الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي

ميرا الأصيلة .. فرس سباق ام عاشقة؟/ من الأدب الساخر: نبيل عودة

بينما كان المحروس محمد أبو هزاع هوش يقرأ جريدة الصباح كعادته صباح كل يوم، قبل ان ينطلق لعمله، اقتربت زوجته الهواشة ببطء وصمت من ورائه، وهي تحمل صينية قهوة فارغة، وانزلت بها ضربة قوية على رأس زوجها الهواش. رنت الضربة مع رنين صينية القهوة، قفز الهواش صارخا من الألم، واضعا يديه على ام رأسه وصارخا:

– ماذا تفعلين يا مجنونة؟

ردت عليه بعصبية وهي تلوح بورقة تحملها بيدها:

– وجدت هذه الورقة بجيب بنطالك يا خائن.. مكتوب عليها “ميرا الأصيلة” من ميرا هذه يا خائن؟

إرتبك هواش قليلا، لكنه تمالك نفسه ناسيا ألم رأسه من الضربة بالصينية، وقال:

– الله يسامحك .. ميرا هو اسم فرس أصيلة تشارك بسباق الخيل، ويتوقع الخبراء ان تفوز بالسباق، سجلت اسمها حتى اشارك بالمراهنة عليها في سباق الخيل، واتوقع ان افوز وأربح آلاف الليرات، وعندها سأشتري لك كل ما تطلبينه من ملابس وادوات تجميل ..

مضى اسبوع ونصف الأسبوع، وكالعادة يتصفح محمد ابو هزاع هواش جريدة الصباح، لكنه يقرأ خبرا عن مسابقة ملكات الجمال ، ممتعا عينيه بالجميلات، مقارنا بينهن وبين زوجته السمراء الغامقة، والمترهلة بالشحم مصابا ببعض الحيرة، متخيلا نفسه معانقا احدى الملكات، بل بدا ينظر ليختار واحدة منهن تشفي غليله، لعل الله يرزقه بها، وهو الذي لا يفوت صلاة ولا تكرار الحمد لخالق السماء والأرض. واذا بضربة صينية على أم رأسه أعادته من حلمه الرطب، قفز صارخا من الألم، ناظرا بغضب لزوجته التي تحمل الصينية متحدية، وصرخ بها:

– ما هذا التصرف يا مجنونة؟

– ميرا الأصيلة اتصلت بك أمس ثلاث مرات يا خائن!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق