مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية الطفل الفقير الجزء الاول والثاني

قصص وحكايا العالم الاخر

….. امرأة فقيرة توفي زوجها وترك لها ولدا صغيرا ولم ترث شيئا لا مال ولا تجارة تساعدها على هموم ّالزمان وتربية ذلك اليتيم وبعد أن مضت أيام العزاء شمرت على ذراعها

وبدأت تشتغل مرة تغزل الصوف ومرة تصنع العولة للنساء وتأخذ نصيبا من الكسكس ومرة تغسل الملابس وخدمة النّهار ليس فيها عار،و الشّاقي أحسن من المحتاج

المهمّ لم تترك إبنها ينقصه شيء ثم أدخلته للكتاب مثل أطفال الحي وحفظ القرآن وكبر ذلك الطفل وأصبح شابا
في أحد الأيام بينما كان نائما رأى في الحلم أنه تزوج بنت القاضي و الأشراف وأهل الحي يهنئونه على زواجه .

أفاق من النوم فرأى أمه جالسة تطبخ الفطائر على الكانون وأخذ واحدة أكلها وشرب من كوب الشاي ثمّ سألها :هل لي أن أطلب منك شيئا يا أمي ؟

أجابته :إن شاء الله خيرا يا ولدي
فسكت قليلا ثم قال أريدك أن تخطبين لي بنتا أحبها يا أمي والآن اعتدلت الأم في جلستها وردت عليه :ولم لا فلقد أصبحت رجلا لكن بمن تفكر؟

أجابها: بنت القاضي
ضربت المرأة على صدرها وقالت له : هل تتكلم بجد يا ولدي؟ أجابها :هل رأيت على وجهي علامات المزاح طبعا أنا جاد فيما أطلبه يا أمي

صاحت :يا ولدي بماذا ستخطبها ليس عندك لا مال ولاجاه و لا أنت من الاعيان ولا أبيك من طبقتهم ولا هم من طبقته لكنه أصر على مطلبه وقال لها: لن أسمع شيئا ممّا تقولينه

ستخرجين الان وتخطبينها لي فلم تجد مفرا من القبول وردت عليه :الله يبارك ثم وخرجت تسأل عن دار القاضي
ولما وصلت دقت الباب فخرج لها الخادم وسألها عن حاحتها فأخبرته أنها ضيفة وتريد رؤية سيدته خديجة

فأدخلها لحجرة الضيوف وفرحت بيها امرأة القاضي وقالت : مرحبا حلّت علينا البركة تفضلي
ترددت الأم قليلا ثم قالت لها :أتيتك لخطبة إبنتك

أجابتها :مرحبا ، لمن تريدينها ؟
قالت لها لولد
نظرت إمرأة القاضي لهيئتها لكنها إمرأة فاضلة وإبنة الناس، ولم ترد أن تجرجها ،فقالت لها ولم لا ،

ثم خرجت وأرسلت مع الخادم هدية لها من كعك اللوز والبندق ثم رافقها وأوصلها لباب الدار فلم تجد بدّا من الإنصراف
رجعت تلك المرأة لولدها وقالت له :هل رأيت ما لحقني من إهانة بسببك لقد عاملتني كمتسوّلة عند عتبة دارها وكأنها تريد أن تقول لا أنت ولا إبنك من مقامنا

إسمع يا ولدي يهديك الله أبعد هذه الفكرة من مخك فطأطئ رأسه وخرج حزينا وجلس في ركن حتى غلبه النوم ورأى في حلمه أنه يمسك يد الفتاة وينظر إلى عينيها العلسليتان

فأفاق وقال في نفسه: يا له من شعور عجيب أكاد أحس أنفاسها على وجهي وحزم أمره ورجع لأمه من جديد وقال لها :إن لم تخرجي لدار القاضي فلن ترين وجهي بعد الآن

فأجابته :ماذا جرى لك يا إبني ألم يكفي الفقر الذي أعيش فيه حتى أجد مشكلة أخرى فما لنا للقاضي سأخطب لك بنت جارنا الطاهر فهي لا ينقصها شيئ

رد عليها لن أتزوج إلا بنت القاضي هذا هو مكتوبي هل تريدين أن أموت يا أمي ؟
لما سمعت ذلك خافت على إبنها و ذاب قلبها فخرجت وقصدت دار القاضي مرة أخرى

فتح لها خادم الباب فقالت: أريد رؤية سيدتك
وبعد قليل جاءت وهي تلبس قفطانا من الحرير وتعجّبت من حضور تلك المرأة الفقيرة مرة أخرى ولمّا سألتها عن حاجتها،

كررت طلبها بأنها تريد خطبة ابنتها لإبنها إحتارت زوجة القاضي ولم تعرف ماذا ترد عليها ثم فكرت قليلا وقالت لها: إسمعي أبوها هو من يقرر في هذه المواضيع

لذلك أنصح إبنك أن يذهب إليه غدا بعد نهاية عمله ويخطبها منه وإن شاء الله يسمع ما يرضي قلبه
أجابتها حسنا سأقول له ذلك وبارك الله فيك ثم ودعتها ورجعت لدارها

فسألها ولدها : أخبريني ماذا فعلت ؟
قأجابته : لقد كلّمت أمها فطلبت منك أن تذهب إلى أبيها و تخطبها منه
قال لها سأذهب إليه ،هل تعتقدين أني سأخاف منه ؟

ذهب الولد إلى المحكمة وجلس ينتظر حتى أكمل القاضي عمله ثم طلب الإذن مقابلته فأدخلوه
يتبع

الجزء الثاني

#حكايه_الولد_الفقير
الجزء الثاني
……. ذهب الولد إلى المحكمة وجلس ينتظر حتى أكمل القاضي عمله ثم طلب الإذن مقابلته فأدخلوه
قال القاضي تفضل ماذا تريد يا بني وما حاجتك
قال الولد يا سيدي الشيخ جئت إليك لطلب يد إبنتك
قال القاضي لمن تريدها
قال لي أنا

اجابه القاضي مرحبا بك انت إبن من
قال أنا إبن فلان الفلاني
بدأ القاضي يفكر ولم يعرفه فقال اسمح لي يا ولدي لم أعرفه
والدك أين يعمل
قال له والدي متوفي وكان يخدم عند الناس عمله حزام
فكر القاضي قليلا وقال له مرحبا بك

إندهش الولد وقال يعني انت موافق
قال القاضي موافق لاكن بشرط فلا اشترط عليك لا ذهب ولا فضة وإنما أريد أن أعرف حكاية الرجل الذي يبيع في الجوز بضرب الكف عندما تحكي لي قصته أزوجك إبنتي والله شاهد

ودع الولد القاضي ورجع إلى الدار لا تسعه الدنيا من الفرح قالت له أمه :ماذا فعلت هل وافق القاضي؟
أجابها : نعم لكنه شرط علي ان آتيه بحكاية الرجل الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

صاحت المرأة : على سعدي ومن أين ستأتيه بهذه الحكاية ؟هذا إن كانت أصلا موجودة
طمأنها الولد حتى استرجعت هدوءها ثم رد عليها :لا تخافي يا أمي في كل مقهى هناك حكاواتي لا بد أن أحدا منهم يعرف الحكاية

لبس الولد لباسه القديم وذهب إلى المقهى الذي في آخر الحي وجد الحكواتي جالسا وحوله حلقة وهو يقص عليهم أعجب الأخبار وهم يدخنون الشيشة ويشربون الشاي

ولما إنتهى سلم عليه وسأله إن كان يعرف حكاية الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

إستغرب الرجل،وأجابه لم أسمع بها هذه لا يعرفها إلا الشيوخ عليك أن تدور على المقاهي لعلك تجد شيخا مسنا يعرفها فشكره الولد وقال له في أمان الله

ثم بدأ ينتقل من الحي إلى الآخر وكلما وجد مقهى دخل إليه وسأل إن كان هناك من يعرف الحكاية لكن الإجابة كانت دائما :لم نسمع بها وبعدما تعب من المشي جلس في الحي وكل من مر أمامه سأله ثم رأى شيخ كبير السن يخرج من داره

فلما رآه الشيخ وقد تورمت قدماه ولفحته الشمس قال له قم إغتسل وسأحضر لك طعاما ولما سأله لماذا هو على هذه الحالة أخبره أنه منذ أيام يبحث عن حكاية الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

فحك الرجل لحيته وقال له لقد سمعت بهذه الحكاية الغريبة عندما كنت صغير وهذا الرجل ليس من هنا ولست متأكدا من المكان ربما مصر أو العراق ربما في أحد الدول العربية لقد مر زمن طويل على ذالك

قال الولد لا أعرف كيف أشكرك سيدنا الشيخ ،
رد عليه ،أرجو أن لا تتعب لأجل وهم لكن لا مانع أن تسافر ففيه خمسة فوائد، كما يقولون

تحامل الولد على نفسه وعاد إلى أمه وقال لها :لقد وجدت من يعرف الحكاية وإن شاء الله سأعود بخبر الذي يبيع الجوز يبيع في الجوز بضرب الكف

فرحت الأم وقالت له وأين تنوي أن تذهب فأحياء المدينة كثيرة فقال لها ليس هناك ولا حتى في كل هذه البلاد سأسافر إلى مصر
لما سمعت الأم ذلك ضربت على صدرها وقالت :كيف ستسافر إلى بلاد لا تعرفها وأنت لم تغادر حتى الحي التي تعيش فيها ثم من سيطعمك في البوادي والقفار

أجابها ليس هناك شيئ يأتي دون تعب سأتحمل المشاق من أجل عيون إبنة القاضي فلعنت الأم في سرها هذا الرجل وابنته وقالت ألم يكفيني ما أعانيه حتى يغرم بتلك الفتاة

ومن هي حتى يموت من أجلها جوعا وعطشا لكنها بعد ذلك إستغفرت الله فربما وجد إبنها حظه في بلاد أخرى وينسى تلك البنت من باله ثم أنها إقترضت بعض المال من جارتها واشترت بعض من الزاد والتين المجفف وقربة ماء ليحملهم معه في سفره وما تبقى من مال وضعته له في صرة صغيرة

ثم قالت له إني فقيرة وليس لي سوى أن أدعو لك وإن إستعصى عليك السفر فارجع ولا تكلف نفسك ما لا طاقة لك به فوعدها بذلك ثم ودعها ودموع المرأة تجري على خدّيها ،

فأول مرة سيبتعد عنها ولا تعلم إن كانت ستراه مرة أخرى راح الولد في سبيله وهو عاقد العزم أن يعود بسرعة لأمه فهو لا يحتمل بكاءا
فبدأ رحلته في الخلاء و القفار واتباع القافلات

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق