أخبار عالميهاخر الأخبارالرئيسية

أعداد المهاجرين غير اليهود تفجر جدلا متصاعدا في إسرائيل

منذ أيام، وإسرائيل تشهد جدلا متصاعدا حول قانون الهجرة في ضوء معطيات رسمية كشفت أن 86% من المهاجرين إليها منذ 2012 ليسوا يهودا

أعداد المهاجرين غير اليهود تفجر جدلا متصاعدا في إسرائيل

Quds

معتز بالله محمد / الأناضول

– صحيفة إسرائيلية نقلت عن هيئة السكان والهجرة إن 86% من المهاجرين لإسرائيل منذ العام 2012 ليسوا يهودا
– بعد يومين أعلنت الهيئة “إعادة الإحصاء” لتقول إن نسبة غير اليهود من المهاجرين خلال الفترة المذكورة تبلغ 37.5% 
– القناة الإسرائيلية السابعة ذكرت أن هذه الأرقام تسببت في ضجة شعبية واسعة النطاق
– اتهامات طالت مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل بـ”إخفاء المعطيات الحقيقية” حول المهاجرين غير اليهود
– باحث إسرائيلي أرجع الارتفاع “الخطير” في عدد المهاجرين غير اليهود لـ”بند الحفيد” في قانون “العودة”

تشهد إسرائيل جدلا متصاعدا، منذ أيام، حول قانون الهجرة في ضوء معطيات رسمية كشفت أن 86% من المهاجرين إليها منذ 2012 ليسوا يهودا.

بدأ الجدل مع تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الإثنين، استعرض وثيقة من هيئة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية تفيد بأنه من بين 180 ألف مهاجر وصلوا إسرائيل منذ عام 2012 وحصلوا على جنسيتها، هناك فقط 25 ألفا و375 (نحو 14%) يحملون الديانة اليهودية.

والأربعاء، أعلنت هيئة السكان والهجرة إعادة الإحصاء، وقالت إن نسبة غير اليهود من إجمالي المهاجرين إلى إسرائيل خلال الفترة المذكورة تبلغ 37.5% فقط.

إلا أن يوناثان يعقوبوفيتش، مدير مركز سياسات الهجرة (غير حكومي)، اتهم في حديث لموقع القناة “السابعة” الإسرائيلية (خاصة)، الخميس، مكتب الإحصاء المركزي (حكومي) بـ”إخفاء المعطيات الحقيقية”.

وذكرت القناة الإسرائيلية أن هذه الأرقام تسببت في ضجة شعبية واسعة النطاق.

وأرجع ” يعقوبوفيتش” الارتفاع “الخطير” في عدد المهاجرين غير اليهود إلى إسرائيل إلى البند الرابع فيما يسمى بقانون “العودة” المعروف باسم “بند الحفيد”.

وحتى عام 1950، كان القانون ينص على أنه من حق أي شخص وُلد لأم يهودية أو اعتنق اليهودية الهجرة لإسرائيل ونيل جنسيتها.

وفي عام 1970، تم تعديل القانون بإضافة “بند الحفيد”، الذي يمنح الحق في الهجرة أيضا لأبناء وأحفاد اليهود وأزواجهم، حتى إن لم يكونوا يهودا.

وقال “يعقوبوفيتش” إن هذا البند يعني أن “الزوج غير اليهودي أو الأبناء غير اليهود وأزواجهم وكذلك أحفادهم غير اليهود وأزواجهم يمكنهم الهجرة”، مضيفا: “تشير التقديرات إلى أن عُشر المهاجرين هم من الأزواج غير اليهود”.

ومن مفارقات “بند الحفيد” أنه “لا يسمح لليهودي الذي غير دينه بالهجرة، لكن إذا قرر نسل ذلك اليهودي اعتناق دين آخر، حتى لو كان قسا ناشطا، فإن قانون العودة يسمح له بالهجرة”، حسب المصدر ذاته.

ودعا مدير مركز سياسات الهجرة “أفضل العقول من مختلف ألوان الطيف السياسي الصهيوني إلى الجلوس معا والبحث عن حلول لتلك الأزمة”، التي قال إنها “تغير شكل إسرائيل”.

وأضاف: “من ناحية نريد الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية، ومن ناحية أخرى لا يمكننا تجاهل الواقع الجديد الذي وُجِد”.

وتابع: “لا يمكنك أن تقول لمهاجر أن عليه أن يُطلق زوجته (غير اليهودية) كي يمكنه الهجرة. أو تقول لطفل تلقي تعليما يهوديا في الخارج، ولديه هوية يهودية، أنه لا يستطيع الهجرة لأن أمه غير يهودية. لا يمكنك تشتيت العائلات”.

وذكر “يعقوبوفيتش” أن محاولات سابقة جرت لتغيير القانون، لكنها قوبلت بمعارضة سياسية كبيرة.

وقال: “في إحدى المرات عندما أعلن الحاخام يتسحاق بيرتس، وزير الهجرة في حكومة يتسحاق شامير، في بداية التسعينيات من على منبر الكنيست (البرلمان) أن غالبية المهاجرين من دول الاتحاد السوفيني السابق ليسوا يهودا وفق الشريعة، أثار كلامه عاصفة شعبية واسعة، وتلقى تهديدات بالاغتيال واضطر للتحرك مع حراسة، وطالبه شامير بالاعتذار لكنه لم يفعل”.

وأشار أن محاولات أخرى جرت بعد ذلك لتغيير القانون، قامت بآخرها تيسبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة.

واستبعد أن يكون الحل في “التهويد” (تغيير دين المهاجرين)، قائلا: “من يظن أن بالإمكان جلب الكثير من المهاجرين وتهويدهم جميعا في الصباح لا يعرف عما يتحدث. حتى إذا ما عينوا أكثر الحاخامات ليبرالية، لن يمكنه تهويد مئات الآلاف. ويجب أن نذكر أن ليس كل المهاجرين يريدون أن يتهودوا”.

وحول رأيه فيما إن كان مشرعو القانون قد أخطأوا، قال يعقوبوفيتش: “عندما سُن القانون كانت إسرائيل دولة تنتمي للعالم الثالث، وكان واضحا أن من سيأتون إلى هنا هم فقط اليهود، أو من يشعرون أنهم جزء لا يتجزأ من اليهود”.

وتابع: “الآن إسرائيل دولة يرغبون في الهجرة إليها من كل العالم، أصبحت دولة مطلوبة ويجب أن يتكيف القانون مع ذلك. يجب السماح فقط لمن كان والده يهودياً بالهجرة لإسرائيل”.

واتهم مكتب الإحصاء المركزي بـ “دفن وإخفاء المعطيات”، قائلا: “قبل بضعة سنوات كان يتم نشر النتائج كاملة. الآن يمكنك معرفة عدد اللادينيين في إسرائيل، لكن يصعب الحصول على البيانات الخاصة بعدد المهاجرين الجدد من بينهم”.

وختم يعقوبوفيتش حديثه للقناة السابعة بالتحذير: “ما لم نتمكن من التوحد حول الحد الأدني اليهودي المطلوب، فسننقسم إلى قبائل يهودية وغير يهودية. على إسرائيل أن تدرك أن العمل على منع ذلك مهمة استراتيجية”.

واستنادا إلى معطيات إسرائيلية رسمية، فإنه في بداية العام 2018، بلغ عدد اليهود في العالم حوالي 14.7 مليون نسمة من بينهم 6.6 ملايين في إسرائيل و5.7 ملايين في الولايات المتحدة، والباقي موزعون حول العالم وبخاصة في أوروبا.

وبدأت هجرة اليهود من دول الاتحاد السوفيتي السابق، إلى إسرائيل، بشكل جماعي قبيل وعقب انهياره، حيث تفيد إحصائيات رسمية أن حوالي 1.6 مليون يهودي سوفيتي (بما فيهم زوجاتهم وأزواجهم وأبنائهم من غير اليهود) وصلوا إلى إسرائيل بين عامي 1989 و2006.

وتعمل وكالات يهودية على تشجيع اليهود حول العالم على الهجرة لإسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق