اخبار اقليميهالرئيسية

أنثى” من العراق للجزائر.. النساء يتحولن لأيقونات الربيع العربي

فريدة أحمد

تصدرت المرأة المشهد في مختلف الثورات العربية، بدءا من تونس مرورا بمصر والسودان ووصولا إلى لبنان. وخرجت النساء المقموعات على اختلاف أعمارهن يطالبن بالحرية والعدل والمساواة، متحررات من ثقل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية.

طغى حضورهن وبرز على الساحة لتصبح لكل ثورة “أيقونة” أنثى، محفزة تارة، مهاجمة تارة أخرى، وأيقونة ثالثة منتهكة، كما حال بلادها، لكن دون استسلام.

الثائرات هن الجميلات
“ملك علوية”.. انتشرت صورتها تركل أحد أفراد الأمن، في خضم الثورة اللبنانية، التي خرجت منذ أيام بعد قرار الحكومة فرض ضرائب جديدة طالت كل متطلبات الحياة اليومية، حتى تطبيق “واتساب”.

“ملك” التي تفاعل مع صورتها وفعلها المتظاهرون وكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا عليها لقب “أيقونة الثورة اللبنانية” أكدت أن فرد الأمن خاف بعد مهاجمتها له وأنها كانت تريد ركله مرات أخرى.

لا تريد إعطاء أي مقابلة مصورة لأي جهة إعلامية، أشارت إلى سبب مهاجمتها للعنصر الأمني، من خلال فيديو صورته مع المراسلة اللبنانية “صبحية نجار” وشاركته الأخيرة مع متابعيها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلة “بكل بساطة، بدأ يطلق النار، وأنا أرفض أن أعامل بهذه الطريقة، وهذا ليس من حقه. طلبت منه أن يطلق النار علي، فخاف، هجمت عليه وركلته”.

العراق.. الثورة ليست “خرساء”
بعد سنوات من التغييب والتهميش المتعمد للمرأة العراقية، وارتباط أخبارها، فقط، بقصص جرائم الشرف وغياب المساواة وزيادة نسب الطلاق والتحرش، تصدرت المشهد بقوة في ثورة العراق، واستشهدت عدد من النساء مدافعات عن الحرية والعدل.

خلال المظاهرات التي اندلعت مطلع الشهر الجاري ضد الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة كما وصفه المتظاهرون، والمطالبة بإيجاد فرص عمل جديدة، تصدرت المواطنة “بائعة المناديل” الأخبار التي تناقلت فيديو لها أثناء مبادرتها توزيع المناديل مصدر رزقها مجانا على جموع المتظاهرين، وأصبحت واحدة من أيقونات المظاهرات الأخيرة.

المرأة التي أثارت انتباه المتظاهرين بملامحها القلقة وصمتها وهي توزع المناديل مجانا على المتظاهرين الذين تعرضوا للغاز المسيل للدموع، أشاد بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقالوا إن من وصفوهم “بالساسة الفاسدين” عجزوا عن تقديم ما قدمته بائعة المناديل “البكماء” البسيطة.

لكن “دنيا” بائعة المناديل ليست بكماء كما الثورة في بلدها، وخرجت في فيديو مصور على “تويتر” تسأل المتظاهرين “راضيين علي؟”.

السودان.. الثورة “أنثى”
في أبريل/نيسان من العام الحالي، أي بعد ستة أشهر من بدء ثورة الشعب ضد نظام الحكم العسكري وتقييد الحريات وتردي الأوضاع الاقتصادية مع الغلاء المستمر والبطالة، ظهرت “آلاء صلاح” لتتحول الفتاة السودانية طالبة كلية الهندسة المعمارية إلى “أيقونة” الثورة.

في ثوب أبيض طويل ينسدل من مؤخرة رأسها حتى قدميها، وقفت وسط الحشود الثائرة خارج مجمع القيادة العامة للجيش الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة البشير، على ظهر سيارة تغني وتحفز الحشود، شاهرة إصبعها بينما يعكس قرطها الذهبي الكبير المسمى “القمر بوبا” ضوء كاميرات الهواتف النقالة المحيطة بها، لينتشر الفيديو المصور لها على مواقع التواصل ويطلق عليها “كنداكة” أي الملكة النوبية.

حازت آلاء شهرة واسعة، بعدما وقفت تنشد “حبوبتي كنداكة” وهي قصيدة ثورية من التراث الشعبي، تصور الواقع السوداني بشكل دقيق، لكنها ترى أنها ليست أيقونة الثورة، مؤكدة أن “الأيقونة” تستحق أن تطلق على كل الثوار في الميادين، على حد قولها في فيديو مصور على AJ+ عربي.

Loading video

“الابتسامة” من نصيب نساء الجزائر
في يوم المرأة العالمي الموافق 8 مارس/آذار من العام الجاري، خرجت الجزائريات إلى الشوارع والميادين ليلتحقن بالمظاهرات التي اندلعت قبل أسبوعين، رافضة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

“الخالة زاهية” أو “سيدة المكنسة” كما يطلق عليها المتظاهرون، واظبت على المشاركة بالمظاهرات منذ أول يوم لاندلاعها، ترتدي المرأة ذات 64 عاما اللباس التقليدي “الحايك” وتلف نفسها بعلم الجزائر، وتتجول في الشوارع بمكنستها الخضراء التي اشتهرت بها، وجعلت منها أيقونة من أيقونات الثورة.

Loading video

تحكي “زاهية” -التي تبيت في العراء كل ليلة بعد هدم منزلها- عن سر تلك “المكنسة” في فيديو مصور على AJ+ عربي، قائلة “كان الشباب المعتصمون أمام مركز البريد يتحدثون أن هؤلاء لا يرغبون في الرحيل من السلطة، فتوجهت مباشرة إلى متجر يقع قرب ساحة البريد، وقمت بشراء مكنسة حتى ننظف البلد من الفاسدين”.

مصر.. أيقونة الحرية مسجونة
“ماهينور المصري”.. اسم لا يمكن أن تخطئه أبدا، أيقونة من أيقونات الثورة المصرية، بإصرارها وآخرين على كشف ملابسات مقتل “خالد سعيد” على أيدي رجال الشرطة، أشعلت ثورة 25 من يناير/كانون الثاني 2011.

من سجن إلى سجن قضت “ماهينور” معظم سنوات عمرها الذي لم يتجاوز 33 عاما، يصعب حصر عدد المرات التي تعرضت فيها للتوقيف والاعتقال سواء في عهد المخلوع حسني مبارك أو فترة حكم المجلس العسكري أو الراحل محمد مرسي أو المؤقت عدلي منصور أو الحالي عبد الفتاح السيسي.

لكن المحامية -التي لم تتخاذل يوما عن دورها في الدفاع ومساعدة المظلومين معنويا وماديا- لم تستسلم أبدا، وكتبت في إحدى رسائلها من داخل السجن “يجب ألا ننسى هدفنا الأساسي وسط معركتنا التي نخسر فيها الأصدقاء والرفاق، يجب ألا نتحول إلى مجموعات تطالب بالحرية لشخص وننسى هموم ومطالب الشعب الذي يريد أن يأكل”.

Loading video

في 22 من الشهر الماضي، توجهت “ماهينور” إلى المحكمة للدفاع عن معتقلين سياسيين، وبعد خروجها من قاعة المحكمة ألقي القبض عليها، وعرضت على نيابة أمن الدولة ليستمر حبسها حتى اليوم.

تحت وسم “الحرية لماهينور المصري” دون رواد مواقع التواصل كثيرا من القصص والحكايات الإنسانية والثورية التي خاضتها ماهينور، لتتخطى ببسالتها كونها أيقونة للثورة لتصبح أيقونة الحرية في كل زمان ومكان.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق